تورط النظام المصري، الجمعة، في جريمة جديدة، بعد الإعلان عن وفاة طالب الهندسة، حسام أحمد مروان، المعتقل بسجن "العقرب" سيئ السمعة منذ أربع سنوات احتياطياً (بالمخالفة للقانون)، نتيجة الإهمال الطبي.
وروت الناشطة سناء سيف، عبر "فيسبوك"، اليوم، قصة الشاب الراحل قائلة: "حسام اختطف من قبل جهاز أمن الدولة (الأمن الوطني) في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2013، وتم إخفاؤه قسرياً لما يقارب الشهر، ثم نقله من مبنى الجهاز في منطقة لاظوغلي بوسط القاهرة إلى مقبرة (سجن) العقرب، على ذمة قضية (أنصار بيت المقدس)".
وأضافت سيف أنه "بعد محاولات عديدة، نقل حسام منذ قرابة الشهرين إلى مستشفى السجن بعد تدهور حالته الصحية، وعدم استطاعته تحريك أي من أعضائه باستثناء عينيه، لإصابته في المعتقل بمرض خطير يسمي (متلازمة الأعصاب) الذي أفقده القدرة على الحركة بسبب الإهمال الطبي. واليوم لقي ربه شهيداً صابرا".
وحسام من مواطني قرية عرب الصوالحة، بمركز شبين القناطر في محافظة القليوبية، وبدأت معاناته عقب إصابته بإنفلونزا شديدة، من دون علاج أو رعاية من جانب إدارة السجن، الأمر الذي أدى لفقدانه الحركة تدريجياً، بحسب رواية نشطاء، أشاروا إلى أن تهمة حسام تقتصر على "الإيواء"، التي يحكم فيها بالسجن ثلاث سنوات كحد أقصى للعقوبة.
ووثقت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات تعنت إدارة سجن العقرب، ورفضها طلبات عدة بنقل الطالب الجامعي إلى المستشفى لتلقي العلاج، متهمة إدارة السجن بالتورط في جريمة القتل البطيء بمنع العلاج، بما يهدر الحق في الحياة، ويتنافى مع أدنى معايير حقوق الإنسان.
وأعلنت أسرة الشاب المتوفى في سبتمبر/أيلول الماضي، أن نجلها أصبح لا يستطيع الحركة إلا من خلال كرسي متحرك، ويعاني من تبول لا إرادي، مناشدة كل من يهمه الأمر من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، سرعة التحرك لإنقاذ حياته بنقله إلى المستشفى، ورفع الظلم الواقع عليه.
وتكررت حالات مقتل المعتقلين بالإهمال الطبي في السجون ومراكز الاحتجاز المصرية طيلة السنوات الأربع الماضية، ووثقت منظمات حقوقية محلية ودولية وقائع عدة، لكن النظام المصري لم يتوقف عن تلك الممارسة.