قُتل مدني تحت التعذيب في أحد السجون التابعة لـ"الجيش الوطني" المعارض في مدينة تل أبيض بريف الرقة، شمال شرقي سورية، يوم أمس السبت بعد توقيفه أشهراً عدة.
وقال الناشط ماهر العايد، وهو أحد أقارب القتيل، عبر حسابه في "فيسبوك": "خالي فارس الكراف الحميدي في ذمة الله تحت التعذيب في سجون الشرطة العسكرية التابعة لمليشيا الجيش الوطني".
وبحسب العايد، فإن الحميدي كان عنصراً في "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وتركها إبان سيطرة "الجيش الوطني" على مدينة تل أبيض أواخر العام الفائت، وجلس في منزله ولم يزر مناطق سيطرتها منذ ذلك الوقت. وأضاف أن خاله سلّم نفسه للشرطة العسكرية حينما طلبت الجبهة الشامية التابعة لـ"الجيش الوطني"، العناصر السابقين في "قسد"، وبقي في سجونها منذ سيطرتها على المدينة.
وأشار إلى أن الحميدي قتل تحت التعذيب ضرباً وبالكهرباء، ولم يذكر إذا ما أُدين أو قُدِّم للقضاء العسكري التابع لـ"الجيش الوطني" في المنطقة.
وبحسب "المرصد السوري"، فإن الحميدي قُتل بسبب رفضه دفع غرامة مالية كبيرة مقابل الإفراج عنه، وهو سلوك تتبعه العديد من الفصائل التابعة لـ"الجيش الوطني" شمالي سورية.
#SOHR #Tal_Abyad | Civilian dies under torture in #Turkish_backed_factions’ prisonshttps://t.co/EKmBGH1HnM
— #المرصدالسوري #SOHR (@syriahr) August 1, 2020
وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني" ممارسات ضد المدنيين بشكل مستمر، تتمثّل بالاعتقال والاعتداء على الممتلكات والتضييق على الحريات.
وتنتشر مقرات فصائل "الجيش الوطني" داخل المدن والبلدات في المناطق الخاضعة لسيطرته، ما يجعل من أي اقتتال، حتى لو كان محدوداً، سبباً لسقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
ولم تشهد هذه المناطق استقراراً كاملاً منذ خروجها عن سيطرة النظام و"داعش" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بسبب خلافات الفصائل، إذ يسعى كل فصيل إلى الحصول على نفوذ أكبر في المنطقة، في ظل عدم تدخل تركي جدي لوضع حد للاقتتال الداخلي.
كذلك تعمّ المنطقة حالة الاستياء بسبب الاقتتال المتكرر بين الفصائل، إضافة إلى التجاوزات بحق المدنيين في ظل فلتان أمني، بات السمة الأبرز في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي.
وتبلغ مساحة المناطق التي يسيطر عليها "الجيش الوطني" في سورية 8835 كيلومتراً مربعاً، وتضمّ أكثر من 1000 بلدة ومدينة، يقطنها نحو 1.2 مليون شخص، وأهمها مدن عفرين، تل أبيض، رأس العين، الباب، أعزاز، دابق، جرابلس، جنديرس، راجو وشيخ الحديد، وقد تمت السيطرة عليها خلال السنوات الماضية تباعاً، بعد طرد تنظيم "داعش" و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) منها.