وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية، الليلة الماضية، أن "تطبيق القانون وفرض النظام في المنطقة الحدودية داخل مخيم إيدوميني وفي محيطه أساسي لتفادي صدامات مستقبلاً".
واتهم رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس مقدونيا بصد مئات المهاجرين الذين حاولوا اقتحام الحدود للدخول إلى الاتحاد الأوروبي "بشكل معيب".
لكن وزارة الخارجية المقدونية، أكدت أن "قوات الأمن المقدونية تصرفت بقدر كبير من ضبط النفس، وبشكل مسؤول ومهني حيال تظاهرات عنيفة وهجمات لمجموعات كبيرة من المهاجرين" في محاولة لعبور الحدود.
وتزيد هذه الحوادث التوتر القائم أصلاً بين اليونان ومقدونيا. ذلك أن اليونان لا تعترف حتى الآن بتسمية مقدونيا، بل تستخدم أحياناً اسم العاصمة سكوبيه للدلالة على هذا البلد، أو اسم جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، وهي التسمية التي تستخدمها فرنسا وألمانيا.
وتعتبر هذه المسألة حساسة جداً لدى اليونانيين، إلى درجة أن وزير الدفاع بانوس كامينوس طالب الشهر الماضي باستقالة وزير الهجرة يانيس موزالاس لأنه استخدم في تصريحه كلمة مقدونيا.
وبعد الحوادث وانتقادات أثينا الشديدة اللهجة، أرسلت وزارة الخارجية المقدونية مذكرة إلى ممثل مكتب الارتباط اليوناني في سكوبيه جاء فيها أنه "تفادياً لوقوع مثل هذه الحوادث مستقبلاً، ندعو إلى مزيد من التعاون بين قوات الشرطة والسلطات اليونانية المكلفة الأمن ولتحرك وقائي وتقاسم المعلومات، ما يسمح بثني التظاهرات العنيفة للمهاجرين" في إيدوميني.
والإثنين على غرار منظمات غير حكومية انتقد تسيبراس استخدام القوات المقدونية الرصاص المطاطي ضد المتظاهرين. ونفت سكوبيه بأن تكون قواتها استخدمت مثل هذه الأسلحة.
وغادر 400 مهاجر على الأقل على متن تسع حافلات مخيم إيدوميني على الحدود اليونانية المقدونية منذ أعمال العنف التي وقعت نهاية الأسبوع، لنقلهم إلى مراكز استقبال أعدت لهم في شمال اليونان كما أفادت مصادر متطابقة الثلاثاء.
وقال مصدر لوكالة فرانس برس "الاثنين غادرت سبع حافلات على متنها 300 شخص إيدوميني" حيث لا يزال هناك أكثر من 11 ألف شخص في أوضاع مزرية.
وأعلنت منظمة "تحرير الأطفال المسيحيين والإيزيديين في العراق" غير الحكومية أنها كلفت نقل حوالي مائة شخص إلى مخيم قرب فيريا في شمال اليونان.
وأكد ليين فيدي، مسؤول مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين في إيدوميني أن مزيدا من المهاجرين يريدون مغادرة إيدوميني.
وقال "لم يعد المهاجرون يشعرون بأمان بعد الحوادث الأخيرة. ولذلك يجب فتح مخيمات جديدة في أسرع وقت ممكن".
والأحد أصيب حوالي 260 مهاجرا إثر قيام الشرطة المقدونية بإطلاق الغاز المسيل للدموع، فيما أشارت السلطات اليونانية ومنظمة أطباء بلا حدود إلى أنها استخدمت الرصاص المطاطي ضد مجموعة مهاجرين حاولت اقتحام الحدود.
وكررت الناطقة باسم الحكومة اليونانية أولجا يروفاسيلي الثلاثاء القول إن "الأولوية حاليا هي إخلاء إيدوميني ومرفأ بيريوس بحلول عيد الفصح الأرثوذكسي".
وهناك حوالي 1050 مهاجرا انتقلوا منذ عدة أسابيع إلى أمام محطات في مرفأ بيريوس قرب أثينا، ووافقوا الاثنين على نقلهم إلى مخيم سكارامانغاس المجاور بحسب مصدر حكومي. وكان هناك قرابة 3800 شخص في المرفأ الثلاثاء.