مقرن .. طيار مقاتل مرشح لقيادة دفة المملكة

28 مارس 2014
رجل مخابرات ودبلوماسية النفس الطويل (فرانس برس)
+ الخط -

يُمهد تعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز، وليا لولي العهد، الطريق لرئيس المخابرات العامة السعودية السابق، ليصبح ملكا على عرش المملكة العربية السعودية، في حال شغور المنصب بعد الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز.

ولد مقرن في مدينة الرياض عام 1945، ويأتي في الترتيب الخامس والثلاثين من أبناء الملك المؤسس الذكور، وليس له أخوة أشقاء، وهو يعدّ أصغر الأبناء، بعد وفاة الابن الأصغر الأمير حمود في العام 1994.

تلقى تعليمه في معهد العاصمة النموذجي، وبعد تخرجه التحق في العام 1964 بالقوات الجوية الملكية السعودية، وأكمل دراسته في علوم الطيران العسكري في المملكة المتحدة وتخرج منها عام 1968، وظل يعمل في القوات الجوية الملكية حتى عام 1980. وأول منصب سياسي شغله كان بتنصيبه أميرا على منطقة حائل، وظل في هذا المنصب حتى 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1999 عندما عين أميرًا لمنطقة المدينة المنورة.

وأصبح رئيسًا للاستخبارات العامة خلفًا لأخيه الأمير نواف في العام 2005، وظل في هذا المنصب حتى 19 يوليو/تموز 2012 عندما عين مستشارًا للملك ومبعوثًا خاصًا له.

وعين نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء في الأول من فبراير/ شباط 2013. إلى أن صدر أمر ملكي أمس الخميس يقضي باختياره وليًا لولي العهد. حيث أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز قرارا بموافقة هيئة البيعة، يقضي بأن يُبايع الأمير مقرن وليا لولي العهد، وولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد.

ويحظى الأمير مقرن بثقة الملك عبد الله، ويعد من أقرب المقربين له، ولقد كلفه في العقد الماضي، بقيادة الجهود السعودية لحل الأزمات في أفغانستان وباكستان، وبمهمات دبلوماسية خاصة إلى سوريا قبل اندلاع الثورة هناك.

وأثناء شغله منصب رئيس المخابرات في الفترة بين عامي 2005 و2012، أي بعد عامين من الهجمات التي استهدفت مجمعات سكنية في الرياض، عمل على "إخماد" عمليات مسلحة لتنظيم القاعدة، وكان مكلفا بمتابعة ملفات أفغانستان والعراق واليمن، في إطار جهود مكافحة الإرهاب.

وافترض محللون غربيون لسنوات "أن يكون الأمير مقرن مستبعدا من سدة الحكم في المملكة، لأن والدته يمنية الأصل، وليس ابنا لأم من آل سعود أو من عائلات المملكة"، على حد تعبيرهم.

لكن دبلوماسيين قالوا إنه كان حاضرا دائما في اجتماعات رفيعة المستوى بين الملك عبد الله وكبار الزعماء الأجانب الذين يزورون الرياض، ما نبّه إلى أنه أحد أفراد الحلقة الداخلية الضيقة في الأسرة الحاكمة التي تحدد السياسة الخارجية.

ويمتاز الأمير مقرن بحسب وثائق وسجلات وزارة الخارجية الأميركية بأنه من هؤلاء الذين يفضلون العمل من دون انفعال، والتزام النفس الطويل في الدبلوماسية، لكنه معروف عنه مواقف متشددة حيال إيران، وورد في احدى الوثائق لعام 2008، أنه كان مؤيدا لفرض عقوبات أشد على إيران. ونقل دبلوماسيون عنه في برقية أخرى في العام التالي قوله إن "الهلال الشيعي في طريقه إلى أن يصبح بدرا كاملا".

دلالات