تعتبر موسيقى الراب من الفنون التي تسلط الضوء على مشكلة أو حالة ما في المجتمع، وقد انتشرت هذه الموسيقى في البلاد العربية منذ سنوات عدة، إلا أنها بقيت بعيدة عن المجتمع الفلسطيني داخل مخيمات اللجوء في لبنان، لكن استطاع بعض الشبان الفلسطينيين أن ينشروها في المخيمات الفلسطينية، وخاصة أن أوضاع المخيمات تشكّل مادة دسمة في تأليف كلمات هذا النوع من الغناء.
وانتشرت موسيقى الراب في المخيمات الفلسطينية في سورية قبل أن تنتقل إلى لبنان، ومخيم اليرموك وحده كان يضم العشرات من الفرق التي تشتت أعضاؤها بعد الاعتداءات التي تعرض لها خلال الثورة السورية.
مكسيم كسّاب من مدينة نابلس الفلسطينية ويقطن في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان)، هو مغنِ منذ ثماني سنوات، قال لـ"العربي الجديد": "منذ كان عمري 17 سنة استمعت عند أحد الأصدقاء إلى أغنية راب باللهجة اللبنانية فلفتني أسلوب الغناء، وتعرفت إلى شخص له علاقة بهذا الفن يدعى يوسف عايدي شجعني على أن أشق طريقي في هذا المجال، وخاصة أن هذا النوع من الفنون لا يحتاج إلى جمال صوت، وعلمني كيفية كتابة أغانيه وهي تعتمد على موضوع معين يتم طرحه من خلال الأغنية".
ويضيف: "غناء الراب مقسّم إلى ثلاثة أنواع: الوطني والحب والإرهاب الذي يتضمن لغة الشارع وأحياناً الشتائم، ولأنني فلسطيني اخترت أن أغني أغاني وطنية فلسطينية أو أغاني عن المجتمع الفلسطيني والمخيمات".
ولفت إلى أن أول أغنية كتبها كانت حول الحواجز على مداخل المخيم وطرق التفتيش التي تتعرض لها النساء، كما كتب أغنية عن الحكام والرؤساء العرب وتعاطيهم مع القضية الفلسطينية، وكانت آخر أغنية حول انتفاضة السكاكين في فلسطين المحتلة.
يقول كسّاب: "لم تكن موسيقى الراب منتشرة في عين الحلوة، ولكن بعد أن قدمت أغاني تعني المخيم، صار السكان ينتظرون أعمالي لأنها تعبر عن واقعهم وعن حياتهم اليومية، وحاولت أن أكوّن فرقة، لكني لم أستطع فصرت أغني بمفردي، رغم أنني تشاركت مع بعض الأصدقاء في أداء بعض الأغاني وفوجئت من صدى نجاحها بين الناس".
ويلمح كسّاب إلى أن الواقع الفلسطيني، وخاصة اللاجئين يحمل قصصاً مأساوية عدة، تصلح لأن تكون مادة للأغاني، وكان آخرها الاشتباكات المسلّحة التي جرت داخل المخيم حديثاً، إذ قمت بكتابة أغنية حول الأحداث وتعبّر عن وجع الانسان.
يستخدم كسّاب الموسيقى الإيقاعية لأغانيه التي يحصل عليها عن طريق الإنترنت، ويتمنى أن يصدر ألبوما غنائيا خاصا به لكن إمكاناته لا تسمح بذلك، وأن يكوّن فرقة تنقل معاناة اللاجئين الفلسطينيين إلى خارج المخيم.