ملاحظات تكتيكية بنهائي ميلانو..ركلات الجزاء الوحيدة التي أوفت بالوعود

29 مايو 2016
ريال مدريد نجح في قنص دوري الأبطال (Getty)
+ الخط -


حقق ريال مدريد البطولة الأوروبية بعد موسم صعب للغاية، خسر فيه الدوري وخرج مبكراً من الكأس، لكن نهائي ميلانو يساوي كثيراً، وجعله في وضعية أفضل في النهاية، ليكون زين الدين زيدان هو سابع مدرب يفوز باللقب لاعباً ومدرباً، وينضم دييغو سيميوني إلى كتيبة العظماء الذين لم ينالوا بعد شرف تحقيق الشامبيونزليغ، في مباراة ماراثونية وصلت إلى ركلات الترجيح.

الكرات الثابتة
تُحسم المباريات النهائية بأدق التفاصيل، لذلك من الصعب جداً تحليلها بشكل كلي، لأنها تتوقف على جزئيات بسيطة وقرارات من الممكن أن يتحكم فيها عوامل خارجية غير المدربين واللاعبين، لكن هناك عدة نقاط تكتيكية مهمة خلال الوقت الأصلي والإضافي، والبداية كانت في أول نصف ساعة من المباراة، الفترة الوحيدة التي شهدت تفوق حقيقي لصالح ريال مدريد.

لعب ثنائي الأتليتي غريزمان وتوريس في الأمام، بعيداً عن لاعبي الوسط بشكل واضح، مما جعل المساحة كبيرة بين الدفاع والهجوم، لدرجة إجبار غابي على الصعود من أجل التغطية المستمرة حول دائرة المنتصف، ومع التمركز الخلفي المبالغ فيه من طرف وأوغوستو، أصبحت هناك فراغات بين الخطوط.

لكن هذه الأمور لم يستغلها الريال بالشكل المثالي، ولجأ لاعبوه في أكثر من مناسبة للحلول الفردية كالمراوغات أو التسديد من بعيد، حتى جاء الحل من الكرات الثابتة، اللعبة رقم 1 بالنسبة للميرينغي هذا الموسم، فالملكي تقدم من لعبة عرضية، وأضاع فرصته الأكبر خلال هذا الشوط من كرة مشابهة، ليسجل الأفضلية في البدايات.

لعبة الشولو
لجأ دييغو سيميوني إلى حلوله الذكية، سريعاً أخرج أوغوستو وأدخل الرائع كاراسكو، نجم المباراة الأول بدون منافس، ليتحول البلجيكي إلى الرواق كجناح وساعد هجومي، ويدخل كوكي في العمق بجوار غابي، وتصبح المباراة في اتجاه مغاير، خصوصاً مع سيطرة الأتليتي على منطقة المناورات بوجود ثنائي محوري متحرك، مع مساندة مستمرة من جانب غريزمان.

لعب الشولو على التركيبات الهجومية القصيرة، عن طريق تمريرات مستمرة من قدم لقدم، ثم فتح الملعب عرضياً بتمريرة مباغتة للظهير المتقدم، كما حدث في لعبة هدف التعادل، بعد أن أخرج خوانفران كل ما عنده، ولعب تمريرة ساحرة لكاراسكو، كذلك وصل الفريق إلى مناطق الخطورة بالتمريرات الطولية المباغتة من الخلف إلى الثلث الهجومي.

سجل أتليتكو هدفاً وكان يستطيع إضافة أهداف أخرى، لكن تغييرات الأرجنتيني لم تتم، خصوصاً مع انخفاض مستوى أكثر من نجم، لكن يبدو أن الطاقم الفني فكر أكثر في الإضافي، وإمكانية الوصول إلى ركلات الجزاء في النهاية.

أخطاء زيدان
فاز ريال مدريد باللقب، ويُحسب لزيزو كونه أول مدرب فرنسي يفوز بالشامبيونزليغ، وبالطبع التوفيق خالفه بعد إصابة كارفخال وخروجه مبكراً، ليدخل دانيلو وتنكشف تماماً الجبهة اليمنى للريال، لكن زيدان قام بتغيير غريب نوعاً ما، عندما أخرج كروس وأدخل إيسكو، في تصرف أعطى الوسط تماماً للخصم والمنافس.

يظل توني كروس واحداً من أهم لاعبي الريال، لأنه يستطيع الحفاظ على الكرة تحت الضغط، وينجح في نقل الهجمة من زاوية إلى أخرى بتمريرة قطرية سريعة، ومع خروجه افتقد الفريق إلى هذا العنصر، فانكشف كاسيميرو بعض الشيء، خصوصاً أن البرازيلي رائع دفاعياً وسيء على مستوى بناء الهجمة من الخلف.

كاراسكو
انتهت المباراة بركلات الجزاء وحقق الريال البطولة في النهاية، لكن كاراسكو يستحق الثناء بكل تأكيد، ليس لأنه أول بلجيكي يسجل في نهائي دوري الأبطال، بل نتيجة مستواه الخرافي مع الأتليتي هذا الموسم، فالفريق باع أردا توران لبرشلونة، وتعاقد معه من موناكو بمبلغ يصل إلى النصف تقريباً، ليقدم الإضافة المضاعفة ويضع فريق سيميوني في مستوى آخر.

يستمر الأتليتي كأحد الفرق العظيمة دفاعياً، مع انخفاض حقيقي في قدرة الفريق على الهجوم بالكرة، وحده كاراسكو من يجيد ذلك، لأنه لاعب خليط بين الحيازة والمرتدات، في كونه يستطيع الضرب أثناء التحولات نتيجة سرعته الخاطفة، مع إجادة تامة لشغل مركز صانع لعب بالكرة، لأنه يجيد بشدة الاحتفاظ بها تحت الضغط.

سجل كريستيانو رونالدو ضربة الترجيح الفائزة، وبكل تأكيد يستحق بسببها الإشادة والتقدير، لكن عطفاً على مستويات المباراة، فإن البرتغالي قدم مباراة ولا أسوأ على كافة الأصعدة، مقابل أداء استثنائي وأسطوري للبلجيكي السريع، وفي النهاية الفائز هو من يحكم، إنها قواعد لعبة يجب أن تُحترم مهما كانت المقدمات.