عجزت الحكومة العراقية عن إيجاد حلول لانتشال محافظة البصرة من أزمة ملوحة المياه، التي تهدد بكارثة تلوث بيئية وتفشي الأمراض في المحافظة، في حين دعت أوساط عشائرية وشعبية بتدخّل المجتمع الدولي لإنقاذ المحافظة، ملوّحين بالتصعيد.
وأعلنت دائرة صحة المحافظة تسجيل أكثر من 14 ألف إصابة جراء تلوث المياه وملوحتها العالية، موضحة أنّ الأجواء في المحافظة خصبة لتفشي مرض الكوليرا، ما يحتم إيجاد معالجات حقيقية.
وطالب وجهاء وشيوخ المحافظة، في بيان صحافي، بـ"الإسراع في إيجاد حلول لمنع الكارثة البيئية والصحية التي تتعرض لها البصرة، بسبب ارتفاع نسبة ملوحة المياه"، مهددين بـ"إعلان المحافظة محافظة منكوبة".
ودعا البيان إلى "السعي للقضاء على ملوحة المياه، وتحسين شبكات نقل المياه، ووضع خطة لإعادة إطلاق المياه العذبة (من السدود) إلى شط العرب، ووضع آلية لإيقاف اللسان الملحي فيه، والقضاء على مصادر التلوث".
ولوّح وجهاء وشيوخ المحافظة بـ"اللجوء إلى التصعيد في حال عدم الاستجابة إلى مطالبهم"، داعين إلى "تدخّل المجتمع الدولي والأممي والمنظمات الخارجية لإنقاذ البصرة".
ويؤكد مسؤولون محليون في البصرة، عجز الحكومة وإهمالها ملف المحافظة، وعدم البحث عن حلول استراتيجية لواقع المحافظة الخطير صحيا وبيئيا.
وقال عضو مجلس المحافظة، غانم حميد، في تصريح صحافي، إنّ "وزارة الموارد المائية غير مهتمة بالبصرة، بل هي مقصرة بحق المحافظة، حيث إنّ اللسان الملحي ارتفع كثيراً في مياه المحافظة، من دون أي حلول حكومية".
وأكد أنّ "ما تمر به البصرة من كوارث بيئية وصحية تحتم مثول رئيس الحكومة حيدر العبادي أمام القضاء لتبرير موقفه وسكوت حكومته عمّا يجري في المحافظة"، مشددا "يجب على العبادي محاسبة المسؤولين المقصرين تجاه وضع المحافظة".
ولم تكشف الجهات الحكومية عن نسب التلوث في المحافظة خوفاً من التداعيات، في حين يؤكد مسؤولون أنّ الدوائر العراقية عاجزة عن مواجهة الأزمة، لافتين إلى وجوب التعاقد مع شركات استشارية مختصة في هذا المجال.
يشار إلى أنّ محافظة البصرة تشهد أزمة مياه خطيرة، بسبب ارتفاع نسبة الملوحة، وعدم وصول المائية الكافية لها، ما دفع المواطنين إلى التظاهر للمطالبة بإيجاد الحلول.