مليار دولار حجم الإنفاق السنوي على عمليات التجميل بالإمارات

قدرت مصادر بقطاع الصحة الإماراتي حجم الإنفاق السنوي على عمليات التجميل بالبلاد بنحو مليار دولار سنوياً، وحسب هؤلاء " شهدت الإمارات العربية المتحدة إقبالا متزايداً على عيادات ومراكز التجميل لإجراء عمليات التجميل بمختلف أنواعها وأشكالها، خاصة من النساء والفتيات الراغبات في التشبه بمشاهير الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي".

وأشار أطباء واختصاصيو مراكز التجميل خلال المؤتمر الدولي للسياحة العلاجية، الذي عقد أمس في مركز دبي للتجارة، إلى الارتفاع المتزايد في الطلب للحصول على الجسم المنشود.

وقال رئيس المؤتمر جراح التجميل في مركز كلينكا جويل الدكتور مايكل ساليفارس "إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تؤثر على ثقافة غالبية النساء، واللاتي يأتين مع صور من مشاهير "الانستغرام" يسعين للتشبه بهن، وليس لديهن الوعي الكافي أن غالبية تلك الصورة تخضع لجلسات التعديل على برنامج الفوتوشوب بهدف تعديلها وإظهارها بشكل مثالي".

وأوضح أن الحصول على قوام مثل النجمة كيم كاردشيان أصبح يجذب شريحة كبيرة من النساء، موضحاً أن تكلفة هذه الجراحة تصل إلى 30.000 درهم، ما يعادل 9000 آلاف دولار فيما تعتبر عمليات تجميل الأنف، وخسارة الوزن الزائد بعد عمليات الولادة من أكثر العمليات الجراحية شيوعا.

ويقدر خبراء الصناعة أن حجم الإنفاق على الجراحة التجميلية في دولة الإمارات يصل لأكثر من 3.6 مليارات درهم سنوياً ( نحو مليار دولار سنويا)، منها حوالي 500 مليون دولار سنويا على عمليات وجراحات التجميل، بالاضافة لحوالي 500 مليون دولار أخرى على عمليات البوتكس والفيلر.

إلى ذلك، تقول خبيرة التجميل سيمون بركات المسؤولة عن مركز "سيمون" للتجميل في إمارة دبي إن الانفاق المرتفع في مراكز التجميل يعود سببه إلى القدرة الشرائية المرتفعة للمواطنين، الأمر الذي يساعدهم على تسديد مبالغ طائلة للاهتمام بجمالهم".
وأوضحت في تصريح خاص لـ "العربي الجديد" "يصل متوسط إنفاق المرأة شهرياً للاهتمام بمظهرها اليومي من تصفيف شعر، والعناية بالبشرة، وفق حركة المركز التابع لها، نحو 700 درهم شهرياً ما يقارب 190 دولاراً، وتشير إلى أن مراكز التجميل في إمارة دبي تقدم عروضاً مستمرة لجذب أكبر عدد ممكن من النساء.

أما في ما يتعلق بارتفاع الأسعار في مراكز التجميل في إمارة دبي، أكدت بركات أن الارتفاع في الأسعار يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع التكاليف سواء من حيث الإيجارات، أو الرواتب والأجور، والضرائب، كما أن أسعار مستحضرات التجميل تعد مرتفعة نسبياً.


المؤتمر الدولي للسياحة العلاجية

يشارك في المؤتمر الدولي للسياحة العلاجية، أكثر من 100 شركة عارضة، ومن المتوقع بحسب المنظمين أن يجتذب نحو 2.200 متخصص من قطاع السياحة العلاجية العالمي، ويُعد هذا الحدث منصة عالمية لمجموعات المستشفيات، ومنظمات السياحة العلاجية، وشركات الخدمات الصحية.

يذكر أن سوق السياحة العلاجية في الإمارات تشهد نمواً بنسبة تتراوح بين 15 – 25 % سنوياً، وتُقدّر قيمة الإنفاق نحو 55 مليار دولار، ويُمثّل المعرض والمؤتمر الدولي للسياحة العلاجية فرصة للشركات لإبراز منتجاتها وخدماتها أمام جمهور المتخصصين في السياحة العلاجية.

يُقام على هامش المعرض وبالتزامن معه مؤتمر متعدد المحاور، حيث سيشارك المتحدثون الحضور تجاربهم وخبراتهم من خلال برنامج ديناميكي يغطي القضايا الحالية، فضلاً عن أحدث الابتكارات، كما سيستضيف المعرض برنامج مفوضي السياحة العلاجية، وهو منصة لتواصل المشترين المؤهلين في قطاع الرعاية الصحية مع موردي الصناعة لضمان أن تكون الفعالية منتجة ومفيدة لجميع الحضور.

إنفاق مرتفع

تفيد دراسة صادرة عن شركة "يورومونيتور إنترناشيونال" المتخصصة في الأبحاث، أن الإمارات العربية المتحدة تتصدر دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في متوسط إنفاق الفرد على مستحضرات التجميل بمعدل يبلغ 239 دولاراً، ما يضع الدولة في المرتبة التاسعة عالمياً. وتتوقع الدراسة ارتفاع متوسط الإنفاق إلى 295 دولاراً بحلول 2020، لتحل الدولة في المرتبة الأولى.

وبحسب الدراسة، فإن حجم سوق التجميل والعناية الشخصية في الشرق الأوسط وأفريقيا سيصل إلى 35 مليار دولار خلال عام 2020، ويعود السبب في ذلك إلى عدة عوامل تدعم نمو السوق في منطقة الخليج، وهي بيئة الأعمال المحفزة من حيث تنافسية الأعمال، زيادة معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي، وارتفاع معدل إنفاق الفرد.

إلى ذلك، تفيد إحصاءات المستشفى الأكاديمية الأميركية للجراحة التجميلية في مدينة دبي الطبية أن عملية نحت الجسم وشفط الدهون تعد الأكثر شيوعاً، وتشير الاحصاءات إلى 75 % من العلميات تجريها النساء، أما 25% الباقية فيقوم بها الرجال، إذ أن الإنفاق على عمليات التجميل لم يعد حكراً على النساء، بل أن الرجال ينفقون أيضاً أموالاً للحصول على أجساد مشدودة. وبحسب بيانات الجمعية العالمية لجراحة التجميل، فإن الرجال ينفقون سنوياً نحو 906 مليارات دولار على عمليات التجميل في الإمارات.

غياب القروض

الجدير ذكره أن عمليات التجميل التي يقوم بها المواطنون في دولة الإمارات تكون على نفقتهم الخاصة، إذ ان المصارف غير مولجة بتقديم قروض تجميلية، كما هو الحال في بعض الدول العربية، كلبنان، وبحسب المصارف، فإن القروض الموجهة تكون عادة من أجل الاستثمار، إلا أنه يمكن للأفراد التقدم للحصول على قرض شخصي من أي مصرف في الإمارات، وإنفاقه على العمليات التجميلية، كما أن شركات التأمين في البلد لا تغطي المصاريف الخاصة بعمليات التجميل.