تمنع مليشيات مسلحة أيزيدية، مدعومة من "الحشد الشعبي" والحكومة العراقية، العشائر العربية القاطنة في سنجار ومحيطها من العودة إلى المدينة الواقعة على بعد 80 كيلو متر غرب الموصل، وتفرض شروطا تعجيزية عليها، وسط حالة من عدم مبالاة للجيش العراقي والحكومة المحلية بمحافظة نينوى، وهو ما ينذر باستمرار حالة عدم الاستقرار بمحافظة نينوى ككل، رغم مرور عام على تحررها من تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال مسؤول في مجلس محافظة نينوى (الحكومة المحلية)، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيات (لالش) التي تحظى بدعم من (الحشد الشعبي) والحرس الثوري عبر مسؤول ملف الفصائل الكردية العراقية في إيران الجنرال ريبر آزادي ومليشيا (إيزيد خان) ومليشيا (وحدات حماية سنجار) ما زالت تمنع العديد من بطون عشيرة شمر وعنزة وعبيد والعكيدات وعشائر أخرى العودة إلى قراهم ومنازلهم مستقوية بالسلاح الذي حصلت عليه من الحكومة العراقية"، وفقا لقوله.
وبين أن تلك المليشيات تتذرع بكون العشائر تؤوي عناصر من "داعش" وأن منهم معاونين للتنظيم ويجب أن تقوم تلك العشائر بتسليمهم لها، مؤكدا أنّ "تلك المليشيات فضلا عن اشتراطها على العشائر تسليم عناصر (داعش)، طالبتها بتوقيع تعهدات بالبراءة من أي عنصر تابع للتنظيم ضمن عشيرتها، وأن تتعهد بالقبض عليه وتسليمه لها".
وتؤكد العشائر العربية، عدم مسؤوليتها عن "داعش"، مؤكدة أنّ التنظيم لا يمثل جهة معينة، بل هو تنظيم إرهابي يستهدف جميع المكونات العراقية.
وقال الشيخ محمود المتيوتي، وهو أحد شيوخ سنجار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات الأيزيدية المسلحة تتحكم اليوم في بلدة سنجار، وتمنعنا من العودة إلى مناطقنا وديارنا"، مبينا أنّ "الشروط التي فرضتها تلك الفصائل على العشائر العربية، تعد اتهاما واضحا للعشائر العربية بالانتماء إلى (داعش)".
وأضاف "سبق وقلنا بأنّ (داعش) لا يمثل جهة ولا طائفة ولا قومية معينة، بل هو تنظيم إرهابي استهدف كافة مكونات العراق، وأكثر المتضررين منه هم العرب السنة، وعليه فنحن غير مسؤولين عن هذه العناصر".
وأكد "نحن من جانبنا نشد على يد الجهات الأمنية في القبض على أي عنصر من التنظيم وفي أي عشيرة كان، وسنقدم الدعم للقوات، لكننا لسنا جهات أمنية ولا قدرة لنا للبحث والتحري وجمع المعلومات عن عناصر (داعش) والقبض عليهم وتسليمهم للفصائل الأيزيدية".
ودعا الحكومة المركزية إلى "التدخل ومساعدتنا في العودة إلى ديارنا التي نزحنا عنها منذ عدة سنوات".
ويحذر مسؤولون من خطورة تحكم الفصائل المسلحة بمصير بعض المناطق في البلاد، وما يؤثر على التعايش السلمي.
وقال المسؤول المحلي في الموصل، بهاء البجاري، لـ"العربي الجديد"، "يجب أن يصدر أي قرار في كافة مناطق العراق، من قبل الحكومة حصرا، وألا يسمح للفصائل المسلحة بالتحكم بمصير الأهالي"، مؤكدا أنّ "تحكم الفصائل الأيزيدية بمصير العشائر العربي، هو استهداف للتعايش والسلم الأهلي، ويجب وضع حد له".
وتضم مدينة سنجار ثلاث نواحي وأكثر من 60 قرية وهي خليط من العرب المسلمين من عشائر شمر وعبيد والكرد الأيزيديين، وكذلك قرى آشورية ومسيحية، وتعود تسميتها إلى أحد فروع قبيلة شمر العربية التي استوطنتها منذ القدم، ويعتقد حسب آخر المسوحات العراقية أنها تحتوي على كميات هائلة من الغاز الطبيعي في الجزء الجنوبي من المدينة.