وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، "أنّ أفراد الحشد الشعبي يتواجدون في أحياء كوكجلي والإذاعة والتلفزيون شرقي الموصل، وبلدة برطلة"، لافتة إلى أنّ المليشيا "افتتحت مقرّات مؤقتة لها داخل منازل مواطنين، فضلاً عن إقامتها نقاط تفتيش بشوارع تلك الأحياء ومشاركتها في عمليات عسكرية بزيّ القوات العراقية النظامية".
كما كشفت المصادر أنّ مليشيا "الحشد الشعبي"، "افتتحت مقرّاً لدائرة التوجيه العقائدي التابعة لها، ومقرّاً آخر لتطويع مقاتلين جدد".
ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية، فإنّ مليشيا الحشد تشارك بمعارك داخل الموصل بملابس وعربات الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية وقوات الفرقة الذهبية (قوات النخبة).
وقال ضابط في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ تلك المليشيات "قامت بوضع إعلانات بيافطات كبيرة على جوانب الطرق وبين المناطق السكنية، تدعو فيها الشباب للتطوّع في صفوفها"، لافتاً إلى أنّها "قامت بوضع مكبرات صوت تبثّ من خلالها أناشيد دينية مساندة للمليشيات".
وعند الطريق المؤدي إلى وسط مدينة الموصل في الساحل الشرقي، تظهر للعيان رايات مليشيات "الحشد الشعبي" وصور قادتهم، في حين تمتلئ الجدران على الشارع الرئيسي بشعاراتهم مذيلة بأسماء فصائل المليشيات.
وأكد مسؤول محلي في مدينة الموصل، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ تواجد مليشيات "الحشد الشعبي" في شرق المدينة، "جاء رغم إرادة أهالي مدينة الموصل، ومسؤوليها الذين طالبو الحكومة العراقية مراراً بإشراك أبناء المدينة في صفوف القوات الأمنية لقتال داعش، دون الحاجة إلى مليشيات الحشد".
وحول مبرّرات تواجد مليشيات "الحشد الشعبي" في الموصل، قال الضابط المقدم في قيادة عمليات نينوى فراس بشار، إنّ "نشر قوات الحشد في المناطق المحرّرة في شرق مدينة الموصل، تمّ بأمر القائد العام للقوات المسلحة، وبالتنسيق مع قيادة القوات المشتركة، لغرض فرض الأمن ومسك الأرض في الخطوط الخلفية للقوات الأمنية التي تقاتل تنظيم داعش في الموصل".
وأضاف بشار أنّ "قوات الحشد في شرق مدينة الموصل، تقوم كذلك بنصب نقاط، والمشاركة في عمليات التفتيش التي تشنّها القوات الأمنية".
وعلى الرغم من الانتشار الملحوظ لمليشيات "الحشد الشعبي"، والاعتراف بالمهمات الأمنية المسندة إليها، قلل زهير الجبوري، القيادي في قوات حرس نينوى المكونة من متطوعين من سكان مدينة الموصل، من أهمية انتشار المليشيات في مناطق شرق المدينة، معتبراً أنّ تواجدهم "شكلي لا أكثر".
وقال الجبوري إنّ "هنالك تواجداً لفصائل في مليشيات الحشد في مناطق علي رش والحمدانية وكرمليس وبرطلة وكوكجلي شرق الموصل، إلا أنّ تواجدهم محدود، وليس لهم دور في العمليات العسكرية الجارية في الخطوط الأمامية في مناطق شرق الموصل"، مضيفاً أنّ "دورهم ينحصر في حماية مناطق الشبك والمسيح في أطراف مدينة الموصل".
وكانت جهات سياسية وشعبية في مدينة الموصل، قد عبّرت مراراً عن رفضها مشاركة مليشيات "الحشد الشعبي"، في معركة الموصل، منتقدين تعامل الحكومة العراقية بازدواجية مع مطالب إشراك أبناء المدينة، في استعادة مدينتهم من قبضة تنظيم "داعش".