مليون طفل عراقي يعمل لإعانة العائلة وإطعام الإخوة الأيتام

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
13 يوليو 2018
92FBDB88-7581-4F49-AC1F-DDA93B86DA13
+ الخط -
أكدت رئيسة المنظمة العراقية لحقوق الطفل، الدكتورة لمياء أحمد عبد الله، لـ"العربي الجديد"، أنّ نسبة الأطفال العاملين تجاوزت مليون طفل، هم دون الرابعة عشرة، وشريحة مهمة منهم تتعرض للاستغلال والتعنيف.

وقالت "ينتقد العراقيون أداء الحكومة ويطالبون بتوفير الكهرباء والماء وخدمات أخرى، لكنهم يغفلون عن أخطر ملف، وهو عمالة الأطفال، الذين سيشكلون جيل ووجه العراق المقبل، وهم بلا تعليم ولا ثقافة ويواجهون مشاكل نفسية مختلفة"، وتتابع "الموضوع خطير للغاية، لكن لدينا حكومات أمية منذ الاحتلال ولغاية الآن".

وبين العديد من الأطفال الذين استقى "العربي الجديد" آراءهم في الموضوع، أن السبب وراء خروجهم للعمل هو الفقر وفقدان المعيل والرغبة في مساعدة الأسرة ولو بالقليل. وقال الطفل حسن علي، البالغ من العمر عشر سنوات، لـ"العربي الجديد": "أعمل في السوق منذ كان عمري ست سنوات لمساعدة أهلي وإعانتهم في تخطي الأزمات الاقتصادية والصحية التي عصفت بعائلتنا".

أما مصطفى عبد الحسين، فأوضح لـ"العربي الجديد"، قائلا: "عمري عشرة أعوام، وأعمل في (بسطية) لتصليح الساعات من أجل الحصول على مصدر رزق يعين أهلي ويساعدنا في العيش، وكذلك لأتمكن من توفير ثمن شراء دوائي، فأنا مريض ولا أقوى على الأعمال الأخرى الشاقة".

وببراءة، قال الطفل عدنان عبد الرحمن، ابن الثامنة، لـ"العربي الجديد": "أعمل لأساعد أسرتي في تكاليف الحياة". وأكد عمه، وهو صاحب بسطة لبيع الفواكه والخضر، أنه بعد استشهاد والده في معارك تحرير الموصل أصرت أمه على أن يعمل بعد العودة من مدرسته وفي العطل، وبدأ الطفل حياته يعمل في السوق وخلعت الأيام عنه رداء الطفولة.

بدوره، حسين نعيم (12عاماً)، قال لـ"العربي الجديد": "تركت الدراسة وبدأت بالعمل، لأن حياتنا صعبة، فلا دار نملكها في بلدنا، وأبي مريض ويعمل في بيع السجائر، وأنا هنا أعمل عند صاحب هذه (البسطية) لبيع المواد المنزلية".

في حين قال الطفل محمد أحمد، (11 عاماً)، لـ"العربي الجديد": "تركت الدراسة دون أن أكمل تعليمي الابتدائي، وعملت في محل ميكانيك سيارات لأساعد عائلتي في العيش".


ويعزو الحاج أحمد كمال (60 عاماً)، انتشار الأطفال في الأسواق والمناطق التجارية للعمل أو التسول لأسباب عديدة، وأهمها عدم توفر فرص الشغل للآباء والأمهات من أصحاب الشهادات العليا أو غيرها، ما اضطر الأطفال إلى الخروج للعمل للحصول على أي مبلغ من شأنه أن يسد بعض احتياجات العائلة.

من جهة ثانية، يفوق عدد الأطفال الأيتام في العراق المليونين ونصف المليون طفل فقدوا الأب أو الأمّ، أو فقداهما معاً جراء الحروب وأعمال العنف التي عصفت ببلاد الرافدين منذ الاجتياح الأميركي للبلاد عام 2003، بحسب تقديرات منظمات أممية ومحلية.

ولا توفر الحكومة العراقية أي برامج أو مخططات واضحة لرعاية هذه الشريحة أو الاهتمام بها، ما دفع بمعظمهم إلى الخروج للعمل مع أقرانهم الذين يعيلون أسرهم في العديد من المهن التي تنطوي على مخاطر كثيرة، والأهم من ذلك أنها تسلبهم طفولتهم وتحرمهم من حقوقهم.

ذات صلة

الصورة
نشاط بدني للأطفال في صيدا (العربي الجديد)

مجتمع

تساعد أنشطة التفريغ النفسي للأطفال النازحين إلى مدارس في مدينة صيدا، جنوب لبنان، على التعبير عن أنفسهم ومخاوفهم، هم الذين اختبروا القصف والخوف والهرب.
الصورة
يشاركون في أحد النشاطات (حسين بيضون)

مجتمع

يساهم الدعم النفسي والأنشطة الترفيهية التي تقيمها جمعيات للأطفال النازحين في جنوب لبنان في تخفيف الضغوط، رغم اشتياقهم إلى بيوتهم وقراهم.
الصورة

مجتمع

تعصف باليمن عدة أزمات منها النزوح المتكرر من المناطق التي شهدت صراعاً دموياً للعام الثامن، والتي أدت إلى نزوح نحو 4 ملايين ونصف مليون، أغلبهم من الأطفال والنساء بمعدل 80%، وفقًا لتقرير أممي سابق.
الصورة

مجتمع

كشفت دراسة جديدة أن تشغيل الموسيقى وتحديداً "الاستماع إلى موسيقى موزارت" قد يقلل من مستويات الألم لدى الأطفال حديثي الولادة الذين يخضعون لاختبارات الدم والوخز في الكعب.