"هناك متعة مختلفة في الوقوف وراء الكاميرا، بدلاً من الوقوف أمامها". بتلك الجملة، تصف، جودي فوستر، الممثلة الحاصلة على جائزتي "أوسكار"، تجربتها الإخراجية الثالثة The Beaver، عام 2011، قبل أن تعود، في هذا العام، إلى رابع أفلامها Money Monster. فوستر ليست الممثلة الوحيدة التي تحاول اكتشاف "تلك المتعة المختلفة في أن تكون مخرجاً". هناك عدد آخر من أكثر ممثلات هوليوود نجاحاً، خضنَ تجارب إخراجية، بعضهن نجح إلى درجة تغيير مسارهن من التمثيل إلى الإخراج، وبعضهن الآخر فشل، وقرر عدم إعادة التجربة، وأخريات لا تزلن تحاولن اكتشاف ما يمكن فعله.
صوفيا كوبولا
تعتبر أنجح تجربة تحوّل من ممثلة إلى مخرجة في السينما الأمريكية. بدأت مسيرتها في سنّ صغيرة جداً، نظراً إلى عائلتها الفنية، وكان دورها الأهم مع والدها فرانسيس فورد كوبولا، في الجزء الثالث من ملحمته (The Godfather (1990. لكنها سرعان ما اكتشفت، مع تجارب أخرى في التسعينيات، أن الوقوف أمام الكاميرا ليس أفضل ما يمكن فعله. أخرجت أفلاماً قصيرة، ثم أول فيلم طويل لها عام 1999، وهي لم تكمل الـ 30 من عمرها، بعنوان The Virgin Suicides، قبل أن تصل إلى قمّة نجاحها عام 2003، مع Lost in Translation، الذي فازت عنه بـ "أوسكار" أفضل سيناريو، ونالت بفضله ترشيحاً في فئة أفضل مخرجة. استمرّت بعدها في مسيرة ناجحة وراء الكاميرا، أهمها Somewhere، الفائز بـ "الأسد الذهبي" لـ "مهرجان فينيسيا"، عام 2010.
جودي فوستر
لم تحقّق حتى الآن نجاحاً كمخرجة، يوازي لما حققته كممثلة فائزة بـ "أوسكار" مرّتين، عن دوريها في The Accused (1989، و(The Silence of the Lambs (1991. خاضت 4 تجارب إخراجية حتى الآن: أوّلها عام 1991 في Little Man Tate، ثم Home for the Holidays عام 1995، قبل أن تنتظر 16 عاماً لإخراج ثالث أفلامها The Beaver، وأخيراً Money Monster، الذي يعرض حالياً.
لم يحقّق أي من الأفلام الأربعة قبولاً يُذكر، على المستويين النقدي والجماهيري. لكن التجارب الإخراجية الناجحة لها كانت مشاركتها في طاقم إخراج المسلسلين المهمين House of Cards وOrange Is the New Black.
أنجلينا جولي
طوال سنواتٍ عديدة، كانت جولي الممثلة الأميركية الأكثر نجاحاً، ليس بسبب قيمة الأفلام التي تشارك فيها، بل بفضل الخليط المميّز المصنوع حولها، من كونها "المرأة الجميلة"، أو علاقتها ببراد بيت، إلى أعمالها ونشاطاتها الإنسانية في الأمم المتحدة. مع حلول عام 2011، قررت أن تصبح مخرجة أيضاً، فقدّمت In the Land of Blood and Honey، الذي عرف استقبالاً ضعيفاً جداً من قبل النقاد والجمهور، وبدا كأنه فيلم دعائي للأمم المتحدة، ودعوة إلى السلام، عن طريق علاقة بين جندي صربي، وفتاة بوسنية على هامش الحرب.
لاحقاً، أخرجت فيلمين: (Unbroken (2014، و(By the Sea (2015، الذي قامت ببطولته بنفسها أمام براد بيت. لكن أيّاً منهما لم يحقق نجاحاً يذكر.
كورتني كوكس
إحدى بطلات مسلسل Friends طوال 10 سنوات، شاركت في عدد آخر من الأفلام والمسلسلات، قبل أن تتجه إلى الإخراج منذ عام 2012، فأخرجت فيلماً تلفزيونياً هو TalhotBlond، ثم Just Before I Go، الذي حقق قبولاً متوسطاً عام 2014، قبل أن تشارك في إخراج 12 حلقة من المسلسل الناجح الذي تقوم ببطولته حالياً Cougar Town.
سكارليت جوهانسون
إحدى أشهر نجمات هوليوود في السنوات الأخيرة تقرّر، هي الأخرى، الاتجاه إلى الإخراج، فأخرجت وأنتجت في البداية فيلماً قصيراً عام 2009 بعنوان These Vagabond Shoes. لكن مشروعها الطويل الأول تقوم بتحضيره حالياً، وهو مقتبس عن رواية Summer Crossing للكاتب ترومان كابوتي، في فيلم بالعنوان نفسه، تدور أحداثه في نيويورك الأربعينيات.
فيلم Money Monster: كلوني وروبرتس لم ينقذا جودي فوستر
يحاول الفيلم التقاط الهوس الإعلامي المرتبط بحدوث كلّ شيء على الهواء، حيث يُقرّر مستثمر في البورصة القيام بعملية مجنونة، يخطف فيها مذيعاً تلفزيونياً أثناء تقديمه المباشر لبرنامجه، ويطلب رفع الأسهم المشارك بها، قبل إغلاق باب التداول. ومع وجود مسدس، وتهديد مجنون، يضطر المذيع تقديم برنامجه وهو يرتدي سترة مفخّخة، بانتظار إنقاذٍ أو نهاية.
يبدأ الفيلم بفرضية قوية لها علاقة بعملية اختطاف يشهدها العالم على الهواء، ويبني خيوطه جيداً خلال نصف الساعة الأولى. تفاصيل الحبكة، وإن كانت غير جديدة، تُقدَّم في قالب مختلف فعلاً، سواء من ناحية الدوافع (التي تبدو مجنونة لمستثمر يرغب في رفع أسهم شركاته في البورصة)، أو من ناحية المكان، حيث التلفزيون والكاميرات وردود أفعال الناس في الشارع. كلّ شيء ينبئ بفيلم إثارة مشدود الوتر، واحتمالات تصاعدية لا متناهية.
لكن ما يحدث بعد ذلك، أن الفيلم لا يملك ما يجعله يستمر بالقوة نفسها. يترنّح النص تماماً بسبب ضعف الشخصيات الرئيسية فيه، لأنه من المحتمل أن تتحرك الحبكة في البداية من دون شخصيات قوية، لكن حين تزداد الأمور تعقيداً، فإن امتلاك الشخصيات ما هو أكثر من المسطّح، هو ما يمكن أن يمنح الفيلم قوته.
اقــرأ أيضاً
صوفيا كوبولا
تعتبر أنجح تجربة تحوّل من ممثلة إلى مخرجة في السينما الأمريكية. بدأت مسيرتها في سنّ صغيرة جداً، نظراً إلى عائلتها الفنية، وكان دورها الأهم مع والدها فرانسيس فورد كوبولا، في الجزء الثالث من ملحمته (The Godfather (1990. لكنها سرعان ما اكتشفت، مع تجارب أخرى في التسعينيات، أن الوقوف أمام الكاميرا ليس أفضل ما يمكن فعله. أخرجت أفلاماً قصيرة، ثم أول فيلم طويل لها عام 1999، وهي لم تكمل الـ 30 من عمرها، بعنوان The Virgin Suicides، قبل أن تصل إلى قمّة نجاحها عام 2003، مع Lost in Translation، الذي فازت عنه بـ "أوسكار" أفضل سيناريو، ونالت بفضله ترشيحاً في فئة أفضل مخرجة. استمرّت بعدها في مسيرة ناجحة وراء الكاميرا، أهمها Somewhere، الفائز بـ "الأسد الذهبي" لـ "مهرجان فينيسيا"، عام 2010.
جودي فوستر
لم تحقّق حتى الآن نجاحاً كمخرجة، يوازي لما حققته كممثلة فائزة بـ "أوسكار" مرّتين، عن دوريها في The Accused (1989، و(The Silence of the Lambs (1991. خاضت 4 تجارب إخراجية حتى الآن: أوّلها عام 1991 في Little Man Tate، ثم Home for the Holidays عام 1995، قبل أن تنتظر 16 عاماً لإخراج ثالث أفلامها The Beaver، وأخيراً Money Monster، الذي يعرض حالياً.
لم يحقّق أي من الأفلام الأربعة قبولاً يُذكر، على المستويين النقدي والجماهيري. لكن التجارب الإخراجية الناجحة لها كانت مشاركتها في طاقم إخراج المسلسلين المهمين House of Cards وOrange Is the New Black.
أنجلينا جولي
طوال سنواتٍ عديدة، كانت جولي الممثلة الأميركية الأكثر نجاحاً، ليس بسبب قيمة الأفلام التي تشارك فيها، بل بفضل الخليط المميّز المصنوع حولها، من كونها "المرأة الجميلة"، أو علاقتها ببراد بيت، إلى أعمالها ونشاطاتها الإنسانية في الأمم المتحدة. مع حلول عام 2011، قررت أن تصبح مخرجة أيضاً، فقدّمت In the Land of Blood and Honey، الذي عرف استقبالاً ضعيفاً جداً من قبل النقاد والجمهور، وبدا كأنه فيلم دعائي للأمم المتحدة، ودعوة إلى السلام، عن طريق علاقة بين جندي صربي، وفتاة بوسنية على هامش الحرب.
لاحقاً، أخرجت فيلمين: (Unbroken (2014، و(By the Sea (2015، الذي قامت ببطولته بنفسها أمام براد بيت. لكن أيّاً منهما لم يحقق نجاحاً يذكر.
كورتني كوكس
إحدى بطلات مسلسل Friends طوال 10 سنوات، شاركت في عدد آخر من الأفلام والمسلسلات، قبل أن تتجه إلى الإخراج منذ عام 2012، فأخرجت فيلماً تلفزيونياً هو TalhotBlond، ثم Just Before I Go، الذي حقق قبولاً متوسطاً عام 2014، قبل أن تشارك في إخراج 12 حلقة من المسلسل الناجح الذي تقوم ببطولته حالياً Cougar Town.
سكارليت جوهانسون
إحدى أشهر نجمات هوليوود في السنوات الأخيرة تقرّر، هي الأخرى، الاتجاه إلى الإخراج، فأخرجت وأنتجت في البداية فيلماً قصيراً عام 2009 بعنوان These Vagabond Shoes. لكن مشروعها الطويل الأول تقوم بتحضيره حالياً، وهو مقتبس عن رواية Summer Crossing للكاتب ترومان كابوتي، في فيلم بالعنوان نفسه، تدور أحداثه في نيويورك الأربعينيات.
فيلم Money Monster: كلوني وروبرتس لم ينقذا جودي فوستر
يحاول الفيلم التقاط الهوس الإعلامي المرتبط بحدوث كلّ شيء على الهواء، حيث يُقرّر مستثمر في البورصة القيام بعملية مجنونة، يخطف فيها مذيعاً تلفزيونياً أثناء تقديمه المباشر لبرنامجه، ويطلب رفع الأسهم المشارك بها، قبل إغلاق باب التداول. ومع وجود مسدس، وتهديد مجنون، يضطر المذيع تقديم برنامجه وهو يرتدي سترة مفخّخة، بانتظار إنقاذٍ أو نهاية.
يبدأ الفيلم بفرضية قوية لها علاقة بعملية اختطاف يشهدها العالم على الهواء، ويبني خيوطه جيداً خلال نصف الساعة الأولى. تفاصيل الحبكة، وإن كانت غير جديدة، تُقدَّم في قالب مختلف فعلاً، سواء من ناحية الدوافع (التي تبدو مجنونة لمستثمر يرغب في رفع أسهم شركاته في البورصة)، أو من ناحية المكان، حيث التلفزيون والكاميرات وردود أفعال الناس في الشارع. كلّ شيء ينبئ بفيلم إثارة مشدود الوتر، واحتمالات تصاعدية لا متناهية.
لكن ما يحدث بعد ذلك، أن الفيلم لا يملك ما يجعله يستمر بالقوة نفسها. يترنّح النص تماماً بسبب ضعف الشخصيات الرئيسية فيه، لأنه من المحتمل أن تتحرك الحبكة في البداية من دون شخصيات قوية، لكن حين تزداد الأمور تعقيداً، فإن امتلاك الشخصيات ما هو أكثر من المسطّح، هو ما يمكن أن يمنح الفيلم قوته.