وأضاف زملط أن "التهويل بقطع المساعدات المالية عن السلطة لن يجدي كوسيلة للعودة إلى المفاوضات، التي لا نعرف أية مفاوضات يتحدث عنها"، بعدما أدلى اليوم بتصريحات في دافوس دعا فيها الجانب الفلسطيني إلى التفاوض بعد "إزاحة موضوع القدس عن طاولة المفاوضات" وكأنه بذلك قدم خدمة من شأنها تسهيل العملية.
وجاء رد زملط في إطار ندوة عن الوضع الفلسطيني في ما بعد الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للاحتلال، استضافته "مؤسسة الشرق الأوسط للدراسات" بواشنطن، وحضرها عدد من الدبلوماسيين والصحافيين العرب والأجانب، ومن المهتمين بالقضية الفلسطينية، من عرب وأميركيين.
وقال في معرض ردّه على تهديدات ترامب: "لا نريد أن نستبدل الولايات المتحدة، لكن موقف أوروبا أيضًا يؤثر، وكذلك مواقف روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا وغيرها من دول العالم".
وعرض السفير، بعد لمحة موجزة لخلفية عملية التفاوض، محطات تطور ثم انتكاس العلاقة مع إدارة ترامب، ابتداء من 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، يوم إعلان قراره بشأن القدس، والذي قال إنه كان بمثابة "اعتراف بضمها إلى إسرائيل، وبما شكل مغادرة للسياسة التي التزمت بها واشنطن خطياً في زمن وزير الخارجية جيمس بيكر"، واعتبر أن ترامب بخطوته هذه "ارتد على وعده بعدم فرض حلّ، وقرر مسبقاً حصيلة المفاوضات".
في ضوء هذا التحدي الذي نشأ خلافاً لما سمعه الجانب الفلسطيني من البيت الأبيض، "في اللقاءات العديدة التي جرت بيننا" كما قال، تحدث السفير الفلسطيني عن "الخطوط العريضة للتوجه الفلسطيني مستقبلاً، والذي ينهض على ترك كافة الأبواب مفتوحة، ما عدا العنف"، على رأسه "التمسك القوي بالقرارات الدولية وبخيارنا الديمقراطي المحلي الذي ستجري ترجمته بإجراء انتخابات في 2018".
وذكر أنه "بموازاة ذلك، سيتم إعادة النظر بعلاقاتنا الثنائية مع إسرائيل"، وفي الوقت ذاته "الإبقاء على علاقاتنا الثنائية مع الولايات المتحدة"، مع التركيز على تطوير التحرك باتجاه "الشعب الأميركي وشرائحه المختلفة، طلابية وغيرها"، لأن العلاقة مع واشنطن الرسمية "مكسورة"، وأن الكونغرس "كان دائماً هو المشكلة وليس الحل".
وفي هذا السياق، شدد زملط على أهمية العمل مع الأمم المتحدة "كآلية بديلة، لأننا بحاجة إلى الضمانة الدولية"، وبما يعوّض عن وساطة واشنطن، "التي كانت منحازة على طول الخط". ولفت إلى أن "القدس الشرقية ليست عقاراً، بل هوية وتاريخاً وانتماء. وكانت الإدارة قد سعت بالترافق مع اعترافها، إلى طمس هذا الجانب، من خلال التركيز على الهوية اليهودية فيها، والذي تبدّى في الخطاب اللاهوتي الذي ألقاه نائب الرئيس، ترامب، في الكنيست الإسرائيلي قبل أيام، والذي قال عنه أحد اليهود، إنه "كان صهيونياً أكثر من أي خطاب سبق وألقاه غير يهودي".