مناورات عسكرية تركية على حدود العراق وتوتر مع إصرار كردستان على الاستفتاء

إسطنبول

باسم دباغ

avata
باسم دباغ
18 سبتمبر 2017
59A29FD6-93FD-4013-A8BC-3B63D550663E
+ الخط -
أطلقت رئاسة الأركان التركية، اليوم الإثنين، مناورات عسكرية على حدود العراق، وسط تصاعد التوتر حول إصرار إقليم كردستان العراق على إجراء استفتاء الانفصال في 25 سبتمبر/أيلول الحالي.

وأعلنت الأركان التركية، في بيان، بدء مناورات عسكرية، في ولاية شرناق جنوب شرقي تركيا، المتاخمة للحدود مع العراق.

وأضافت أن مناورات عسكرية انطلقت في منطقة سيلوبي- خابور. 

وأشار البيان إلى انطلاق المناورات بالتزامن مع استمرار عمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة الحدودية، في إشارة إلى العمليات ضد حزب "العمال الكردستاني".

وفي سياق متصل، أعلنت القاعدة العسكرية الثامنة التابعة لسلاح الجو التركي في مدينة دياربكر حالة الاستنفار باللون البرتقالي، وألغت جميع الأذون والإجازات للعاملين فيها.

وبحسب وكالة "إخلاص" الأخبارية، فإن "سبب الاستنفار يعود لعمل الجيش على منع التنظيمات الإرهابية في كل من سورية والعراق من العمل على التحضير لموسم الشتاء"، في إشارة إلى كل من حزب "العمال الكردستاني" المتواجد في إقليم كردستان العراق، وكذلك جناحه السوري الذي يسيطر على مساحات واسعة من شمال سورية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أتراك أنه "تتم مراقبة تحركات قوات كل من (العمال الكردستاني) و(داعش) في شمال سورية عبر طارات من دون طيار"، وأنه تمت الاستعانة بسلاح الجو لمنع أي محاولات للتسلل عبر الحدود.

وبحسب الوكالة، فقد تم إلغاء جميع الأذونات والإجازات للعاملين في القاعدة، وتم وضع المقاتلات قيد الجاهزية بشكل مستمر، كما تم استدعاء تعزيزات بعشرين مقاتلة إلى قاعدة دياربكر، وذلك بعد ساعات من الإعلان المفاجئ عن المناورات العسكرية في منطقة معبر خابور الحدودي التابع لولاية شرناق التركية، المواجهة لمدينة زاخو في إقليم كردستان العراق.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، خلال زيارته للولايات المتحدة الأسبوع الجاري، وسيبحث معه الاستفتاء المزمع إجراؤه على استقلال إقليم كردستان العراق.

وأضاف أردوغان، أمس الأحد، ، للصحافيين، قبل مغادرته البلاد متوجهاً إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ "أنقرة وبغداد متفقتان في الرأي بشأن الاستفتاء الذي سيقسّم العراق".

وكان رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، قد قال يوم الجمعة، إنّ "الاستفتاء لن يتأجل"، رغم مطالب ومخاوف الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى.

ورد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، السبت، على كلام البارزاني بالقول إن الاستفتاء "مسألة أمن قومي" بالنسبة لبلاده.

وأضاف يلدريم: "لا يساور أحد الشك في أننا سنتخذ كافة الإجراءات اللازمة في هذا الشأن"، وفق ما أفادت به مصادر في رئاسة الوزراء التركية لوكالة "الأناضول".

بدوره قال أردوغان، في وقت سابق، إن تصريحات رئيس الإقليم الكردي شمالي العراق، مسعود البارزاني، حول استفتاء الانفصال عن بغداد "خاطئة للغاية لأنه يعلم حساسيتنا تجاه وحدة التراب العراقي".

وأشار خلال مقابلة أجرتها معه قناة تلفزيونية محلية إلى أن قرار استفتاء الإقليم الكردي "يتجاوز حدود انسداد الأفق وقلة الخبرة السياسية (..) ولا يمكن القبول بمفهوم سياسي من هذا القبيل".

وانتقد أردوغان مساعي البارزاني لضم محافظة كركوك (شمالي العراق) للاستفتاء، وهي منطقة متنازع عليها بين الإقليم وبغداد.

وشدد الرئيس التركي على أن البارزاني سيرى بشكل واضح مدى حساسية أنقرة تجاه الاستفتاء، عقب اجتماع مجلس الأمن القومي المزمع في 22 سبتمبر/أيلول الجاري، واجتماع مجلس الوزراء.

والاستفتاء "غير مُلزم"، ويتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث في الإقليم الكردي، وهي: أربيل والسليمانية ودهوك، ومناطق أخرى متنازع عليها، حول رغبتهم بالانفصال عن العراق.

ويرفض التركمان والعرب أن يشمل الاستفتاء محافظة كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها.
كما ترفض الحكومة العراقية الاستفتاء، وتقول إنه لا يتوافق مع دستور البلاد المعتمد في 2005، ولا يصب في مصلحة الأكراد سياسيًا ولا اقتصاديًا ولا قومياً.

وتعارضه أيضاً عدة دول في المنطقة وعلى مستوى المجتمع الدولي، خصوصًا الجارة تركيا، التي تقول إن الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية مرتبط بإرساء الأمن والسلام والرخاء في المنطقة.



ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
عبد الله النبهان يعرض بطاقته كلاجئ سوري شرعي (العربي الجديد)

مجتمع

تنفذ السلطات التركية حملة واسعة في ولاية غازي عنتاب (جنوب)، وتوقف نقاط تفتيش ودوريات كل من تشتبه في أنه سوري حتى لو امتلك أوراقاً نظامية تمهيداً لترحيله.
الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..
المساهمون