لا يكف الشيخ الحسين أيت احماد، عن الحديث عن الأيام الخوالي. تلك أيام خير وصفاء وقناعة. هكذا يتحدث هذا الثمانيني الأمازيغي، الذي لا يعدم الحجة التي يستدعيها من ماض يراه أفضل من حاضر أبنائه وأحفاده في المغرب.
متكئاً على عكازه، يراقب ابنه المنهمك في العناية بمناحل العسل. لا يفهم الحسين أيت احماد سبب هذه العناية الفائقة التي يوليها ابنه لخلايا النحل. فهو يرى أن النحل كان يطرح، في زمن مضى، العسل دون أن يهتم به أصحابه، كان سخياً كما ناس ذلك الزمان، إلى درجة كان أهل القرية الواقعة عند سفح جبل "توبقال"، يضيقون ذرعاً بطنين النحل الذي يجدونه في كل مكان في قريتهم.
هو يرد ذلك إلى كون الناس في ذلك الزمن كانوا قنوعين ومتوكلين على الله. فكانت المكافأة تأتي عبر النحل. ثم إنه يعتقد أنه عندما تحولت تربية النحل إلى تجارة زالت البركة.
متكئاً على عكازه، يراقب ابنه المنهمك في العناية بمناحل العسل. لا يفهم الحسين أيت احماد سبب هذه العناية الفائقة التي يوليها ابنه لخلايا النحل. فهو يرى أن النحل كان يطرح، في زمن مضى، العسل دون أن يهتم به أصحابه، كان سخياً كما ناس ذلك الزمان، إلى درجة كان أهل القرية الواقعة عند سفح جبل "توبقال"، يضيقون ذرعاً بطنين النحل الذي يجدونه في كل مكان في قريتهم.
هو يرد ذلك إلى كون الناس في ذلك الزمن كانوا قنوعين ومتوكلين على الله. فكانت المكافأة تأتي عبر النحل. ثم إنه يعتقد أنه عندما تحولت تربية النحل إلى تجارة زالت البركة.
لا يملك الابن محمد أيت احماد، الخمسيني، سوى ابتسامة خجولة رداً على حديث والده. فهو يعتبر أن حديثه صحيح، لكن الأحوال تغيرت، فلا بد من العناية بالنحل ودفع الأمراض عنه كي يطرح العسل.
يهتم محمد كثيرا بالمناحل. فهو يعتقد أن الظروف المناخية حاسمة في ما يطرحه النحل من عسل. لا يخفي تفاؤله هذا العام. فقد أتاحت التساقطات المطرية هذا العام مراعي جيدة للنحل في جبال الأطلس الكبير، على بعد سبعين كيلومتراً من مدينة مراكش.
لكن محمد يعتبر أن الطقس لم يعد حاسماً في إنتاج العسل، ويعتقد أن الظروف اختلفت عما كانت عليه في الزمن الذي يذكره به والده دائماً. يشير إلى ضيعات التفاح التي تحيط بالمكان، قبل أن يضيف "إنها تستعمل كميات من المبيدات، تؤثر على إنتاجية النحل الذي لا يكون سخيا سوى في بيئة نقية".
مع ذلك يتمسك محمد بتفاؤله، كما المزارع حسن الورياغلي، الذي التقته "العربي الجديد"، بمناسبة المعرض الدولي للفلاحة في مدينة مكناس، حيث تأتي التعاونيات والجمعيات من أجل عرض منتجاتها المختلفة، فهذا الفضاء يوفر فرصة للتعاونيات والجمعيات كي تعرّف بمنتجاتها وكسب زبائن جدد.
الورياغلي يؤكد أن الإنتاج لا يزال يتحسن. صحيح أن ذلك يبقى رهناً بالظروف المناخية، لكنه يوضح أن المزارعين أضحوا أكثر قدرة على التعرف على طريقة إنتاج العسل والتعاطي مع الأمراض التي تصيب النحل.
وفي الثلاثة أعوام الأخيرة وضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري في المغرب، خطة ترمي إلى رفع إنتاج العسل من 3500 طن في العام إلى 16 ألف طن في أفق عشرة أعوام مقبلة، وهو ما سيستدعي اتخاذ إجراءات تكلف 150 مليون دولار.
اقرأ أيضا: العدوان يدمر 10 آلاف خلية نحل في غزة
يؤكد الورياغلي، أن وزارة الفلاحة دأبت في الثلاثة أعوام الأخيرة على تزويد المربين بخلايا نحل عصرية، وتقدم لهم الإرشادات الضرورية، وتسعى إلى حضور الاتحادات التعاونية في المعارض الوطنية والدولية، غير أن هذا المزارع يشدد على أن السوق لا تمنح نفسها بسهولة لمنتجي العسل.
الورياغلي يستعرض أنواع النباتات التي يتغذى عليها النحل في المغرب، فهي متنوعة بمقدار تنوع المجال الطبيعي في البلد، غير أنه يؤكد أن كسب ثقة الزبائن يحتاج إلى الكثير من الوقت بسبب تدخل تجار اعتادوا الغش من أجل التدليس على الزبائن.
بينما لا يبالي محمد أيت احماد بمن يعتبرهم غشاشين، فهؤلاء لا بد أن يفتضح أمرهم عندما يحرص الزبون، في تصوره، على شراء منتج طبيعي لا تشوبه شائبة، لكنه يتخوف أكثر من مستوردي العسل الذين يأتون به من بلدان مثل الصين مثلا.
يبدو مستاء، خاصة أنه يعتقد أن المنتجين في المغرب يوفرون جميع أنواع العسل من الليمون إلى الأعشاب المختلفة. ثم إنه يرى أن منتجي العسل يبذلون جهودا كبيرة من أجل تخفيض الأسعار التي تتراوح في المتوسط بين 15 و20 دولارا للكيلوغرام. وقد يصل سعر بعض أنواع العسل إلى 30 دولارا.
لا يفهم محمد أيت احماد، كيف يلجأ المستوردون إلى شراء العسل من الخارج، في الوقت الذي يتوفر السوق المحلي على منتجات، لا يعرف أصحابه كيف يسوقونها.
شريكه في مشروع تربية النحل، سعيد أيت إفراضين، يعتبر أن الحل لمواجهة الاستيراد يتمثل في إنتاج ما يكفي السوق المحلية، بعد ذلك يمكن الحد من الاستيراد.
إفراضين ينشغل أكثر بالغش، الذي يرى أنه ينال من سمعة العسل الطبيعي الذي ينتجه أمثاله هو ومحمد، فهو يؤمن بأنه إذا ترسخ الاعتقاد بسيادة الغش في القطاع، فإن الناس سينصرفون عن الذين يقدمون منتجا ذا جودة.
بدا الشيخ الحسين غير مبال بحديث الصديقين، لكن ما لبث أن تدخل كي يؤكد أن الناس هم من يشجعون الغش، فلا يمكن في تصوره التدليس على من يطلب الجودة.
اقرأ أيضا: مغربيات يبعن "الشباكية" في رمضان
يهتم محمد كثيرا بالمناحل. فهو يعتقد أن الظروف المناخية حاسمة في ما يطرحه النحل من عسل. لا يخفي تفاؤله هذا العام. فقد أتاحت التساقطات المطرية هذا العام مراعي جيدة للنحل في جبال الأطلس الكبير، على بعد سبعين كيلومتراً من مدينة مراكش.
لكن محمد يعتبر أن الطقس لم يعد حاسماً في إنتاج العسل، ويعتقد أن الظروف اختلفت عما كانت عليه في الزمن الذي يذكره به والده دائماً. يشير إلى ضيعات التفاح التي تحيط بالمكان، قبل أن يضيف "إنها تستعمل كميات من المبيدات، تؤثر على إنتاجية النحل الذي لا يكون سخيا سوى في بيئة نقية".
مع ذلك يتمسك محمد بتفاؤله، كما المزارع حسن الورياغلي، الذي التقته "العربي الجديد"، بمناسبة المعرض الدولي للفلاحة في مدينة مكناس، حيث تأتي التعاونيات والجمعيات من أجل عرض منتجاتها المختلفة، فهذا الفضاء يوفر فرصة للتعاونيات والجمعيات كي تعرّف بمنتجاتها وكسب زبائن جدد.
الورياغلي يؤكد أن الإنتاج لا يزال يتحسن. صحيح أن ذلك يبقى رهناً بالظروف المناخية، لكنه يوضح أن المزارعين أضحوا أكثر قدرة على التعرف على طريقة إنتاج العسل والتعاطي مع الأمراض التي تصيب النحل.
وفي الثلاثة أعوام الأخيرة وضعت وزارة الفلاحة والصيد البحري في المغرب، خطة ترمي إلى رفع إنتاج العسل من 3500 طن في العام إلى 16 ألف طن في أفق عشرة أعوام مقبلة، وهو ما سيستدعي اتخاذ إجراءات تكلف 150 مليون دولار.
اقرأ أيضا: العدوان يدمر 10 آلاف خلية نحل في غزة
يؤكد الورياغلي، أن وزارة الفلاحة دأبت في الثلاثة أعوام الأخيرة على تزويد المربين بخلايا نحل عصرية، وتقدم لهم الإرشادات الضرورية، وتسعى إلى حضور الاتحادات التعاونية في المعارض الوطنية والدولية، غير أن هذا المزارع يشدد على أن السوق لا تمنح نفسها بسهولة لمنتجي العسل.
الورياغلي يستعرض أنواع النباتات التي يتغذى عليها النحل في المغرب، فهي متنوعة بمقدار تنوع المجال الطبيعي في البلد، غير أنه يؤكد أن كسب ثقة الزبائن يحتاج إلى الكثير من الوقت بسبب تدخل تجار اعتادوا الغش من أجل التدليس على الزبائن.
بينما لا يبالي محمد أيت احماد بمن يعتبرهم غشاشين، فهؤلاء لا بد أن يفتضح أمرهم عندما يحرص الزبون، في تصوره، على شراء منتج طبيعي لا تشوبه شائبة، لكنه يتخوف أكثر من مستوردي العسل الذين يأتون به من بلدان مثل الصين مثلا.
يبدو مستاء، خاصة أنه يعتقد أن المنتجين في المغرب يوفرون جميع أنواع العسل من الليمون إلى الأعشاب المختلفة. ثم إنه يرى أن منتجي العسل يبذلون جهودا كبيرة من أجل تخفيض الأسعار التي تتراوح في المتوسط بين 15 و20 دولارا للكيلوغرام. وقد يصل سعر بعض أنواع العسل إلى 30 دولارا.
لا يفهم محمد أيت احماد، كيف يلجأ المستوردون إلى شراء العسل من الخارج، في الوقت الذي يتوفر السوق المحلي على منتجات، لا يعرف أصحابه كيف يسوقونها.
شريكه في مشروع تربية النحل، سعيد أيت إفراضين، يعتبر أن الحل لمواجهة الاستيراد يتمثل في إنتاج ما يكفي السوق المحلية، بعد ذلك يمكن الحد من الاستيراد.
إفراضين ينشغل أكثر بالغش، الذي يرى أنه ينال من سمعة العسل الطبيعي الذي ينتجه أمثاله هو ومحمد، فهو يؤمن بأنه إذا ترسخ الاعتقاد بسيادة الغش في القطاع، فإن الناس سينصرفون عن الذين يقدمون منتجا ذا جودة.
بدا الشيخ الحسين غير مبال بحديث الصديقين، لكن ما لبث أن تدخل كي يؤكد أن الناس هم من يشجعون الغش، فلا يمكن في تصوره التدليس على من يطلب الجودة.
اقرأ أيضا: مغربيات يبعن "الشباكية" في رمضان