منتخب السلة الأردني يصنع التاريخ... لهذه الأسباب

25 فبراير 2019
منتخب السلة الأردني يبدع ويبلغ المونديال (Getty/تويتر)
+ الخط -
صنع  نجوم المنتخب الأردني لكرة السلة تاريخهم بأيديهم، بعدما تأهلوا إلى نهائيات كأس العالم 2019 والمقرر إقامتها في الصين خلال الفترة الممتدة من 31 أغسطس /آب وحتى 15 سبتمبر/أيلول من العام الجاري، وذلك بعدما احتلوا المركز الثالث في مجموعتهم خلف نيوزيلندا وكوريا الجنوبية برصيد 19 نقطة.

ورغم الظروف الصعبة والقاهرة التي كانت تمر بها لعبة كرة السلة في الأردن خلال السنوات القليلة الماضية، إلا إنهم صنعوا الإنجاز من رحم المعاناة، محققين انجازاً تاريخياً لكرة السلة، لتكون المشاركة المقبلة في الصين هي الثانية في تاريخ الأردن بعد أن شهد مونديال تركيا المشاركة الأولى في العام 2010.

"الأبطال لا يُصنعون في صالات التدريب، الأبطال يُصنعون من أشياء عميقة هي: الإرادة والحُلم والرؤية"، مقولة سردها ذات يوم الملاكم الراحل محمد علي كلاي، ووصل صداها إلى داخل نفوس لاعبي المنتخب الأردني، الذين فجّروا طاقاتهم في المباراتين الأخيرتين بتصفيات كأس آسيا ، ليعبروا "سور الصين العظيم" بنتيجة 86-62، ثم تجسد رقم السعد "86" بالنسبة لنجوم السلة الأردنية بتفوقهم على منتخب نيوزيلندا بنتيجة 86-80، ليكون الأردن الممثل الشرعي والوحيد لعرب آسيا بكأس العالم إلى جانب تونس عن عرب أفريقيا.


إنجاز في ظروف صعبة

يُسجّل لاتحاد كرة السلة الأردني الذي تديره لجنة مؤقتة برئاسة محمد عليان، نجاحها في إعادة اللعبة على الصعيد المحلي إلى مهدها من خلال مساعدة أندية اللعبة على المشاركة في البطولات المحلية، من خلال إجراء بطولة كأس الأردن التصنيفي بنظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة ، والذي أثمر عن تأهل 6 فرق هي: (الأهلي وكفريوبا والرياضي والأرثوذكسي والوحدات والجزيرة) إلى الدوري الممتاز، ما شكل تجسيداً لمقولة "الدوري القوي يُفرز منتخباً قوياً".

ولم تتوقف أو تبخل الأندية المحلية عن رفد المنتخب بلاعبين مهرة وخبرات متنوعة تقدمهم موسى العوضي ومحمود عابدين ومالك كنعان وأحمد عبيد وزيد عباس ومحمد شاهر ويوسف أبو وزنة، بالإضافة إلى الاستقرار على ورقة الأميركي دارتاكر على حساب مواطنه جاستن دينتمون، واستقطاب "القاطرة البشرية" أحمد الدويري نجم بشيكتاش التركي، الأمر الذي ساهم بايصال "الصقور" إلى نهائيات كأس العالم 2019 بالصين، فضلاً عن رفع منسوب الثقة بين الشارع الرياضي المحلي وأسرة اللعبة.


جوزيف ستيبنج .. رجل المهمات الصعبة

وقع اختيار اللجنة الفنية باتحاد السلة على المدرب الأميركي جوي ستيبنج خلفاً للمقال سام دغلس، في عقد يمتد لستة أشهر قابلة للتمديد، فظهر المدرب الأميركي متابعاً جيداً لمباريات "الصقور" في الدور الأول من التصفيات وكذلك الحاسم، فحديثه عن "ستايل" بعض اللاعبين في التصويب وامتلاكه لنسبة طول مثالية تحت السلة، جعله يؤكد للأردنيين في المؤتمر الصحافي أثناء تقديمه مدرباً للأردن، بأن حُلم بلوغ مونديال بكين لا يزال قائماً، رغم خسارة أول جولتين في الدور الحاسم من التصفيات، حيث المواهب موجودة لكنها بحاجة لمن يُحسن استغلالها ويُوظفها بالشكل الصحيح، ليأتي الإنجاز أكبر ترجمة لعباراته على أرض الواقع.

وبات منتخب السلة الأردني يناظر اللعب مع الكبار في مونديال الصين والذي بلا شك يحتاج لدعم كبير وتحضير جيد بمعسكرات داخلية وخارجية، فضلاً عن توفير دعم استثنائي لهذا المنتخب الذي استطاع تلبية طموحات جماهير الرياضة الأردنية إلى أرض الواقع، متحدين بذلك كافة الظروف المحيطة باللعبة.