"أنتيغونا"، "أوديب ملكاً"، "ماكبث"، "فاوست"، "الذباب"، "الملك يموت"، "قيصر وكليوباترا"؛ هذا النوع من المسرحيات الشهيرة هو الذي كان يميل إلى تقديمه أحد أبرز روّاد المسرح اللبناني منير أبو دبس (1932 – 2016)، الذي رحل اليوم في باريس عن 84 عاماً.
ورغم أن أبو دبس كان أميل إلى الكلاسيكيات في مرحلة معتبرة من مساره استمرّت طيلة عقد الستينيات، إلا أنه أيضاً مؤسّس المسرح الحديث في لبنان؛ حيث أطلق "مدرسة بيروت للمسرح الحديث" (1971)، الذي اشتغل على بذروه في عدّة مختبرات ومحترفات، قبل أن تشتعل الحرب الأهلية ويغادر البلاد للعيش في فرنسا سنة 1977.
لكن أبو دبس لن يصل إلى فرنسا مجهولاً كفنان مسرحي، فقد كان قدّم سنة 1971 مسرحية "الطوفان" في برلين وفي باريس واهتمت بها الصحف الفرنسية آنذاك.
سيظل أبو دبس في فرنسا عشرين عاماً، قبل أن يعود إلى مسقط رأسه في "الفريكة" بجبل لبنان، ويعيد الحياة لمحترفه المسرحي الذي خرّج فنانين مثل أنطوان كرباج ومجايليه، فقد آمن أبو دبس دائماً بمقولة كان يردّدها: "لا معنى للنص في المسرح.. الممثّل هو النص"، مثلما كان يجد في المسرح نوعاً من الرحيل المستمر.
في الفريكة أيضاً سيطلق مهرجاناً سنوياً بعد عودته إليها عام 1998، حيث سيقدّم مسرحيتيه الأخيرتين عام 2011، "ساعة الذئب" و"دائرة سليمان".
يُعتبر منير أبو دبس واحداً من بين أسماء معدودة من كتّاب وممثّلين ومخرجين مسرحيين، غيّروا في تاريخ المسرح اللبناني، من بينها ريمون جبارة وشكيب خوري وجلال خوري وأنطوان ملتقى.