29 أكتوبر 2018
منْ وراءَ جريمة صالة العزاء في صنعاء؟
حبيب العزي (اليمن)
جميعنا مُتفقون على أنّ ما حدث في صالة العزاء،في صنعاء السبت الفائت، كان عملاً وحشياً، وجريمة نكراء، دانها كل اليمنيين على اختلاف مسمّياتهم وانتماءاتهم، لكنّنا مختلفون في تصديق الروايات المتعدّدة التي تواردت بعد ذلك تباعاً، من جميع الأطراف المعنية، حول الفاعل، إذ حمّل كلّ منهما الطرف الآخر المسؤولية.
وبغض النظر عن الفاعل الحقيقي، فإنّ غُرور المخلوع علي عبد الله صالح وعجرفته، وحليفه عبد الملك الحوثي، طوال السنوات الماضية، هما من يقفان خلف الجريمة، وخلف كلّ الجرائم التي ارتُكبت بحق اليمن واليمنيين، بدءاً بحروب صعدة الستة، ومروراً بأحداث دمَّاج وعَمْران، ثم إسقاط العاصمة صنعاء، والانقلاب على الحكومة والشرعية، وعلى مؤسسات الدولة، وانتهاءً بإسقاط الجمهورية بأكملها.
المسؤول الأول عن جريمة صالة العزاء في صنعاء، هو ذلك المَوتُور الذي خرج على شاشات التلفزة، في أغسطس/ آب 2014، داعياً أنصاره إلى التجمهر في شارع المطار، وقطع حركة السير على المارة والمسافرين، تحت يافطة إسقاط الجرعة، وإسقاط حكومة الوفاق الوطني، وتنفيذ مُخرجات الحوار، في تدليس واضح لقطاعات واسعة من الشعب اليمني، فأسقط الدولة ومؤسساتها، وانقلب على مخرجات الحوار، وعلى الدستور، وعلى اتفاق السلم والشراكة، وعلى مُسودة اتفاق مُوفمبيك، وكل الاتفاقات المبرمة بينه وبين شركاء الوطن.
من يتحمّل مسؤولية تلك الدماء التي سالت في صالة العزاء في صنعاء، هو من خرج على الملأ في مارس/ آذار 2015، يدعُو عبر قناة المسيرة إلى "التعبئة العامة، في تحريضٍ واضح لأتباعه، بمواصلة الهجوم على محافظات عدن وتعز، وعلى الجنوب اليمني عموماً، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ في تلك المحافظات، بحجة أنهم دواعش، وينتمون إلى تنظيمات إرهابية.
من يتحمّل وزر تلك الجريمة النكراء، وكلّ الجرائم التي حلَّت بالوطن اليمني، هو من أصدر في فبراير/ شباط من العام 2015 الإعلان الدستوري من طرف واحد، وحلَّ البرلمان، وعطَّل العمل بالدستور والقوانين النافذة، لتكتمل بذلك أركان الانقلاب على الشرعية وعلى الدولة ومؤسساتها، وأدخل الوطن في أتون صراع وحرب أكلت الأخضر واليابس، ولا زالت رحاها دائرة إلى اليوم.
على الذين صدَّقوا رواية الانقلابيين أنّ طيران التحالف العربي هو من قصف قاعة العزاء بصواريخ من الجو، أن يُجيبونا على سؤال بديهي وبسيط، هو لماذا لم يقصف طيران التحالف تلك القاعة في وقت سابق، في عزاء آل الإرياني مثلاً؟، حيث كان فيها المخلوع صالح بشكل علني، وكان صيداً ثميناً لطيران التحالف، لكنه لم يفعل.
كتب وزير الثقافة اليمني الأسبق، خالد الرُّويْشَان، وهو أحد الناجين من الحادثة وشاهد عيان، في صفحته على "فيسبوك"، أنّ الهجوم كان بصاروخين، ورجَّح أنّ الفترة بينهما كانت في حدود سبع دقائق، ويتنافى هذا الكلام للوزير الرُّويْشَان تماماً مع رواية الإنقلابيين إنّ أربعة صواريخ وقعت على القاعة من طيران التحالف.
ومع أنّنا لا نثق بتاتاً في تحقيقات الأمم المتحدة، ونشكّك في نزاهتها، بل ونعتبرها خصماً وطرفاً داعماً لتحالف صالح والانقلابيين، إلاّ أنّنا نستغرب، في الوقت نفسه، لماذا يُصرّ الإنقلابيون على رفع المخلّفات من مكان الحادث، قبل وصول لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالتحقيق في تلك الجريمة.
لا نريد الدفاع عن طيران التحالف، ولا تصديق روايته أيضاً، لكننا لا نريد أن نقف عند هذه الحادثة الإجرامية وحدها، بمعزل عن بقية الجرائم التي ارتكبها الإنقلابيون وحليفهم صالح كل يوم، في بقية المحافظات اليمنية، وفي مقدمتها محافظة تعز التي تشهد مجازر شبه يومية، بينما لم نسمع ما يسمى بالأمم المتحدة صوتاً مرتفعاً، كالذي سمعناه في جريمة الصالة الكبرى في صنعاء.
وبغض النظر عن الفاعل الحقيقي، فإنّ غُرور المخلوع علي عبد الله صالح وعجرفته، وحليفه عبد الملك الحوثي، طوال السنوات الماضية، هما من يقفان خلف الجريمة، وخلف كلّ الجرائم التي ارتُكبت بحق اليمن واليمنيين، بدءاً بحروب صعدة الستة، ومروراً بأحداث دمَّاج وعَمْران، ثم إسقاط العاصمة صنعاء، والانقلاب على الحكومة والشرعية، وعلى مؤسسات الدولة، وانتهاءً بإسقاط الجمهورية بأكملها.
المسؤول الأول عن جريمة صالة العزاء في صنعاء، هو ذلك المَوتُور الذي خرج على شاشات التلفزة، في أغسطس/ آب 2014، داعياً أنصاره إلى التجمهر في شارع المطار، وقطع حركة السير على المارة والمسافرين، تحت يافطة إسقاط الجرعة، وإسقاط حكومة الوفاق الوطني، وتنفيذ مُخرجات الحوار، في تدليس واضح لقطاعات واسعة من الشعب اليمني، فأسقط الدولة ومؤسساتها، وانقلب على مخرجات الحوار، وعلى الدستور، وعلى اتفاق السلم والشراكة، وعلى مُسودة اتفاق مُوفمبيك، وكل الاتفاقات المبرمة بينه وبين شركاء الوطن.
من يتحمّل مسؤولية تلك الدماء التي سالت في صالة العزاء في صنعاء، هو من خرج على الملأ في مارس/ آذار 2015، يدعُو عبر قناة المسيرة إلى "التعبئة العامة، في تحريضٍ واضح لأتباعه، بمواصلة الهجوم على محافظات عدن وتعز، وعلى الجنوب اليمني عموماً، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ في تلك المحافظات، بحجة أنهم دواعش، وينتمون إلى تنظيمات إرهابية.
من يتحمّل وزر تلك الجريمة النكراء، وكلّ الجرائم التي حلَّت بالوطن اليمني، هو من أصدر في فبراير/ شباط من العام 2015 الإعلان الدستوري من طرف واحد، وحلَّ البرلمان، وعطَّل العمل بالدستور والقوانين النافذة، لتكتمل بذلك أركان الانقلاب على الشرعية وعلى الدولة ومؤسساتها، وأدخل الوطن في أتون صراع وحرب أكلت الأخضر واليابس، ولا زالت رحاها دائرة إلى اليوم.
على الذين صدَّقوا رواية الانقلابيين أنّ طيران التحالف العربي هو من قصف قاعة العزاء بصواريخ من الجو، أن يُجيبونا على سؤال بديهي وبسيط، هو لماذا لم يقصف طيران التحالف تلك القاعة في وقت سابق، في عزاء آل الإرياني مثلاً؟، حيث كان فيها المخلوع صالح بشكل علني، وكان صيداً ثميناً لطيران التحالف، لكنه لم يفعل.
كتب وزير الثقافة اليمني الأسبق، خالد الرُّويْشَان، وهو أحد الناجين من الحادثة وشاهد عيان، في صفحته على "فيسبوك"، أنّ الهجوم كان بصاروخين، ورجَّح أنّ الفترة بينهما كانت في حدود سبع دقائق، ويتنافى هذا الكلام للوزير الرُّويْشَان تماماً مع رواية الإنقلابيين إنّ أربعة صواريخ وقعت على القاعة من طيران التحالف.
ومع أنّنا لا نثق بتاتاً في تحقيقات الأمم المتحدة، ونشكّك في نزاهتها، بل ونعتبرها خصماً وطرفاً داعماً لتحالف صالح والانقلابيين، إلاّ أنّنا نستغرب، في الوقت نفسه، لماذا يُصرّ الإنقلابيون على رفع المخلّفات من مكان الحادث، قبل وصول لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالتحقيق في تلك الجريمة.
لا نريد الدفاع عن طيران التحالف، ولا تصديق روايته أيضاً، لكننا لا نريد أن نقف عند هذه الحادثة الإجرامية وحدها، بمعزل عن بقية الجرائم التي ارتكبها الإنقلابيون وحليفهم صالح كل يوم، في بقية المحافظات اليمنية، وفي مقدمتها محافظة تعز التي تشهد مجازر شبه يومية، بينما لم نسمع ما يسمى بالأمم المتحدة صوتاً مرتفعاً، كالذي سمعناه في جريمة الصالة الكبرى في صنعاء.
مقالات أخرى
21 أكتوبر 2018
07 أكتوبر 2018
23 ديسمبر 2017