من الحديدة للحدود: تصعيد حوثي غرباً وتراجع صاروخي شمالاً

عدن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
30 أكتوبر 2018
BEB13D61-F11A-4CAB-9173-557F1A6ADFA9
+ الخط -


على نحو لافت، تراجعت، منذ أسبوعين، وتيرة إطلاق جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) الصواريخ البالستية باتجاه السعودية، على الرغم من استمرار المواجهات والقصف المتبادل في المناطق الحدودية، وإعلان الجماعة عن طراز جديد من الصواريخ محلية الصنع، في ظل توجيه جهودها العسكرية باتجاه معركة الساحل الغربي، حيث تقع مدينة الحديدة الاستراتيجية، والتي تضم شريان البلاد الأساسي لوصول المساعدات الإنسانية والواردات التجارية.

وأشارت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إلى عودة المواجهات العنيفة في الأيام الأخيرة على المدخل الشرقي والمناطق الجنوبية لمدينة الحديدة، مع استقدام الحوثيين تعزيزات كبيرة، وتنفيذهم لهجمات مكثفة، سعى عناصر الجماعة من خلالها لاستعادة السيطرة على منطقة "كيلو 10"، التي قطعت من خلالها القوات الحكومية، المدعومة من التحالف بواجهته الإماراتية، طريق الحديدة - صنعاء، وعلى المناطق القريبة من مطار الحديدة الدولي، في الجزء الجنوبي من المدينة.

وعلى الرغم من إعلان قوات الشرعية، وتحديداً ما يُعرف بـ"ألوية العمالقة"، التي تعد القوة الرئيسية في المواجهات من جانب الشرعية، عن التصدي لهجمات الحوثيين في المدخل الشرقي للحديدة، وعن سقوط أعداد كبيرة من القتلى في صفوف جماعة "أنصار الله"، في ظل مشاركة المقاتلات الحربية للتحالف، تتواصل المواجهات، التي وصفتها مصادر محلية بأنها "غير مسبوقة"، بوتيرة شبه يومية، إذ تستخدم فيها مختلف الأسلحة والقذائف التي يُسمع دويها في المدينة، خصوصاً مع استخدام الحوثيين المضادات الأرضية، والتي تثير خشية السكان من القذائف المرتدة من الجو نتيجة إطلاقها بكثافة. وأظهرت تطورات الأيام الماضية على الأقل، أن جهود الحوثيين العسكرية تنصب على محاولة إعادة القوات الحكومية، المدعومة من التحالف، إلى الخلف، في ما يتعلق بمدخل الحديدة الشرقي (طريق صنعاء - الحديدة قرب كيلو 16). وعلى الرغم من أن كل هذه المحاولات لم تنجح باستعادة مناطق ذات أهمية، فإنها تكشف عن تحول الحوثيين من موقع الدفاع إلى الهجوم، خصوصاً أن التصعيد ترافق مع تعزيزات وصلت إلى القوات المدعومة إماراتياً، والتي لطالما تحدثت عن استعدادات لعملية حاسمة في الحديدة. غير أن التقدم المحدود، على مدى الشهور الماضية، جاء ليعكس طبيعة المعركة الصعبة، وارتباطها الوثيق بالضغوط الدولية التي تحد من اندفاع التحالف باجتياح المدينة، مع التحذيرات من آثار كارثية لأي معركة تهدد ميناء الحديدة.


وتعززت أولوية الساحل الغربي بالنسبة للحوثيين، على حساب الجبهة الأخرى المشتعلة بالمواجهات على الحدود، من خلال إعلان الجماعة، منذ يومين، تدشين طراز جديد من الصواريخ البالستية أطلقت عليها "بدر p-1" قصير المدى، وقالت إنها استهدفت معسكراً للقوات السودانية العاملة ضمن التحالف في الساحل الغربي، بأول صاروخ من هذا النوع، فيما لم يصدر أي تعليق من التحالف حول هذا التطور، الذي قدمته الجماعة، كتحول غير مسبوق، بامتلاك هذا النوع من الصواريخ. من زاوية أخرى، كان اللافت مع إعلان الصاروخ الجديد، هو مرور ما يزيد على أسبوعين، على إطلاق الحوثيين صواريخ بالستية باتجاه السعودية، بعد أن كان إطلاقها يتم بصورة شبه يومية، في ظل استمرار المواجهات والقصف بمختلف أنواع الأسلحة، بين الحوثيين من جهة، والقوات اليمنية الموالية للشرعية والقوات السعودية، من جهة أخرى، في مناطق صعدة الحدودية مع الجانب السعودي، والتي ترتبط بمناطق جازان ونجران وعسير، في وقت تقول فيه القوات الحكومية اليمنية إنها وصلت في الشهرين الأخيرين، إلى أجزاء من منطقة مران، مسقط رأس زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، ومعقلها الأول منذ الحرب الأولى مع الحكومة في عام 2004.

ومنذ مارس/آذار الماضي، أعلن الحوثيون عن صاروخ بالستي من طراز "بدر 1" قصير المدى، وكثفوا من هجماتهم الصاروخية بصورة شبه يومية، أغلبها باستخدام هذا النوع من الصواريخ باتجاه منشآت اقتصادية وعسكرية في المناطق الحدودية. ووصل عدد الصواريخ التي أطلقتها الجماعة باتجاه السعودية، منذ تصاعد الحرب في البلاد، إلى أكثر من 200 صاروخ، وفقاً للأرقام المعلنة من قبل المتحدث باسم التحالف، العقيد تركي المالكي. الجدير بالذكر، أن تراجع وتيرة إطلاق الصواريخ باتجاه السعودية، جاءت بالتزامن مع تسريبات عن مساعٍ من الحوثيين لفتح خطوط تواصل مع الجانب السعودي، على غرار التفاهمات التي أبرمها الجانبان في مارس 2016. ومع ذلك، فإن استمرار التصعيد والمواجهات في مختلف الجبهات الحدودية، لا يشير إلى أي اختراق تفاوضي، بقدر ما يأتي بالترافق مع الجهود الدولية، بقيادة المبعوث الأممي مارتن غريفيث، والهادفة إلى تحقيق تقدم في خطوات "بناء الثقة"، على طريق العودة إلى طاولة المفاوضات بهدف إنهاء الحرب.

ذات صلة

الصورة
الصاروخ اليمني أحدث حفرة في موقع سقوطه شرق تل أبيب (إكس)

سياسة

أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد بأن صاروخاً أُطلق من اليمن سقط في منطقة مفتوحة وسط إسرائيل، دون إصابات، وسط دوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة.
الصورة
مغني الراب الأميركي ماكيلمور يغني في مهرجان سوبربلوم في ميونخ، 4 سبتمبر 2022 (جوشوا سامر/ Getty)

منوعات

ألغى مغني الراب الأميركي ماكليمور حفلاً كان مقرراً أن يُقام في دبي خلال أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، احتجاجاً على "دعم الإمارات لقوات الدعم السريع".
الصورة
من حملة تطعيم سابقة ضد الكوليرا في تعز (عبد الناصر الصديق/الأناضول)

مجتمع

أدت الفيضانات والسيول التي شهدتها اليمن مؤخراً إلى موجة جديدة من وباء الكوليرا، في ظل انهيار القطاع الصحي، وتردي المرافق الطبية.
الصورة
تتكرر الفيضانات في اليمن (محمد حمود/ Getty)

مجتمع

يواجه اليمنيون مأساة تلو الأخرى، وكان آخرها السيول والفيضانات التي اجتاحت محافظة الحديدة وخلفت قتلى وأضراراً كبيرة.