أصدرت عشرات النقابات العمالية وعشرات المراكز الحقوقية وعدد من الشخصيات المستقلة، بياناً مشتركاً، اليوم الأربعاء، أعلنت فيه تضامنها التام مع عمال شركة "سيراميكا كليوباترا" المعتصمين داخل مصانعهم في منطقة العين السخنة، في محافظة السويس، بعد إجبار 31 منهم على توقيع استقالات.
وجاء في البيان المشترك الصادر اليوم، وحمل عنوان "لا لتدخل الجيش لصالح أبوالعينين.. ندين إجبار أعضاء نقابة "سيراميكا كليوباترا" على الاستقالة"، إنه في ليلة واحدة، تتصاعد أزمة "سيراميكا كليوباترا" في السويس والعمال يجهزون لإضراب احتجاجاً على تجاهل مالك الشركة الاتفاقيات، التي وقعها مع العمال برعاية وزارة القوى العاملة. واستباقا للإضراب عمد، أبوالعينين، الى إرهاب العمال بإرسال حافلتين محملتين بالبلطجية، بحجة حماية الشركة، ثم فوجئنا بتدخل الجيش الثالث الميداني باستدعائه لـ 31 من العاملين بالشركة بحجة التفاوض معهم، علما بأن الطرف الوحيد المنوط به التدخل في المفاوضات، هو وزارة القوى العاملة، ثم تحولت المفاوضة الى استدراج وإجبار على الاستقالة لأعضاء النقابة، وإلا فإن البلاغات التي كان، أبوالعينين، قد قدمها وسكت عنها ضد العمال إبان آخر إضراب سوف يحييها لحبسهم، فإما الاستقالة وإما السجن، فكانت الأنباء عن رضوخ العمال تحت الضغط للاستقالة الجماعية، وهو ما دعا زملاءهم في المصانع الى الإضراب عن العمل من صباح يوم 3 مارس 2014.
وتابع البيان المشترك ، الذي لا يزال مفتوحا لاستقبال التوقيعات التضامنية، "الأسئلة كثيرة للحكومة التي لا تجيب ولا تفعل.. إذا كانت، ناهد العشري، قد بدأت تمارس مهام وزارتها عبر التصريح عن خارطة طريق لإنجاز مهام الوزارة بعد توليها، وإذا كانت تعلن انحيازها الى العمال وتكذب ما قيل عن انحيازها لرجال الأعمال، وإذا كانت بالفعل تلتقي بعمال النقل العام، فلماذا لا تلتقي بعمال "سيراميكا كليوباترا" لتبحث واقعة احتجاز الجيش لـ 31 عاملاً منهم، وإجبار النقابة المستقلة على التوقيع على استقالات بالجملة".
يواصل الموقعون على البيان تساؤلاتهم "أين الحكومة الجديدة من تدخل الجيش الثالث الميداني بالسويس، فيما لا يعنيه؟ ولماذا من الأساس يتدخل الجيش في حل شأن عمالي صرف منشغلا عن مهمته الأساسية في حماية حدود البلاد".
وشمل البيان المشترك مطالب موحدة وهي: للجيش مهمة واحدة هي حماية الحدود، وعليه أن يترك الشأن العمالي لأطرافه المعلومين جيداً، وألا ينحاز لرجال الأعمال ضد مصالح العمال، كما أننا نشير إلى الدور السلبي الذي يلعبه الجيش في مواجهة الحركة العمالية في السويس بالتحديد من بداية الثورة، بدءا من مواجهة الإضرابات العمالية هناك "سيراميكا كليوباترا والسويس للصلب وميناء السخنة"، وامتدادا لمحاولة كسر إرادة العمال وكسر إضراباتهم عبر إعلان التعبئة العامة لسائقي السكة الحديد، ثم إنزال أتوبيسات الجيش لتعمل بدلا من أتوبيسات النقل العام في الإضراب الأخير أو الإعلان عن فتح مستشفيات الجيش لاستقبال المرضى بدلا من المستشفيات التي يضرب الأطباء والصيادلة فيها.
وأعرب البيان، أن مواجهة الإضرابات تكون بالاستجابة للمطالب لا بالالتفاف عليها ومحاولة إظهار هذه المطالب بالفئوية، أوالعودة لنغمة عجلة الإنتاج، فتلك العجلة لا يديرها إلا تحقيق المطالب، خاصة إذا كان في حدود قانون العمل وفى حدود الاتفاقيات الموقعة مع صاحب العمل.
كما طالب الموقعون على البيان بـ"الرجوع الفوري عما حدث من إجبار لأعضاء النقابة على الاستقالة، ومحاسبة من تورط في هذه الأعمال من ضباط الجيش، وتنفيذ بنود الاتفاقيات الموقعة بين عمال "سيراميكا كليوباترا" ومحمد أبوالعينين، والتي كان تجاهل تنفيذها، هو السبب في استعداد العمال للقيام بالإضراب، خاصة وأنه قد رفع دعوى إبطال هذه الاتفاقيات والتي حجزت للحكم في 25 مايو القادم في محكمة شمال القاهرة دائرة 65، بما يوضح غياب أي رغبة لديه في التفاهم مع عماله أو التفاوض معهم، ويبرز سوء النية في تلبية حقوقهم المشروعة في إقرار بدل مخاطر، وصرف أرباح 2012/2013 والسماح بالاطلاع على الميزانية، وتسوية أرباح السنوات الماضية، ورفع المتغير حسب القانون، وتوفير مهمات السلامة والصحة المهنية، والتعاقد مع شركة طبية لرعاية العاملين صحياً، وعمل صندوق لنهاية الخدمة.
وشدد البيان، أنه على وزارة القوى العاملة التي صمتت، صمت القبور تجاه ما يجري للعمال القيام بدورها، وعلى رئيس الوزراء الجديد أن يكف عن إطلاق الدعوات للعمال بوقف الإضرابات، وان يتخذ موقفا عمليا مناصرا للعمال المحتجين من أجل لقمة العيش والعدالة الاجتماعية.
وكانت رسالة المتضامنين الأخيرة للعمال هي "التضامن هو سلاحكم الوحيد.. معا للتضامن مع عمال سيراميكا كليوباترا".