من قال إن السهر مضر بالصحة؟
من يقول لك إن السهر مضر بالصحة فهو عدو للإيجابيات، ماذا؟ ما هذا المصطلح الجديد؟ أقصد الذين يقتصرون على ذكر السلبيات دون الإيجابيات، أولئك الذين يعتبرون الهواتف وحوشا، وفيسبوك مضيعة وقت، والسيارة خطرة والفول السوداني مثير لقرحة المعدة، والسفر على متن الطائرة ضرب من الجنون.
السهر مفيد أحيانا، إذ جميع الناس نائمون، فيكرمونك كرما حاتميا عندما ينامون، بإنترنت سريع، وشوارع هادئة، وأنوار مطفأة، وتشتت منعدم، وصفاء ذهني مقدس، وحرارة مناسبة -الحرارة تتأثر أيضا بكثافة الناس في الشوارع وليس من أشعة الشمس فقط-، باختصار حياة هنيئة.
كل هذا يحدث في الليل عندما ينزل الناس أعينهم ليحجبوا عن نفسهم المتعة والحياة الحقيقية، إذ يظنون أنهم يحجبون عنهم النور من أجل راحة مزيفة لكن العكس تماما.
وإن أحسست بشخص قد رفع عينيه ليدرك بقايا متعة تلك الحياة التي يتبقى بعض الفتات منها قبل أن تصل الساعة العاشرة صباحا، فتهرب أنت بدورك من المتعة المزيفة، وتنام حين يستيقظ الآخرون وتنعم بمتعة أخرى مقدسة.
مهما كتبت عن الليل ومتعة العيش فيه لن يصدق أحد، لأن التقاليد تجبر الناس على أن تصدق بعض الأفكار غير المنطقية، هناك أشخاص عندما يجدونني لم أنم ليلا يبدأون في الوعظ والكلام الفارغ واللغو حول فوائد النوم، وأن الدماغ سيتخرب لأنه يحتاج إلى راحة في الليل وليس في النهار، فهل حقا أحتاج لأقنع الناس بضرورة الاهتمام بهذه الفترة الزمنية المميزة؟
مع الوقت بدأت أعوّد نفسي أن القليل من النوم يكفي، وإن أحسست بتعب في وسط النهار، أغفو غفوة بسيطة جميلة حلوة على النفس خفيفة على العقل، تعيد تنشيطي وأكمل حياتي بشكل عادي، أستغل الأوقات التي لا يطيب لها الخاطر لعمل شيء كوقت ما بعد الظهر، الوقت الذي لا يصلح فيه إلا لمشاهدة الأفلام أو القليلولة، لا أفضل الأفلام في هذا الوقت لأن الوقت المناسب لها هو الليل وما أدراك ما الليل.
وحتى الأفلام لا تجد وقتا لها في الليل، لأنها نشاط يمكن القيام به في أي وقت ولو كان الوسط مليئًا بالتشتت، لأنك ببساطة ستضع سماعاتك وتركز عينيك على شاشتك وتعزل نفسك عن المشتتات، ولذلك يحب الناس الأفلام لأنها تعد وسيلة هروب احترافية، لذلك هي نشاط يمكن القيام به في أي وقت وهذا ما يتيح المكان لنشاطات أخرى تصلح لليل.
أما القراءة فتحتاج وسطا قليل التشتت، قد أتفهم الذين يقرأون وبجانبهم ضجيج خيالي، لكن أقصد بالمشتتات عندما تسمع شخصا يناديك لتشتري له شيئا أو تفعل له أمرا سخيفا، هذا من أسوأ المشتتات التي لن تكون حاضرة إلا في فترة ما بعد الليل.
تخيل أنك منغمس انغماس الرضيع عند تناوله حليب أمه في قراءة كتاب ما وخاصة الكتب السردية (روايات، قصص) ثم يشتتك أحدهم عن إنهاء ذاك الحدث، فتذهب خاضعا ضاربا رأسك على حائط الاكتئاب، ثم تعود فتنسى أين توقفت بالضبط، ما الحدث الذي كنت تقرأه، ما الشخصية التي كانت تدور حولها الأحداث، تقلب الصفحات راجعا قليلا لتتذكر ما نسيته فتعود وتعود حتى تصل لبداية الفصل وتعيد من جديد حتى تتذكر تلقائيا وتضيع دقائق أخرى متذكرا أين توقفت فتضرب رأسك في ذاك الحائط من جديد.
لذلك أعتبر الليل أفضل أوقات القراءة، إنها حسنة تحسب لليل بأنه خال من هذه المشتتات، بل هو خال من أقوى أنواع المشتتات الخارجية، قد تقول إن الخمول والكسل يكونان سيد الموقف في الليل، لكن مع التعود ستصبح خاملا في الصباح ونشيطا في الليل، قد يتأثر هذا النظام بالدراسة وأمور أخرى، لكن في العطل هذه هي حياتي.
هكذا تكونت علاقتي مع الليل، وهكذا أحببته وكرهت الشمس رغم أنها جميلة وكرهت الساعة العاشرة صباحا لأنها أسوأ الساعات في اليوم كله، ثقيلة على النفس، بطيئة على الزمن، الحرارة فيها تصل للضعف مقارنة بالساعات الأخرى، فليحيا الليل ورواده.
السهر مفيد أحيانا، إذ جميع الناس نائمون، فيكرمونك كرما حاتميا عندما ينامون، بإنترنت سريع، وشوارع هادئة، وأنوار مطفأة، وتشتت منعدم، وصفاء ذهني مقدس، وحرارة مناسبة -الحرارة تتأثر أيضا بكثافة الناس في الشوارع وليس من أشعة الشمس فقط-، باختصار حياة هنيئة.
كل هذا يحدث في الليل عندما ينزل الناس أعينهم ليحجبوا عن نفسهم المتعة والحياة الحقيقية، إذ يظنون أنهم يحجبون عنهم النور من أجل راحة مزيفة لكن العكس تماما.
وإن أحسست بشخص قد رفع عينيه ليدرك بقايا متعة تلك الحياة التي يتبقى بعض الفتات منها قبل أن تصل الساعة العاشرة صباحا، فتهرب أنت بدورك من المتعة المزيفة، وتنام حين يستيقظ الآخرون وتنعم بمتعة أخرى مقدسة.
مهما كتبت عن الليل ومتعة العيش فيه لن يصدق أحد، لأن التقاليد تجبر الناس على أن تصدق بعض الأفكار غير المنطقية، هناك أشخاص عندما يجدونني لم أنم ليلا يبدأون في الوعظ والكلام الفارغ واللغو حول فوائد النوم، وأن الدماغ سيتخرب لأنه يحتاج إلى راحة في الليل وليس في النهار، فهل حقا أحتاج لأقنع الناس بضرورة الاهتمام بهذه الفترة الزمنية المميزة؟
مع الوقت بدأت أعوّد نفسي أن القليل من النوم يكفي، وإن أحسست بتعب في وسط النهار، أغفو غفوة بسيطة جميلة حلوة على النفس خفيفة على العقل، تعيد تنشيطي وأكمل حياتي بشكل عادي، أستغل الأوقات التي لا يطيب لها الخاطر لعمل شيء كوقت ما بعد الظهر، الوقت الذي لا يصلح فيه إلا لمشاهدة الأفلام أو القليلولة، لا أفضل الأفلام في هذا الوقت لأن الوقت المناسب لها هو الليل وما أدراك ما الليل.
وحتى الأفلام لا تجد وقتا لها في الليل، لأنها نشاط يمكن القيام به في أي وقت ولو كان الوسط مليئًا بالتشتت، لأنك ببساطة ستضع سماعاتك وتركز عينيك على شاشتك وتعزل نفسك عن المشتتات، ولذلك يحب الناس الأفلام لأنها تعد وسيلة هروب احترافية، لذلك هي نشاط يمكن القيام به في أي وقت وهذا ما يتيح المكان لنشاطات أخرى تصلح لليل.
أما القراءة فتحتاج وسطا قليل التشتت، قد أتفهم الذين يقرأون وبجانبهم ضجيج خيالي، لكن أقصد بالمشتتات عندما تسمع شخصا يناديك لتشتري له شيئا أو تفعل له أمرا سخيفا، هذا من أسوأ المشتتات التي لن تكون حاضرة إلا في فترة ما بعد الليل.
تخيل أنك منغمس انغماس الرضيع عند تناوله حليب أمه في قراءة كتاب ما وخاصة الكتب السردية (روايات، قصص) ثم يشتتك أحدهم عن إنهاء ذاك الحدث، فتذهب خاضعا ضاربا رأسك على حائط الاكتئاب، ثم تعود فتنسى أين توقفت بالضبط، ما الحدث الذي كنت تقرأه، ما الشخصية التي كانت تدور حولها الأحداث، تقلب الصفحات راجعا قليلا لتتذكر ما نسيته فتعود وتعود حتى تصل لبداية الفصل وتعيد من جديد حتى تتذكر تلقائيا وتضيع دقائق أخرى متذكرا أين توقفت فتضرب رأسك في ذاك الحائط من جديد.
لذلك أعتبر الليل أفضل أوقات القراءة، إنها حسنة تحسب لليل بأنه خال من هذه المشتتات، بل هو خال من أقوى أنواع المشتتات الخارجية، قد تقول إن الخمول والكسل يكونان سيد الموقف في الليل، لكن مع التعود ستصبح خاملا في الصباح ونشيطا في الليل، قد يتأثر هذا النظام بالدراسة وأمور أخرى، لكن في العطل هذه هي حياتي.
هكذا تكونت علاقتي مع الليل، وهكذا أحببته وكرهت الشمس رغم أنها جميلة وكرهت الساعة العاشرة صباحا لأنها أسوأ الساعات في اليوم كله، ثقيلة على النفس، بطيئة على الزمن، الحرارة فيها تصل للضعف مقارنة بالساعات الأخرى، فليحيا الليل ورواده.