وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤولية الاعتداء الذي أسفر عن مقتل عشرة بينهم أربعة من قوى الأمن الأردنية وثلاثة من قوى الدرك، ومواطنان مدنيان بالإضافة إلى سائحة كندية، كانت موجودة في قلعة الكرك حيث وقع الاعتداء.
وأفراد الخلية هم: الشقيقان حازم (29 عاماً) وعاصم (31 عاماً) أبو رمان، ومحمد يوسف القراونة (28 عاماً)، ومحمد صالح الخطيب (35 عاماً). ووصفهم تنظيم "داعش" في بيان تبني الاعتداء، بأنهم "نفذوا الهجوم بحق "المرتدين" و"الصليبيين" من رعايا دول التحالف.
ويقول مقربون منهم "عاش الشقيقان فترة من الزمن في مدينة الزرقاء الأردنية، وهناك انتميا للتيار السلفي الجهادي". وتعتبر مدينة الزرقاء الأردنية (شمال شرق عمّان) معقلاً قوياً للتيار السلفي الجهادي، ويعيش فيها غالبية الآباء الروحيين للتنظيم على مستوى الأردن والعالم، أمثال أبو محمد المقدسي، وأبو قتادة.
وبحسب أهالي من بلدة القصر، فإن 3 من أعضاء الخلية الأربعة، كان لهم سوابق في التورط بالمشاجرات. ويروي أحد أهالي البلدة لـ"العربي الجديد"، أن هؤلاء كانت لهم حياة صاخبة، ويتناولون المشروبات الكحولية، قبل أن تظهر عليهم ميول التشدّد الديني.
ويؤكد المقربون من الشقيقين أبو رمان أنهما "واصلا زيارة مدينة الزرقاء بشكل منتظم". ويقولون "حاول أخوالهم التأثير عليهم للابتعاد عن التيار السلفي لكنهم فشلوا"، مشيرين إلى أن "الكرك لا تصنف على اعتبارها معقلاً للتيار السلفي الجهادي، لكن خلال السنوات الخمس الأخيرة، انتمى عدد كبير من أبناء المدينة للسلفية".
ويغلب الطابع العشائري على مدينة الكرك، وتعتبر معقلاً للقوميين والشيوعيين، ويعمل غالبية أبنائها في الأجهزة الأمنية والجيش.
والمدينة، التي هي مسقط رأس الطيار معاذ الكساسبة الذي أعدمه تنظيم "داعش" حرقاً، لم تكن يوماً على خريطة المدن الموصومة بأنها معقل للتنظيم السلفي الجهادي، وذلك على الرغم من التحاق العشرات من أبنائها بالجماعات المسلحة المقاتلة في العراق وسورية، وبعضهم قتل هناك، على غرار أحمد المجالي، الذي كان ضابطاً برتبة نقيب حين التحق بتنظيم "الدولة"، ومحمد الضلاعين، وهو ابن نائب سابق، بعد أن ترك دراسته للطب في أوكرانيا.
وينتمي الشقيقان أبو رمان لمدينة السلط في محافظة البلقاء (وسط المملكة)، لكنهما انتقلا للعيش في الكرك، رفقة والدتهما التي تنتمي لعشيرة كركية كبيرة.