عاشت جماهير نادي أولمبيك مرسيليا الفرنسي أسبوعاً أسود، بدأ بوفاة المدير الفني الأسبق للفريق ميشيل هيدالغو بعد صراع طويل مع المرض، ثم انتهى بوفاة الرئيس السابق لنادي الجنوب بابي ديوف، ما شكّل صدمة كبيرة لدى الجميع.
وأعلن الإعلام الفرنسي يوم الثلاثاء الماضي وفاة بابي ديوف عن عمر يناهز (68 عاماً) ببلده السنغال، بعد تعرضه للإصابة بفيروس كورونا الجديد الذي أدخله العناية المركزة في أحد المستشفيات، ليواصل الوباء العالمي حصده أرواح الأبرياء بشكل مُخيف.
وعاش بابي ديوف مشواراً عريضاً في عالم الرياضية، إذ كانت البداية في عالم الصحافة، ثم كان وكيل أعمال للاعبي كرة القدم، وصولاً إلى فترته كرئيس لنادي أولمبيك مرسيليا بين عامي (2005 - 2009)، إذ يعد أول شخص من "البشرة السوداء" يعين رئيساً لنادٍ محترفٍ في فرنسا، ويعيش بذلك العديد من المحطات في مسيرته ومع لاعبين نجوم، على غرار ثنائي "لوام" ديديه دروغبا وفرانك ريبيري، ليصل بعد ذلك إلى ثاني رئيس تُصفق له جماهير أولمبيك مرسيليا، بعد بيرنارد تابيه الذي قاد الفريق للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 1993.
من مايو/أيار إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2004: البداية
عرف متابعو كرة القدم الفرنسية بابي ديوف بأنه صحافي رياضي ووكيل أعمال اللاعبين، إلى أن لاحظ الرئيس السابق لنادي أولمبيك مرسيليا كريستوف بوشيه استحقاقه منصباً في الفريق، ليقوم بتعيينه في منصب المدير الرياضي للفريق بعد مفاوضات عسيرة، وفي تلك الفترة أدلى بتصريحه الشهير: "أنا الرئيس الأسود الوحيد لنادٍ في أوروبا".
يوليو/ تموز 2004: يُهدد بالاستقالة بسبب دروغبا
كانت قضية بيع النجم الإيفواري ديديه دورغبا لنادي تشلسي الإنكليزي مقابل 37 مليون يورو من أكثر القضايا الشائكة التي عاشها بابي ديوف في فترته مع نادي أولمبيك مرسيليا، إذ قال قبل حدوث الصفقة: "آمل ألا نبيع دروغبا إلا بعرضٍ كبير"، وبعد أقل من أسبوع أخبره الرئيس كريستوف بوشيه أن هناك عرضاً قيمته 30 مليون يورو فرد ديوف: "إذا غادر دروغبا سأغادر أنا أيضاً"، لكن بعد ليلة عسيرة من المناقشات نجح بوشيه في إقناعه من أجل استئناف المفاوضات مع الفريق اللندني، ليبرم الصفقة مقابل 37 مليون يورو، وتكون ثاني أغلى صفقة بيع في تاريخ النادي.
يوليو/ تموز 2005 إلى يونيو/حزيران 2006: ريبيري هنا
في شهر يوليو/ تموز 2005 تمكن بابي ديوف من إبرام واحدة من أكبر صفقات نادي أولمبيك مرسيليا عبر تاريخه من الجانب الرياضي وليس المالي، وتمثلت في الجناح الطائر فرانك ريبيري من نادي غلطة سراي التركي، على الرغم من أن الأخير كان قريباً جدا من الانضمام إلى الغريم أولمبيك ليون، حتى إنه صرّح بذلك لقناة "تي آف 1" الفرنسية.
موسم واحد فقط لريبيري مع أولمبيك مرسيليا كان كافياً له لأن يكون حاضراً في تشكيلة منتخب "الديوك" التي شاركت في كأس العالم بألمانيا 2006، ليخطف بذلك أنظار العديد من الأندية الكبيرة، وخلالها قال الراحل ديوف: "إذا كانت لديه فرصة واحدة من 1000 فلن يغادر"، ليجتمع بفرانك ريبيري ويقول له: "فرانك، يبدو أنك تريد رؤيتي، لديّ جملتان أقولهما لك: "الأول هو حتى إذا حصل الفريق على عرض تاريخي فلن تغادر، والثاني إن كنت لا تريد اللعب فأنت حر لكن لن أدفع لك... الأمر متروك لك"، لينجح بذلك ديوف في إقناع ريبيري في البقاء موسماً آخر مع نادي الجنوب، ويتم بيعه صيف 2007 إلى بايرن ميونخ مقابل 30 مليون يورو، كثالث أغلى صفقة بيع في تاريخ النادي.
5 مارس/ آذار 2006: القرار التاريخي
في ذلك العام تحولت الانتقادات الموجهة لبابي ديوف إلى اعتزاز وإشادة به من قبل جماهير أولمبيك مرسيليا وكذلك الفرنسية، ففي ذلك الموسم كان على جماهير نادي الجنوب التوجه إلى العاصمة من أجل مساندة الفريق في لقاء "الكلاسيكو" ضد باريس سان جيرمان، إلا أن صاحب الأصول السنغالية رفض سفرهم إلى "حديقة الأمراء" بحجة عدم توفر الأمن لجماهير فريقه، لكن في المقابل كان قد قام بخطوة مفاجئة بإرساله مجموعة من الشباب عبر القطار السريع "TGV" إلى باريس الذين قدموا الحلوى لنظرائهم في باريس سان جيرمان، في خطوة زادت من شعبيته لدى جماهير مرسيليا وكذلك الجماهير الفرنسية.
25 يونيو/حزيران 2008: المفاجأة بن عرفة
كان صاحب الأصول التونسية حاتم بن عرفة يعتبر أملاً للكرة الفرنسية بعد الموهبة التي أبرزها مع نادي أولمبيك ليون، وأكد ذلك بفوزه بجائزة أفضل لاعب بالدوري الفرنسي عام 2008، لكن ديوف فاجأ الجميع بضمه لنادي أولمبيك مرسيليا مقابل 12 مليون يورو، وفي صفقة صنعت قيمتها ووقتها جدلاً واسعاً في فرنسا.
5 مايو/ أيار 2009: التعاقد مع ديشامب
خلال تلك الفترة كان نادي أولمبيك مرسيليا يمرّ بمشاكل مالية كبيرة أدت إلى بيع بعض اللاعبين ومغادرة المدير الفني البلجيكي إيريك غيريتس نحو الدوري السعودي، لكن رغم ذلك فاجأ الراحل جماهير الفريق بالتعاقد مع ديديه ديشامب كمدرب جديد، رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها فريق الجنوب.