أصدر سلطان عمان هيثم بن طارق مرسوماً سلطانياً اليوم الثلاثاء بتعيين بدر بن حمد البوسعيدي وزيراً للخارجية، خلفاً ليوسف بن علوي الذي أمضى 23 عاماً في منصبه الوزاري، وساهم خلالها في اضطلاع السلطنة بأدوار سياسية محورية خصوصاً في الساحة الإقليمية.
وولد البوسعيدي، والذي ينتمي إلى فرع بعيد في الأسرة الحاكمة، في عمان عام 1960 لعائلة موالية للسلطان قابوس، وتتمتع بعلاقات جيدة مع البريطانيين، إذ إن والده حمد بن حمود البوسعيدي كان وزير البلاط السلطاني، قبل أن يصبح مستشاراً للسلطان قابوس ومرافقاً رسمياً له حتى وفاته عام 2002.
وتلقى بدر البوسعيدي، الذي أصبح أول وزير خارجية عماني من الأسرة الحاكمة، تعليمه المبكر في المدارس السلطانية التي يدرس بها أبناء الأسرة الحاكمة في عمان، حيث تنقل بين مسقط وصلالة. لكنه غادر بلاده مبكراً في سن الشباب ليدرس الثانوية في بريطانيا، حيث درس في عدد من المدارس الخاصة المخصصة للطبقات الثرية والحاكمة في إمارة ويلز، قبل أن يلتحق بجامعة أكسفورد التي تخرج منها بماجستير في السياسة والاقتصاد عام 1986، ليعود إلى البلاد رفقة شقيقه خالد بن حمد البوسعيدي الذي شق طريقه في عالم الرياضة، وأصبح رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم.
وعيّن البوسعيدي في وزارة الخارجية عام 1990، وترقى في المناصب من سكرتير أول، ثم مستشار، ثم سفير عام 1996، ثم ترأس دائرة مكتب وزير الخارجية قبل أن يصبح أميناً عاماً لوزارة الخارجية عام 2000، وهو المنصب الذي احتفظ به حتى قرار السلطان الجديد تعيينه وزيراً للخارجية.
وقام وزير الخارجية الجديد خلال عمله السابق أميناً لوزارة الخارجية، بعدد من المهمات الدبلوماسية الرسمية، أبرزها مشاركته في المفاوضات السرية التي رعتها عمان بين إيران والولايات المتحدة الأميركية عام 2013، والتي أدت إلى التوصل للاتفاق النووي الإيراني عام 2015. كما ساهم في العديد من الوساطات العمانية الأخرى في ملفات مختلفة، أبرزها الملف اليمني.