اختارت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وزير الإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية ساجد جاويد، ليخلف وزيرة الداخلية آمبر رود في منصبها، بعد أن استقالت على خلفية فضيحة "ويندرش".
وأعلنت رود استقالتها، مساء الأحد، بعد أسبوع عصيب حاولت فيه الدفاع عن دورها كوزيرة للداخلية في المعاملة الظالمة التي تلقاها أبناء المهاجرين من دول الكاريبي، والذين قدموا إلى بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وأُطلق عليهم جيل "ويندرش"، تيمناً بأول سفينة تحمل المهاجرين الكاريبيين الواصلين إلى بريطانيا.
وأعلنت ماي تعيين جاويد، اليوم الإثنين، ليكون أول وزير مسلم يتسلّم وزارة الداخلية في تاريخ بريطانيا، وستقع على عاتقه مهمة التعامل مع الأزمة التي خلفتها فضيحة "ويندرش" وتعامل وزارة الداخلية البريطانية مع المهاجرين بشكل عام.
وكان وزير الداخلية الجديد، قد انتقد طريقة التعامل الحكومية مع المهاجرين، خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما قال "قد تكون تلك أمي... أو أبي.... أو عمي... أو أنا".
وجاويد، البالغ من العمر 48 عاماً، هو من عائلة مسلمة هاجرت من باكستان إلى بريطانيا، في الستينيات من القرن الماضي، وبتعيينه كوزير للداخلية البريطانية، أصبح أول وزير من الأقليات يستلم هذا المنصب في البلاد.
وشغل جاويد، سابقاً، منصب وزير الإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية في حكومة تيريزا ماي 2016 وحتى 2018. كما شغل عدة مناصب وزارية سابقاً خلال حكومة ديفيد كاميرون بين 2010 و2016، ومنها وزير الدولة للأعمال والإبداع، ووزير الدولة للثقافة والإعلام والرياضة.
وكان جاويد قد اُنتخب أول مرة للبرلمان البريطاني عام 2010، عن دائرة برومزغروف في وورسترشير ممثلاً لحزب "المحافظين"، ويعد بذلك من الشخصيات اليافعة والناجحة، والتي حاولت حكومة ماي أن تعزز من حضورها في تعديلها الحكومي الأخير، بداية العام الحالي، لتقود الحزب مستقبلاً.
وجاويد من مواليد 1969، متزوج ولديه أربعة أبناء، وهو أحد خمسة أبناء لعائلة مسلمة، عمل ربها كسائق حافلة. انضم لحزب "المحافظين"، في الثمانينات خلال عهد مارغريت تاتشر، وعمل في القطاع المصرفي في الولايات المتحدة، وأميركا الجنوبية، قبل أن يعود إلى بريطانيا، ويدير البنك الألماني "دويتشه بانك".
ودخل جاويد، البرلمان البريطاني عام 2010، وتسلّم أول مناصبه الوزارية عام 2014 في حكومة ديفيد كاميرون. ويوصف بأنّه من معتنقي الفكر التاتشري، والتوجه السياسي اليميني المحافظ. وعلى الرغم من أنّه من المشككين في الاتحاد الأوروبي، فقد صوّت لصالح البقاء فيه عام 2016، ويُعد من مؤيدي "بريكست" المخفف، وهذا أحد الأسباب التي دفعت ماي لتعيينه مكان رود، والتي توافقه الرأي، كي تحافظ ماي بذلك على التوازن داخل حكومتها، بين مناصري "بريكست" المخفف والمشدد.
ويُعتبر جاويد من مؤيدي استمرار بيع الأسلحة للسعودية، حيث كشفت محكمة عام 2017 تجاهله للنصائح ضد بيع الأسلحة للمملكة، بسبب تورطها في انتهاكات لحقوق الإنسان، بحربها ضد الحوثيين في اليمن.
كما أعلن جاويد، الشهر الماضي، عن استعداده لمحاربة "أولئك الذين يسعون لتقويض إسرائيل"، في معرض حديثه أمام ممثلين لليهود الأميركيين في لندن. ووصف حملة "حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل" (بي دي إس)، بأنّها " فاشلة وغير مبررة وغير مفيدة"، قائلاً إنّ "التجارة بين إسرائيل وبريطانيا مزدهرة، والسياحة بين الطرفين كذلك"، مؤكداً حينها أنّ بريطانيا لن تعتذر أبداً عن وعد بلفور.
وكان قد أعلن، في عام 2012، عن أنّه في حال اضطر لمغادرة بريطانيا، والاستقرار في الشرق الأوسط، ستكون وجهته إسرائيل، لأنّ "هناك فقط سيشعر أبنائي بدفء الحرية"، بحسب قوله.
وفي الوقت عينه، انتقد جاويد، إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتبنيه "منظمة مليئة بالحقد والعنصرية تكرهني شخصياً"، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أن أعاد ترامب تغريد فيديوهات مسيئة للمسلمين، نشرتها منظمة "بريطانيا أولاً" العنصرية اليمينية المتطرفة.
وكان جاويد قد تعرّض لعدة حملات مسيئة لشخصه، من قبل متطرفين يمينيين بريطانيين، على خلفية أصوله الباكستانية.
وفيما يتعلّق بسورية، فقد دعم جاويد الضربة الأخيرة التي وجهتها بريطانيا، مع فرنسا والولايات المتحدة، على مواقع لنظام بشار الأسد، على خلفية استخدام الأخير السلاح الكيميائي ضد المدنيين في دوما بالغوطة الشرقية.