وصلت عشرات العوائل من مدينة سرغايا إلى ريف إدلب الشمالي، بعد تهجيرهم مساء أمس الإثنين عبر ثماني حافلات، إثر اتفاق تم برعاية روسية، ونصّ على خروج من لا يرغب بمصالحة النظام بسلاحهم الخفيف من عناصر المعارضة مع عائلاتهم ومجموعة من المدنيين.
وأفاد الناشط عامر الهاشمي لـ"العربي الجديد"، بأن مهجّري سرغايا وصلوا إلى معرة مصرين، وتوزعوا على مناطق مختلفة في إدلب، ومعظمهم توجهوا نحو أقارب لهم في ريف إدلب، نزحوا سابقاً من الزبداني ووادي بردى.
وأكد مدير مكتب الداخل لهيئة ساعد، فاتح عوض، لـ"العربي الجديد"، وصول ست عائلات من مهجري سرغايا إلى "مخيم ساعد" في ريف إدلب الشمالي، وقدمت لهم الخدمات اللازمة، وتم نقلهم إلى مدينة معرة مصرين للإقامة هناك.
وقال أحمد، أحد المهجرين من سرغايا إلى إدلب، لـ"العربي الجديد"، "خرجت مع عائلتي إلى إدلب، لأنني مقاتل في صفوف الجيش السوري الحر، ولا أريد مصالحة النظام، وكنت قد نزحت سابقا من الزبداني إلى سرغايا، بعد الهجوم على المدينة قبل عامين".
وأضاف "استغرق الطريق قرابة عشر ساعات، وبعد وصولنا إلى قلعة المضيق جئت أنا وعائلتي إلى المخيم مع عائلات أخرى، وتم نقلنا إلى معرة مصرين. هناك من ذهب إلى أقاربه وهناك من نقل إلى مركز للإيواء، وعائلات كانت في الطريق ولم تصل بعد، وسمعت أن بعضهم أضاعوا الطريق".
وعن الخدمات التي قدمت لهم، بيّن المتحدث أنهم حصلوا على وجبات طعام فقط، ومكان للإقامة في المخيم إلى أن تم نقلهم إلى معرة مصرين، حيث يعيشون في منزل قدمته عائلة من أهالي المدينة.
وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس المحلي في مدينة سرغايا، فراس الغضبان، إنّ العدد الكامل الذي خرج من مدينة سرغايا قرابة 201 شخص فقط ممن رفضوا البقاء في المدينة، مقابل تسوية أوضاعهم مع النظام السوري".
وأوضح الغضبان في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ مجمل الذين خرجوا هم 18 شخصا من أهالي سرغايا، و101 شخص من نازحي مدينة الزبداني، والباقون من أهالي حماة وإدلب، وهم نازحون إلى سرغايا، ووصلوا ليل أمس إلى مدينة معرة مصرين بريف إدلب.
وبيّن الغضبان أنه يوجد حاليا في مدينة سرغايا 4500 شخص مطلوبين لدى النظام السوري، من ضمنهم 2500 منشق، والمطلوبون وجهت لهم تهمة التخلف عن الخدمة الإلزامية، وبقوا في المدينة شريطة تسوية أوضاعهم، أما الباقون فمطلوبون بتهمة معارضة النظام السوري.
وكانت لجنة المفاوضات قد توصّلت إلى اتفاق مع النظام السوري برعاية روسية من أجل إخلاء الرافضين للتسوية من سرغايا، وبدأ التهجير نحو إدلب عصر أمس.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فضلت عدم الكشف عن اسمها، إنّ عمليات التهجير تتم في منطقة ريف دمشق الشمالي الغربي برعاية ما يسمى بـ"مركز حميميم للمصالحة"، وهو مركز أنشأته روسيا ومقرّه في قاعدة حميميم بريف اللاذقية.
وبيّنت المصادر أنّ أهالي ريف دمشق الغربي الذين تم تهجيرهم إلى إدلب من الزبداني وسرغايا ووادي بردى وغيرها من المناطق، سوف يجتمعون في منطقة باب الهوى عند الحدود التركية، للتظاهر والتنديد بعملية التهجير التي ترعاها روسيا.