مهدي حب درويش إيراني يحلم بالاستعراض في كل العالم

01 اغسطس 2015
يسعى للاحتراف في الخارج (العربي الجديد)
+ الخط -
شغفه بكرة القدم ومتابعة المباريات منذ الصغر، لم يجعلا منه لاعباً محترفاً أو عضواً في فريق البلاد الوطني للكرة. مع ذلك، أحب مهدي حب درويش، وهو في العقد الثالث من العمر، الكرة. وكان يعشق القيام بحركات بهلوانية واستعراضية من خلال استخدام كراتٍ كبيرة وأخرى صغيرة.

بعدما واظب على متابعة أخبار اللاعبين والمباريات المحلية والعالمية مذ كان في السابعة من عمره، اكتشف أن لديه موهبة في قذف الكرة لساعات طويلة. ومع الوقت، صار قادراً على القيام بحركات استعراضية من خلال استخدام كرات مختلفة.

بعدها، قرر الاحتراف. لم يكن يعلم أن اللعبة التي يحبها هي اللعبة الشعبية الأولى في إيران والعالم. لم يعرف أيضاً أن موهبته هذه قد توصله إلى العالمية. وبعدما لاحظ أن اللاعبين العالميين لكرة القدم يسوقون لحركاتهم الاستعراضية خلال اللعب بالكرة، قرر التدرب وتحويل موهبته إلى احتراف.

منذ العام 2006، واظب درويش على التدرب بشكل شخصي، من خلال استخدام كرات. وهو قادر اليوم على أداء استعراضات مختلفة، مستخدماً كرات كبيرة وصغيرة، حتى نجح في دخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، بعدما ضرب كرة المضرب 144 مرة بقدمه خلال دقيقة واحدة.

يقول درويش لـ "العربي الجديد" إنه منذ تحطيمه هذا الرقم القياسي، بات صيته ذائعاً في البلاد. أمر شجّعه على إكمال مسيرته، فقرر الاستمرار في تدريبات مضنية، كما يصفها. يضيف أنه يسعى إلى تحطيم رقم قياسي جديد ليدخل موسوعة "غينيس" مرة أخرى.

سجل درويش إنجازات عدة. ضرب كرة القدم ليوم كامل بقدميه، وكان يأخذ استراحة مدتها خمس دقائق كل ساعة. كما استطاع ضرب كرة التنس بقدميه، ولكن هذه المرة لعشر ساعات متواصلة. أما العروض الأحب إلى قلبه، فهي تلك التي مشى فيها مع كرته من ساحة انقلاب إلى ساحة آزادي في العاصمة طهران، وهي مسافة ليست بالقليلة. وقد أدى العرض عينه في عدد من المدن، حيث كان الإيرانيون يجتمعون حوله لمعرفة ما إن كان سيستطيع تحقيق هدفه بالنهاية.

يقول مهدي إن تواجده في أي مكان مع أي كرة من كراته الصغيرة أو الكبيرة كفيل بجمع الناس من حوله. ويرى أن هذا لا يقدم لهم المتعة وحسب، بل المساعدة أحياناً. يقول إنه يؤدي عروضه أحياناً في المستشفيات الخاصة بعلاج سرطان الأطفال بهدف تقديم التبرعات والدعم لهؤلاء المرضى، كما أن أماكن عديدة ترعاه وترعى عروضه هذه، وهو ما يعود عليه بالفائدة وما يعود على تلك الأماكن بالفائدة كذلك حسب رأيه.

درويش الحائز على العديد من الميداليات والشهادات التقديرية بسبب إنجازاته هذه، يرى أن الموهبة تحتاج للتدريب الدائم، حالها حال أي موهبة أخرى. يضيف أن حب أي لعبة كفيل بتعلمها وتحقيق إنجازات على هذا الصعيد. من هنا، اتخذ قراره هذا الأساس. قرر مهدي تعليم الإيرانيين موهبته هذه، ويقول إنه لاحظ حب الأطفال لضرب الكرات وهذا واضح من خلال متابعتهم بشوق لحركات اللاعبين العالميين، فأسس لجنة للمهارات الفنية المتعلقة بالكرة، وفتح معهداً لتعليم الراغبين القيام بحركات استعراضية وبهلوانية باستخدام الكرة.

يقول إن أعمار المتقدمين لمؤسسته هذه تتراوح ما بين العشر سنوات والستين عاماً، لافتاً إلى أن أسعار هذه الدروس تعد زهيدة بالمقارنة مع أسعار الدورات التدريبية الرياضية الأخرى. يتابع أن الرغبة الكبيرة لدى الأطفال بتعلم اللعبة، شجعته كثيراً على بدء هذه الدروس التي تستطيع أن توصل إيران إلى العالمية، الأمر الذي يحلم بتحقيقه ونقله إلى أجيال جديدة.

وعلى الرغم من أن اسمه بات معروفاً في إيران وخارجها، تراه يعتمد على موهبته لتأمين قوته اليومي. يقول إن المال الذي يجنيه يعد مقبولاً، علماً أنه لا يؤمن له كل ما يحتاجه. لذلك، يعمد في كثير من الأحيان إلى تقديم عروض خارج البلاد، ما يعود عليه بمردود مالي جيد.

ويلفت إلى أن هذه العروض تحتاج إلى راع رسمي ما قد يستغرق وقتاً. مع ذلك، فإن هذه العروض تؤمن له مردوداً مالياً جيداً، وشهرة أوسع وخبرة أكبر. ولدى سؤاله عما إذا كان يفكر بالالتحاق بدروس أكثر احترافية خارج البلاد، يقول إنه يتواصل في الوقت الحالي مع العديد من المؤسسات الرياضية، ويحاول الاستفادة من الأرقام القياسية التي حققها، ويتمنى تقديم عروض في كل عاصمة من العالم. لكنه في الوقت نفسه، يرغب بالالتحاق بدروس رياضية ليصبح أكثر احترافاً.

وفي وقت يركز درويش على هوايته هذه، ويسعى للاحتراف في الخارج، يقول إنه لم يتمكن من متابعة دراسته الجامعية. لكنه يحاول حالياً تقديم امتحان دخول إلى الجامعة.

إقرأ أيضاً: زهرة اعتضاد السلطنة.. إيرانيّة ترسمُ بقدميها وتدرّس الفنون للمعوّقين