12 مايو 2020
مهنة العار
بداية أعترف. أن الشعور بالندم ينتابني على اختيار مهنة كانت دوما في مقدمة وأولوياتِ أحلامي، ليست المهنة في حد ذاتها هي السبب، الظروف المحيطة بها، تُشعرك باقتراف ذنب في حق نفسك على اختيار مهنة لها قدسيتها.
أكتب بضمير يستتر حرقة وغيرة مشتعلة حول مهنة تعرض أصحابها للخذلان والجحود، رغم التضحيات الجسام في سبيل الرسالة التربوية. سنون من التجربة في القطاع، كافية لمحو النشاط والحيوية التي يبتدئ بها أغلب رجال ونساء التعليم، تتضاءل لديهم الرغبة في العمل والتضحية تدريجيا، الغالبية تكتشف أنهم عكس تيار من يتولى قيادة القطاع، تتكون لديهم قناعة، أنه لا أمل في التغيير؛ آلاف الطلبات المقدمة للحصول على التقاعد النسبي كحل للانعتاق من ورطة اسمها التدريس "ما بقا ما يعْجب"؛ هذه إحدى المبررات، التي تومئ أن التعليم المغربي غارق في الفوضى والعبث حتى الأذنين.
يبدو أن العقاب من نصيب من اختار المهنة عن حب واقتناع، وتحولت مهنة التدريس إلى جريمة يعاقب عليها المجتمع الذي يتماهى بالأفعال والأقوال التي تحتقر رجال ونساء التربية، وحتى الإعلام ينخرط بدوره تحريضا وتجييشا، أما المسؤولون فالعبثية ديدنهم.
يكفي أن نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، لنستشف حجم التعليقات الحاطة من كرامة رجال ونساء التعليم. يوم اجتياز امتحانات المهنية الخاصة بأطر التربية الوطنية، تقاسم رواد "فيسبوك" صورة ممتحنات داخل فصل دراسي، نسبت الصورة إلى أستاذات يغششن، رغم عدم وجود دليل مادي يثبت ذلك، سبقت الواقعة حادثة وفاة طفلة بمدينة مكناس، سعت الأم جاهدة بإلصاق تهمة القتل بمعلمتها دون تريث وانتظار ما سيقرره الطب الشرعي، ثمة أحكام جاهزة ومسبقة راسخة لدى الغالبية؛ أن الأستاذ يتقاضى أجره دون مجهود، أنه ينعم بالراحة والعطل.
الأستاذ أصل الأزمة التي يعيشها القطاع التعليمي في بلادنا وهو جزء من حلها، ذلك أن المهنة تعرضت في السنوات الأخيرة، لقصف جارف وعشوائي من طرف الجميع، غدت المهنة التي كانت الحلم المقدس مثيرة للسخرية، يتقمص "المعلم"، دور البخيل والشطار في النكت المروية بين العامة.
الأساتذة متهمون بالاستفزاز، وبأن لا قدرة لهم على فهم حاجيات المتعلمين والتواصل معهم، هذا ما تم تداوله بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي إبان تعنيف أستاذ ورزازات من طرف تلميذه. رغم أن المهام التي يحددها القانون والأعراف التربوية؛ مرتبطة بالتدريس وتبسيط المعارف، لا بتحويل الفصل الدراسي إلى مصحة نفسية لفك العقد النفسية.
الأستاذ هو الحلقة الأضعف والمشجب الذي تعلق عليه كل التعثرات والفشل، وهو الصديق والزبون لمختلف مصحات وعيادات الأمراض النفسية والعصبية؛ لأنه أنيطت به مهمة تدريس جيش من اليافعين على اختلاف أوضاعهم، والذين يؤثث الفقر والبؤس والعنف الأسري وسطهم الاجتماعي، ليتحول دوره من التدريس إلى رجل أمن على نفسه من أي اعتداء محتمل.
أخيراً: وراء كل دولة قوية تعليم قوي.
أكتب بضمير يستتر حرقة وغيرة مشتعلة حول مهنة تعرض أصحابها للخذلان والجحود، رغم التضحيات الجسام في سبيل الرسالة التربوية. سنون من التجربة في القطاع، كافية لمحو النشاط والحيوية التي يبتدئ بها أغلب رجال ونساء التعليم، تتضاءل لديهم الرغبة في العمل والتضحية تدريجيا، الغالبية تكتشف أنهم عكس تيار من يتولى قيادة القطاع، تتكون لديهم قناعة، أنه لا أمل في التغيير؛ آلاف الطلبات المقدمة للحصول على التقاعد النسبي كحل للانعتاق من ورطة اسمها التدريس "ما بقا ما يعْجب"؛ هذه إحدى المبررات، التي تومئ أن التعليم المغربي غارق في الفوضى والعبث حتى الأذنين.
يبدو أن العقاب من نصيب من اختار المهنة عن حب واقتناع، وتحولت مهنة التدريس إلى جريمة يعاقب عليها المجتمع الذي يتماهى بالأفعال والأقوال التي تحتقر رجال ونساء التربية، وحتى الإعلام ينخرط بدوره تحريضا وتجييشا، أما المسؤولون فالعبثية ديدنهم.
يكفي أن نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، لنستشف حجم التعليقات الحاطة من كرامة رجال ونساء التعليم. يوم اجتياز امتحانات المهنية الخاصة بأطر التربية الوطنية، تقاسم رواد "فيسبوك" صورة ممتحنات داخل فصل دراسي، نسبت الصورة إلى أستاذات يغششن، رغم عدم وجود دليل مادي يثبت ذلك، سبقت الواقعة حادثة وفاة طفلة بمدينة مكناس، سعت الأم جاهدة بإلصاق تهمة القتل بمعلمتها دون تريث وانتظار ما سيقرره الطب الشرعي، ثمة أحكام جاهزة ومسبقة راسخة لدى الغالبية؛ أن الأستاذ يتقاضى أجره دون مجهود، أنه ينعم بالراحة والعطل.
الأستاذ أصل الأزمة التي يعيشها القطاع التعليمي في بلادنا وهو جزء من حلها، ذلك أن المهنة تعرضت في السنوات الأخيرة، لقصف جارف وعشوائي من طرف الجميع، غدت المهنة التي كانت الحلم المقدس مثيرة للسخرية، يتقمص "المعلم"، دور البخيل والشطار في النكت المروية بين العامة.
الأساتذة متهمون بالاستفزاز، وبأن لا قدرة لهم على فهم حاجيات المتعلمين والتواصل معهم، هذا ما تم تداوله بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي إبان تعنيف أستاذ ورزازات من طرف تلميذه. رغم أن المهام التي يحددها القانون والأعراف التربوية؛ مرتبطة بالتدريس وتبسيط المعارف، لا بتحويل الفصل الدراسي إلى مصحة نفسية لفك العقد النفسية.
الأستاذ هو الحلقة الأضعف والمشجب الذي تعلق عليه كل التعثرات والفشل، وهو الصديق والزبون لمختلف مصحات وعيادات الأمراض النفسية والعصبية؛ لأنه أنيطت به مهمة تدريس جيش من اليافعين على اختلاف أوضاعهم، والذين يؤثث الفقر والبؤس والعنف الأسري وسطهم الاجتماعي، ليتحول دوره من التدريس إلى رجل أمن على نفسه من أي اعتداء محتمل.
أخيراً: وراء كل دولة قوية تعليم قوي.