أصبحت المواجهات في مدينة القدس عادية، كل ليلة، منذ إحراق المستوطنين للطفل محمد أبو خضير، وهو على قيد الحياة، مطلع يوليو/تموز الماضي. واندلعت مساء الاثنين - الثلاثاء، مواجهات عنيفة بين الشبان المقدسيين في منطقة عقبة السرايا في البلدة القديمة للقدس المحتلة، والمستوطنين بعد اعتراضهم طريق سيدة مقدسية ومحاولتهم الاعتداء عليها.
وحضرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال خلال المواجهات، وقامت بمطاردة الشبان الذين ضربوا المستوطنين قبل تنفيذ الاعتداء على السيدة، فيما أقامت الشرطة حواجز تفتيش داخل أسوار البلدة القديمة بحثاً عن الشبان.
وفي سياق آخر، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان المقدسيين وقوات الاحتلال في حي الثوري، وبلدة سلوان جنوب البلدة القديمة، وأطلق خلالها الشبان الألعاب النارية على جنود الاحتلال الذين أطلقوا قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة نحو الشبان مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحالات اختناق.
وحطم شبان غاضبون في حي بطن الهوى في بلدة سلوان، كاميرات المراقبة في بؤرة بيت العسل الاستيطانية وسط الحي، بعد أن تمكنوا من اعتلاء منصة المراقبة المقامة هناك.
فيما أصيب عدد من الشبان خلال تجدد المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدتي أبوديس والعيزرية (جنوب شرق القدس)، استخدم فيها جيش الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط مما أدى إلى عدد من الإصابات التي عولجت ميدانياً.
في إطار آخر، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثمان الشهيد محمد الجعابيص، منفذ عملية الجرافة في الشيخ جراح عصر أمس الاثنين، فيما تواصل احتجاز والد الشهيد وأشقائه الأربعة في معتقل العيسوية في القدس المحتلة، بعد أن اعتقلتهم من منزلهم في حي جبل المكبر.
في غضون ذلك، استمرت المواجهات العنيفة بين الشبان في حي جبل المكبر الذي ينحدر منه الشهيد الجعابيص، وقوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة، وأطلقت القنابل الصوتية والغازية باتجاه الشبان الغاضبين، الذين رشقوا سيارات المستوطنين بالحجارة، وقاموا بإلقاء الزجاجات الحارقة على مستوطنة أرمون هنتسيف، المقامة على أراضي الحي.
وحول موضوع عملية الجرافة، قال شاهد عيان على الحادثة، برهان كاشور، لـ"العربي الجديد"، إن العملية وقعت بعد قيام مجموعة من المتطرفين اليهود بمهاجمة السائق وهو يقود جرافته، وألقوا عليه مواد لم تعرف طبيعتها، مما دفعه إلى الدفاع عن نفسه وضربهم بكف الجرافة، قبل أن يستدير ويصطدم بالحافلة.
وأضاف أنه بعد ذلك قام أحد جنود الاحتلال بإطلاق النار عليه فتوجه الشهيد، إليه بذراع الجرافة لإبعاده، لكن الجندي واصل إطلاق النار مما دفع الشاب إلى ضرب الحافلة وقلبها قبل أن يتمكن جنود وشرطة الاحتلال من قتله بعد إطلاق الرصاص عليه بشكل كثيف.
من جهة أخرى، أصيب الشاب إيهاب البرغوثي، من بلدة بيت ريما، بالرصاص الحي في قدمه، خلال المواجهات التي اندلعت في قرية النبي صالح غرب مدينة رام الله، وأطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط بشكل عشوائي مما أدى إلى إصابة الشاب.