ناشد مكتب الصحة العامة والسكان في محافظة تعز، وسط اليمن، السلطات المحلية والحكومة الشرعية إيقاف المواجهات المسلحة التي تدور حالياً في بعض أحياء المدينة، والتي تسببت بإغلاق مستشفى مخصص لعلاج الأطفال.
وقال مدير مكتب الصحة العامة والسكان في تعز، الدكتور عبدالرحيم السامعي، لـ"العربي الجديد"، إن "الاشتباكات التي تشهدها المنطقة الشرقية من المدينة تسببت في إغلاق المستشفى السويدي للطفولة. وتم نقل المرضى والمرافقين إلى الدور الأرضي للمستشفى حفاظاً على سلامتهم، ولا يزالون محاصرين".
وأوضح السامعي أن "الوضع الإنساني للأطفال الخدج في خطر، وبعضهم معرض للوفاة إذا تم إخراجهم من الحاضنات في حال استمرت المواجهات أو تم إخلاء المستشفى". داعياً إلى إيقاف الاشتباكات والبحث عن حل جذري للتدهور الأمني في المحافظة.
وبيّن أن "الاشتباكات أحد تداعيات حادث مقتل مسؤول الحماية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في اليمن برصاص مسلحين مجهولين السبت الماضي، غرب تعز. اغتيال الموظف الدولي انعكس سلباً على الوضع الصحي والاجتماعي، وزاد من مخاوف المنظمات الدولية التي تقدم المساعدات الإغاثية للمدينة التي تشهد حصاراً من قبل مليشيا الحوثي منذ ثلاثة أعوام".
وأكَّد مدير إدارة الخدمات والصيانة بالمستشفى، خالد الوهبي، أن الموظفين والمرضى المتواجدين في المستشفى لم يتعرضوا لأي إصابات ناتجة عن الاشتباكات المسلحة. مشيراً إلى أن "حالة من الرعب والخوف أصابت العاملين ومرافقي المرضى نتيجة الاشتباكات التي تدور بين قوات الأمن وعناصر مسلحة في المنطقة المجاورة. إدارة المستشفى قامت بإجلاء المرضى من قسمي الرقود والتغذية إلى الدور الأرضي حفاظاً على سلامتهم بعدما أصابت طلقات نارية بعض النوافذ".
وأضاف لـ "العربي الجديد"، أن المرضى لا يستطيعون الوصول إلى المستشفى الذي يقع بين المتحاربين، كما أن كثيراً من المرضى لم يستطيعوا الخروج، موضحاً أنه "لا يزال في المستشفى 22 طفلاً، بينهم تسعة أطفال خدج".
وفي السياق، ناشدت الناشطة المجتمعية أسمهان علي، أطراف النزاع بالعمل على إجلاء المرضى العالقين في مستشفى السويدي إلى أقرب مستشفى، مشيرة إلى أن المرضى في وضع مزرٍ في مكان واحد في الدور السفلي من المستشفى.
وكان الطاقم الصحي والإداري للمستشفى اليمني السويدي في تعز، قد حمّل رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة ومحافظ تعز، مسؤولية توقف العمل في المستشفى. وطالب الطاقم الطبي في بيان وصل "العربي الجديد"، مساء الاثنين، الجهات المذكورة بالنأي بالمستشفى عن المماحكات السياسية والأمنية في المحافظة.
وتشهد تعز مواجهات مسلحة منذ صباح الاثنين، بين وحدات أمنية تابعة لأمن المحافظة وتشكيلات عسكرية رفضت إخلاء مواقعها. ويعتبر المستشفى اليمني السويدي هو المستشفى التخصصي والتعليمي الوحيد في المحافظة الذي يقدم خدمات العناية بالطفل والأم.