عقب قرار إزالة الحواجز الأمنية والإسمنتية التي تقطع أوصال الأحياء في المدن التي يسيطر عليها النظام السوري، وتطبيقها على الفور في كل من طرطوس واللاذقية وحماة، وبضعة أحياء في دمشق، ترفض القيادات الأمنية في حمص تطبيق القرار، بحجّة الأوضاع الأمنية غير المستقرة.
وفي السياق، قال الناشط الميداني في حمص، سامي العمري، لـ"العربي الجديد"، إن رفض قرار وزارة الداخلية بإزالة الحواجز في حمص لم يكن بسبب عدم الاستقرار الأمني، بل بسبب رفض الموالين للنظام والمتحكمين بمدينة حمص وأمورها، من أهالي أحياء الزهراء والأرمن ووادي الذهب، وتهديدهم للقيادات الأمنية بسحب أبنائهم ومقاتليهم من جبهات القتال ومن جيش النظام على الفور إذ ما تمت إزالة حاجز واحد من حواجزهم داخل المدينة.
ويأتي ذلك بسبب خوف الموالين للنظام من أهالي الأحياء الأخرى التي ثارت سابقاً ضد النظام السوري، ردا على الأفعال التي قاموا بها تجاه تلك الأحياء المعارضة وأهلها حين نزوحهم خارجها بعدما دمرها النظام.
وفي السياق ذاته، أوضح أبو محمد، وهو رجل أربعيني من سكان حي الملعب البلدي في حمص، أن موالين للنظام من أحياء الزهراء ووادي الذهب طالبوا ببقاء حواجزهم وتحت إشرافهم وإدارة عناصرهم من أبناء الأحياء ذاتها حصراً، وذلك لتفتيش المارّة والسيارات الداخلة والخارجة من الحي، لتجنب أي اختراق أمني، حسب تعبيرهم، وبالفعل قام النظام بمنحهم موافقات أمنية بإقامة حواجز جديدة تغطي أطراف الطرقات المؤدية من وإلى تلك الأحياء، كما يستعملون أجهزة كشف المتفجرات خلال تفتيش السيارات.
يشار إلى أن الضغط الذي مارسته وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري على قيادات حمص الأمنية أسفر عن إزالة عدد قليل جداً من الحواجز غير المهمة، والتي تتبع لفرعي أمن الدولة والأمن السياسي ولمليشيات الدفاع الوطني، في كل من حي الملعب وحي الحمراء وحاجز دوار النسر.
وذكر الشاب سامح، وهو من أهالي مدينة حمص، أنهم ما زالو يعانون، وبشكل كبير، من الحواجز المنتشرة في شوارع وأحياء المدينة، ومن التعامل الفظ من قبل العناصر الأمنية، ومن الدوريات التي تقف عند أطراف الطرقات لطلب البطاقات الشخصية وتفتيش المارّة، علاوةً على الحواجز التي تغلق بداية ونهاية كل طريق.
وأوضح سامح: "هذه الحواجز والإجراءات جعلت من مدينة حمص مدينة أمنية بامتياز، فعند احتياجك لكلغ واحد من الخضار أنت مطالب بالمرور على حاجزين على أقل تقدير، ووقوفك لمدة خمس دقائق عند كل حاجز، فيما إذا كان مزاج عنصر النظام بحالة جيدة، أما إن لم يكن بحالة جيدة فقد تضطر للوقوف لمدة ربع ساعة أو أكثر لمرورك من خلاله".
وقال إن "النظام ما زال ينظر لحمص نظرة حقد طائفية، ولم يعاملها كما عامل باقي المدن الأخرى إثر إزالة حواجزه منها"، مشيرا إلى أن "أهالي الأحياء الموالية يخافون من أهالي الأحياء الأخرى، والعكس صحيح، فالأمان شبه معدوم، نتيجة للحقد الطائفي الذي زرعه النظام بيديه بين أهالي تلك الأحياء، بيد أن إزالة الحواجز في المدينة قد تعمل على إعادة الحياة نوعاً ما إليها، وإزالة بعض من الخلافات".
يذكر أن قوات النظام عملت على إزالة بعض حواجزها على أوتوستراد حمص طرطوس من أمام المراكز والحواجز العسكرية التابعة لقوات النظام، كذلك قامت منذ يومين بإزالة حاجز الشيخ غضبان المعروف بحاجز "الطلائع"، والذي كان من أكبر ثلاثة حواجز في سورية، حيث يتم تفتيش جميع الماريّن وحتى العسكريين والضباط الأمنيين، وذلك من أجل تسهيل الحركة السياحية باتجاه المناطق الموالية للنظام، كطرطوس واللاذقية ومصياف ومشتى الحلو، وغيرها، لامتصاص غضب المستثمرين السياحيين للومهم النظام بأنه سبب تراجع السياحة وإيقافها في مناطقهم جراء التشديد الأمني الكبير على الطرقات المؤدية إليها.