يعيش الأردن، منذ مساء السبت 1 أغسطس/آب، تحت تأثير موجة حارة غير مسبوقة، تجاوزت فيها درجات الحرارة الـ40 مئوية، حسب بيانات دائرة الأرصاد الجوية، ومن المتوقع أن يستمر الوضع على حاله ليومين قادمين.
ومنذ الإعلان عن دخول الموجة الحارة، سارع الأردنيون إلى مطالبة الحكومة بتعطيل الدوائر والمؤسسات الحكومية، وهي المطالبات التي لم تُلق لها الحكومة بالاً، مؤكدة أن اتخاذ قرار العطلة بسبب ارتفاع درجات الحرارة يكون في حال انطبقت المعايير العالمية التي تستوجب إعلانها، والمتمثلة ببلوغ درجة الحرارة 50 مئوية.
دائرة الأرصاد الجوية حثت، أمس الأحد، المواطنين على عدم التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة، فيما اتخذت الدوائر والمؤسسات التي يعمل موظفون فيها في الميدان إجراءات احترازية للتعامل مع الموجة الحارة، حيث قررت عدد من البلديات تقليص فترات عمل الموظفين في الميدان، كما قررت أمانة عمّان وقف العمل الميداني لموظفيها لمدة أربع ساعات، تجنباً لتعرضهم إلى مخاطر بسبب اشتداد موجة الحر.
وللتخفيف من أثر موجة الحر قامت "صهاريج" المياه التابعة لأمانة عمّان والبلديات برش المياه في المناطق الأكثر ارتفاعاً في درجات الحرارة، كما قامت مديرية الأمن العام بتوزيع المياه الباردة على السائقين.
وصاحب موجة الحر الأقسى التي تعيشها المملكة منذ سنوات، عواصف رملية تسببت في إغلاق بعض الطرق وتعطل المركبات، فيما أجبرت العواصف الرملية شركة الطيران الملكية الأردنية على تحويل مسار هبوط عدد من الرحلات التي كان مقرراً أن تهبط في مطار الملكة علياء في عمّان.
وسبق موجة الحر انتشار موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تندّر الناشطون الأردنيون على موجة الحر وقدرتهم وقدرة بلادهم على التعامل معها، وتساءل أحد الناشطين "مين سحب الأردن على خط الاستواء، رجاءً يرجّعها مكانها". فيما تهكم آخر "الجو خليجي والراتب أردني" في إشارة إلى ضعف القدرة المالية للمواطنين وعجزهم عن توفير وسائل تبريد. وعلق آخر "هي الدنيا شوب ولا الأردن راح النار". كما قام الناشطون بتصميم لوحات ساخرة تظهر مدى عجز المواطنين عن احتمال درجات الحرارة.