تقول أم رزق، حول رحلتها مع بيع الذرة المشوية في حديثها لـ"العربي الجديد"، إن "الموسم يبدأ من أواخر شهر إبريل/ نيسان وحتى أغسطس/ آب من كل عام، ويصل سعر الثمرة الواحدة من مكان زراعتها في بداية الموسم إلى حوالي جنيهين (الدولار يعادل 16.6 جنيهاً تقريباً)، تنخفض فيما بعد إلى جنيه ونصف".
وتضيف "إنني أحتاج عبوة فحم كل 3 أيام بنحو 120 جنيهًا، بالإضافة إلى مصاريف المواصلات، إذ نشتري الذرة الخضراء من زراعات تنتج الذرة مبكراً، وتبعد عن منطقتنا نحو 25 كم، لذلك لم تعد تجارة الذرة المشوي مربحة كما كانت في سنوات مضت".
وأكدت أن ما تحصل عليه "في اليوم بعد حساب التكاليف لا يتعدى 40 جنيهًا، وأحيانًا أضطر للبيع بالخسارة، عندما تكون الثمار غير جيدة وهذا أمر لا يتم اكتشافه إلا عند تقشير الثمرة أو ما يطلق عليه شعبياً (كوز الذرة)".
وتشكو الحاجة صباح من تراجع مبيعاتها مقارنة بسنوات مضت، إذ انخفضت مبيعاتها من 150 ثمرة "كوز" لـ حوالى 70، مرجعة الأسباب لارتفاع الأسعار (بعد الشواء) إلى ثلاثة جنيهات، في الوقت الذي يعاني فيه غالبية الناس من تدهور أحوالهم المعيشية، بالإضافة إلى كثرة المتجهين للعمل في نفس المجال.
وعن ظروف معيشتها تضيف لـ"العربي الجديد": "حاليًا ليس لنا أي دخل سوى بيع الذرة المشوية، بالإضافة لعمل نجلي الكبير في أحد المصانع بـ 50 جنيهًا في اليوم، ولي ابن آخر يدرس في المرحلة الإعدادية، وهناك بنتان متزوجتان، وزوجي توفي منذ شهرين وكان يتقاضى 400 جنيه (حوالى 24 دولارًا) معاشاً من الضمان الاجتماعي، وأحاول الآن استرداده، لكن الأمر متوقف على تصحيح خطأ في قسيمة الزواج".
وتشير إلى أن اللحمة لم تدخل بيتها منذ فترة وفي حال تيسر الأمور تشتري نصف كيلو فقط، بالإضافة إلى أنها قاطعت الفراخ البيضاء عقب رفع أسعارها.
وعن علاقتها بالجمعيات الخيرية الموجودة في محيط سكنها، تؤكد الحاجة صباح أنها تتعفف عن الذهاب والوقوف على أبوابها، لكن من يأتي إليها بالمساعدة لا ترده.
وأعلن "الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء" في مصر (رسمي) ارتفاع معدل الفقر في البلاد خلال العام المالي 2017-2018 إلى 32.5 في المائة، مقابل 27.8 في المائة خلال العام المالي 2015-2016، فضلاً عن ارتفاع نسبة المواطنين القابعين تحت خط الفقر إلى 6.2 في المائة مقابل 5.3 في المائة، بما يمثل أكثر من 6 ملايين مصري.
وحدد البحث قيمة خط الفقر للفرد في السنة عند 8,827 جنيها (533 دولاراً تقريباً) والفقر المدقع عند 5890 جنيهاً في السنة وبما يعادل أقل من دولار يومياً.
وقال البنك الدولي في تقرير له في مايو/ أيار الماضي إن "30% من المصريين تحت خط الفقر، وإن 60% إما فقراء أو عرضة للفقر كما أن عدم المساواة آخذ في الازدياد". ويحدد البنك الدولي 1.9 دولار في اليوم تعادل حداً للفقر المدقع عالمياً.