موضة جديدة بالمغرب: زعماء الأحزاب كتاب مقالات

11 ديسمبر 2016
لفت إلياس العماري الأنظار إليه بكتابته المقالات (Getty)
+ الخط -
يشهد الوسط السياسي بالمغرب في الفترة الأخيرة ظاهرة أو موضة جديدة لم يألفها من قبل، تتمثل في لجوء زعماء أحزاب معروفة إلى كتابة مقالات سياسية في منابر إعلامية ورقية وإلكترونية، حيث لم يعتادوا من قبل على كتابة مقالات للتواصل مع الرأي العام المغربي.


ولفت إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (المعارض)، الأنظار إليه عندما نشر مقالات متتالية يشرح فيها دعوته إلى ما سماها "مصالحة تاريخية" بين الأطياف والتيارات المختلفة بالبلاد، قبل أن يتم تأويل دعوته بأنها دعوة للتصالح مع حزب العدالة والتنمية.



وسرعان ما عاد العماري ليكتب مقالاً آخر أوضح فيه خلفيات كتابته لمقاله الأول، وبأنه يقصد بدعوته "مصالحة الشجعان" التي تتصالح فيها الهويات المختلفة، فضلاً عن تصالح المغرب مع تاريخه وماضيه، لتتوالى مقالات زعماء حزبيين آخرين ناقشوا فيها مستجدات الساحة السياسية.

ومن جديد مقالات زعماء الأحزاب بالمغرب ما كتبه مؤخرا الأمين العام للحركة الشعبية، محمد العنصر، بخصوص رؤيته للجمود الذي يعتري مسار تشكيل الحكومة الجديدة المرتقبة، حيث كتاب مقالاً في صحيفة ناطقة باللغة الفرنسية، حذر من خلاله من دخول المغرب مرحلة الأزمة السياسية.

وأورد العنصر في مقاله بأنه "كان من المفترض برئيس الحكومة المكلف، عبد الإله بنكيران، أن يشكل حكومته انطلاقاً من التحالف الحكومي السابق، لتأخذ حكومته شكل تعديل عوض تكوين حكومة جديدة بأحزاب جديدة"، في إشارة إلى أن تكون الحكومة من ذات أحزاب الحكومة الأولى.

ويعتبر الدكتور محمد نشطاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة مراكش، أن "هذه المقالات تترجم حدة التصريحات المتبادلة بين زعماء بعض الأحزاب حول المشاركة من عدمها في الحكومة المقبلة"، مبرزا أنها "مقالات تفسر إما موقفهم من المشاركة في الحكومة، أو رؤيتهم الخاصة للخروج من أزمة تشكيل الحكومي لتجاوز المأزق الذي تعيشه البلاد".

وأورد نشطاوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن "العماري يحاول من خلال مقالتيه حول المصالحة، وكذا مقاله حول إعمال الفكر والعقل في موضوع مجانية التعليم، أن يوجد لحزبه شرعية تاريخية وسياسية واجتماعية تبرر المقاعد المتحصل عليها، باعتباره أصبح رقماً مهما في المعادلة الانتخابية والسياسية بالمغرب".

وتابع المحلل ذاته بأن العنصر حاول من خلال مقالته الجديدة، "إلقاء اللوم على بنكيران في اختياراته للأحزاب التي سيتحالف معها مستقبلا، وبأنه هو السبب في الأزمة الحالية، لكونه اختار أحزاباً، وتحديدا حزب الاستقلال، من خارج الائتلاف الحكومي السابق للتحالف معه".

وذهب نشطاوي إلى أن "الزعيمين الحزبيين كانا يمنيان النفس بتحقيق نتائج مهمة في الانتخابات الأخيرة، الأول بدعم من السلطة والأعيان، والثاني بدعم من القرى والبوادي، لكن النتائج جاءت بما لا تشتهيه أنفسهما، لذلك فهما يحاولان إيصال رسائل معينة سواء لقواعدها الانتخابية والسياسية".

وتتمثل رسائل العنصر والعماري، بحسب المتحدث، في كونهما الأجدر بالثقة، وأن "لا ذنب لهما فيما يتعلق بالنتائج تفاديا لسحب البساط من تحت أرجلهما"، وأيضاً وجه الزعيمان رسائلهما إلى رئيس الحكومة المعين بأنهما "ليسا طرفا ولا محركا للأزمة الحالية، بل إن الخطأ يكمن في سياسة بنكيران التشاورية".

ولفت نشطاوي إلى أن زعماء هذه الأحزاب صبوا جام غضبهم على حزب الاستقلال، لأنه لم ينخرط معهم، إلى جانب حزبي "الأحرار" و"الدستوري" في لعبة تأويل ضيق للفصل 47 من الدستور في حالة عدم تمكن بنكيران من تشكيل الحكومة، ومن ثمة إفساح الطريق لحزب "الأصالة والمعاصرة" للحكم.

المساهمون