في أحد مخيّمات اللاجئين الروهينغا في بنغلادش، وعلى الرمال الساخنة، تلهو الفتاة الصغيرة التي لم تبلغ الثالثة من عمرها بعد. فتجلس في ما يشبه وعاءً بلاستيكياً، كان في يوم مطرة مياه. لم تعد ثمّة حاجة إلى تلك المطرة، فارتأى أحد ساكني المخيّم قطعها إلى نصفَين ليتسلى بها الأطفال الذين تركوا ألعابهم في بيوتهم عندما هُجِّروا منها.
في الوقت نفسه، وفي جنيف، كان المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كريستوف بوليرياك يحذّر من تلوّث مياه الشرب في الآبار داخل مخيّمات لاجئي الروهينغا في مدينة كوكس بازار البنغلادشية، بنسب عالية من بكتيريا قولونية. وأوضح بوليرياك أنّ "أحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ترجّح تلوّث نحو 62 في المائة من المياه المتاحة للأسر واللاجئين في كوكس بازار". أضاف: "نحن قلقون من تزايد حالات الإصابة بعدوى الإسهال المائي الحاد، التي تسببت في وفيات عدّة"، مشيراً إلى أنّ ثمّة تصاعداً في معدلات العدوى والإصابة بالأمراض المرتبطة بالمياه في المدينة.
وشرح بوليرياك أنّ "بعض آبار المياه التي حُفِرَت في كوكس بازار لم تكن بالعمق الكافي، فيما اختيرت مواقعها بطريقة سيّئة ولم يجرِ تأمينها بصورة كافية من التلوّث البكتيري". وإذ أكّد أنّ اليونيسف تكثّف جهودها لمعالجة المياه من التلوّث وتوفير أقراص لتنقيتها من أجل الأسر واللاجئين هناك، شدّد على أنّ توفير مياه شرب آمنة للاجئي الروهينغا يُعَدّ من أهم أولويات المنظمة الأممية.
(العربي الجديد)