في المشروع الغنائي للأختين ميشيل ونويل كسرواني، تتحرر اللغة من تجريديتها وغموضها لتصبح لصيقة أكثر بمسام الإنسان اللبناني وقضاياه ومطالبه، بحيث يطلق العنان أكثر للجسد ورغباته في التعبير عن همومه اليومية ومطالبه وحقوقه المشروعة البسيطة في الماء والخبز والكهرباء والتعلم وثروات البلد وغيرها، بأسلوب غنائي يجمع بين الفن والسخرية والنقد اللاذع، بما يجعل الأغنية الساخرة تعود إلى سطح المشهد الفني العربي على مدار تاريخها الجريح، وتشكل نبضا حيا للشوارع العربية ثقافيا واجتماعيا وسياسيا.
بمناسبة أغنية الأختين الجديدة التي أطلقت أمس، "العربي الجديد" التقت بـ ميشيل ونويل كسرواني.
- كيف جاءت وتشكلت فكرة المشروع الفني، الذي تبلور حول فيديو كليبات موسيقية، هي اليوم بمثابة نبض للشارع اللبناني؟
* ميشيل انتشرت أغنيتها "jagal usek" التي تتكلم بسخرية ونقد عن طريق تصرف شباب في جامعتنا ومجتمعنا. كانت آنذاك ميشيل بالجامعة وتتكلم عن طريقة تصرف مع أسلوب تعامل لشباب جيلنا وجامعاتنا حيال النساء. هذه الأغنية انتشرت دون أن تنتبه لها ميشيل، فأصيبت بالدهشة بعد سنتين من مكانة الأغنية التي تشاركتها مع أصدقاء لها، بحيث إن الجميع كان يغنيها في كل مكان، وبعدها قررت إنجاز فيديو مع الأصدقاء ووضعته على اليوتيوب، وبدأت التلفزيونات تتصل بها لتجري معها مقابلات، التي طرحت من خلالها إعلامية سؤالاً عن مشاريعها الجديدة، فأجابتها بأنها ستشتغل على ألبوم وأنها برفقة نويل كانتا تكتبان منذ أيام المدرسة. والوالد لعب دورا كبيرا في التشجيع على ذلك، وأيضا الوالدة بحكم أنها كاتبة. فاتفقنا أن نقوم بتجميع كل ما كتبناه معا في ألبوم نصدره معا. ومنذ ذلك الحين ونحن نصدر أغاني سياسية واجتماعية تنتقد أوضاعنا في لبنان وتشجع على أن نكون مشاركين تجاه البلد لا أن نجلس نتفرج عليه، فنصبح بذلك ضحية له سياسيا.
- كيف يتم التعاون بينكما لحظة الكتابة، وخاصة أنكما تكتبان السيناريو؟ ثم لحظة التركيب والإنجاز؟
* ميشيل تعمل على سيناريو أفلام منفصلة تماما عني، أما أنا فأعمل على سيناريوهات قصيرة لحملات توعية عن حقوق الإنسان والسياسة، كوننا لدينا ماجستير بالإعلان من أجل الترويج لشعارات أو منتوج أو أي شيء. لكنني أنا نويل قررت أن أعمل فقط على ترويج لرسائل إنسانية أو سياسية. أما التعاون فيتم بطريقة عجيبة، فنحن نكتب الجمل والمقاطع معا ونتواصل بشكل دائم على الهاتف في حال كانت ميشيل مسافرة إلى باريس. كأننا نجلس معا ونفكر في الأمر. وبعدها نتفق على الأفكار التي سنركّز عليها، لكن قبل أن نشرع في الكتابة نعمل على بحث مفصل حتى نتأكد أن كل ما نقوله علمي وصحيح، وبعد ذلك نبدأ بالكتابة التي نجد أنفسنا من خلالها، نشتغل معا للمرة الثانية من خلال خريطة ومقاطع معينة وننسق ما توصلنا إليه معا في التفكير والبحث لنكتبه.
- إذا كانت للفيديو كليبات من أهمية فنية، فهي تكمن في قدرتها على النقد اللاذع للمؤسسات اللبنانية سياسيا واجتماعيا، لكن كيف يمكن التمييز في هذا الصدد بين أعمالكما الفنية وفن الراب، الذي انتشر بوتيرة سريعة بالعالم العربي، علما أن الأبعاد الجمالية التي تؤسس عليها أعمالكما هي السخرية؟
* حقيقة لا أستطيع أن أعرف بدقة لماذا تختلف أغانينا عن فن الراب، ولكن طريقة الإلقاء ليست راب، فهي أقل سرعة من الراب، كما أن السخرية نفسها إن استعملناها في الراب أو المسرح أو الرسم فهي طريقة للتعبير تستعمل في كل الفنون، لهذا نرى أن السخرية هي طريقة فعالة لنشر رسائل سياسية، لأن المقالات والأخبار لا تكون قريبة من قلوب الناس ومسلية لهم للتداول في ما بينهم بسرعة وسخرية. أما سخريتنا فتجمع بين النقد والتسلية التي تسمح للرسالة أن تنتشر بسرعة أكبر وبفعالية، لأن الناس يفهمون الرسالة إذا كانت مضحكة ومسلية، من هنا فإن السخرية أيضا طريقة للتعبير عن الغضب.
- هل كان بإمكان مشاريعكما الفنية أن تتحقق وأن تجد لها جمهورا واسعا دون التقنية، سواء عن طريق المؤثرات الصوتية وجماليات الصورة أم عن طريق السوشيال ميديا للتعريف بمنتوجكما الفني؟
* لا أستطيع أن أجزم لأننا لا نستطيع الرجوع بالوقت إلى الوراء لنعرف، ولكن نحن معا لدينا حب كبير لأعمال فنية عديدة، منها كتابة رسوم الأفلام المتحركة والتعبير من خلال أفلام ووثائقيات وأيضا كتب رسوم قصص مصورة، ولكن من الطبيعي أن السوشيال ميديا ساعدت الكثيرين للتعبير عن أنفسهم، ونحن منهم، كما ساعدتهم للتواصل مع الآخرين وفهمهم عبر متابعتنا لهذه الميديا وطريقة الحوار بها والآراء المختلفة والمتباينة، لذلك فنحن نستفيد منها بقدر ما نستفيد من نشر أغانينا عليها.
اقــرأ أيضاً
- مثل هذه المشاريع الفنية الساخرة ذات البعد السياسي بالعالم العربي عادة ما تتم محاربتها من السلطة ومؤسساتها. هل واجهتما من هذا الجانب أي تضييق أو حساسية من جهة ما؟
* لم نشهد حقيقة أي تضييق سياسي على أغانينا، مع العلم أن هذا الشيء يحدث في لبنان أخيرا، وأتمنى أن تبقى حرية التعبير في بلدنا قائمةً. لكن بات لبنان يشهد بعض التضييق أخيرا حول الآراء السياسية التي يكتبها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويذهب المتظاهرون إلى المخفر ويحتجون أمامه لإخراج هؤلاء الناس.
- كيف جاءت وتشكلت فكرة المشروع الفني، الذي تبلور حول فيديو كليبات موسيقية، هي اليوم بمثابة نبض للشارع اللبناني؟
* ميشيل انتشرت أغنيتها "jagal usek" التي تتكلم بسخرية ونقد عن طريق تصرف شباب في جامعتنا ومجتمعنا. كانت آنذاك ميشيل بالجامعة وتتكلم عن طريقة تصرف مع أسلوب تعامل لشباب جيلنا وجامعاتنا حيال النساء. هذه الأغنية انتشرت دون أن تنتبه لها ميشيل، فأصيبت بالدهشة بعد سنتين من مكانة الأغنية التي تشاركتها مع أصدقاء لها، بحيث إن الجميع كان يغنيها في كل مكان، وبعدها قررت إنجاز فيديو مع الأصدقاء ووضعته على اليوتيوب، وبدأت التلفزيونات تتصل بها لتجري معها مقابلات، التي طرحت من خلالها إعلامية سؤالاً عن مشاريعها الجديدة، فأجابتها بأنها ستشتغل على ألبوم وأنها برفقة نويل كانتا تكتبان منذ أيام المدرسة. والوالد لعب دورا كبيرا في التشجيع على ذلك، وأيضا الوالدة بحكم أنها كاتبة. فاتفقنا أن نقوم بتجميع كل ما كتبناه معا في ألبوم نصدره معا. ومنذ ذلك الحين ونحن نصدر أغاني سياسية واجتماعية تنتقد أوضاعنا في لبنان وتشجع على أن نكون مشاركين تجاه البلد لا أن نجلس نتفرج عليه، فنصبح بذلك ضحية له سياسيا.
- كيف يتم التعاون بينكما لحظة الكتابة، وخاصة أنكما تكتبان السيناريو؟ ثم لحظة التركيب والإنجاز؟
* ميشيل تعمل على سيناريو أفلام منفصلة تماما عني، أما أنا فأعمل على سيناريوهات قصيرة لحملات توعية عن حقوق الإنسان والسياسة، كوننا لدينا ماجستير بالإعلان من أجل الترويج لشعارات أو منتوج أو أي شيء. لكنني أنا نويل قررت أن أعمل فقط على ترويج لرسائل إنسانية أو سياسية. أما التعاون فيتم بطريقة عجيبة، فنحن نكتب الجمل والمقاطع معا ونتواصل بشكل دائم على الهاتف في حال كانت ميشيل مسافرة إلى باريس. كأننا نجلس معا ونفكر في الأمر. وبعدها نتفق على الأفكار التي سنركّز عليها، لكن قبل أن نشرع في الكتابة نعمل على بحث مفصل حتى نتأكد أن كل ما نقوله علمي وصحيح، وبعد ذلك نبدأ بالكتابة التي نجد أنفسنا من خلالها، نشتغل معا للمرة الثانية من خلال خريطة ومقاطع معينة وننسق ما توصلنا إليه معا في التفكير والبحث لنكتبه.
- إذا كانت للفيديو كليبات من أهمية فنية، فهي تكمن في قدرتها على النقد اللاذع للمؤسسات اللبنانية سياسيا واجتماعيا، لكن كيف يمكن التمييز في هذا الصدد بين أعمالكما الفنية وفن الراب، الذي انتشر بوتيرة سريعة بالعالم العربي، علما أن الأبعاد الجمالية التي تؤسس عليها أعمالكما هي السخرية؟
* حقيقة لا أستطيع أن أعرف بدقة لماذا تختلف أغانينا عن فن الراب، ولكن طريقة الإلقاء ليست راب، فهي أقل سرعة من الراب، كما أن السخرية نفسها إن استعملناها في الراب أو المسرح أو الرسم فهي طريقة للتعبير تستعمل في كل الفنون، لهذا نرى أن السخرية هي طريقة فعالة لنشر رسائل سياسية، لأن المقالات والأخبار لا تكون قريبة من قلوب الناس ومسلية لهم للتداول في ما بينهم بسرعة وسخرية. أما سخريتنا فتجمع بين النقد والتسلية التي تسمح للرسالة أن تنتشر بسرعة أكبر وبفعالية، لأن الناس يفهمون الرسالة إذا كانت مضحكة ومسلية، من هنا فإن السخرية أيضا طريقة للتعبير عن الغضب.
- هل كان بإمكان مشاريعكما الفنية أن تتحقق وأن تجد لها جمهورا واسعا دون التقنية، سواء عن طريق المؤثرات الصوتية وجماليات الصورة أم عن طريق السوشيال ميديا للتعريف بمنتوجكما الفني؟
* لا أستطيع أن أجزم لأننا لا نستطيع الرجوع بالوقت إلى الوراء لنعرف، ولكن نحن معا لدينا حب كبير لأعمال فنية عديدة، منها كتابة رسوم الأفلام المتحركة والتعبير من خلال أفلام ووثائقيات وأيضا كتب رسوم قصص مصورة، ولكن من الطبيعي أن السوشيال ميديا ساعدت الكثيرين للتعبير عن أنفسهم، ونحن منهم، كما ساعدتهم للتواصل مع الآخرين وفهمهم عبر متابعتنا لهذه الميديا وطريقة الحوار بها والآراء المختلفة والمتباينة، لذلك فنحن نستفيد منها بقدر ما نستفيد من نشر أغانينا عليها.
* لم نشهد حقيقة أي تضييق سياسي على أغانينا، مع العلم أن هذا الشيء يحدث في لبنان أخيرا، وأتمنى أن تبقى حرية التعبير في بلدنا قائمةً. لكن بات لبنان يشهد بعض التضييق أخيرا حول الآراء السياسية التي يكتبها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويذهب المتظاهرون إلى المخفر ويحتجون أمامه لإخراج هؤلاء الناس.