جهة رسمية تمنع عرض فيلم قصير، شفهيّاً. لا بيان يوضح، ولا تصريح يُبرِّر. أساساً، المنع غير مقبول، فنتاج الفرد حقٌّ له، وللمتلقّي حقّ الاطّلاع والمناقشة. هذا بديهيّ. تكراره مملّ. لكنّ تصرّفات جهات رسمية عربيّة تحرّض على التكرار.
يحدث هذا في فلسطين المحتلّة في زمن "كورونا". أوبئة تهزّ العالم، دافعةً إياه إلى تأمّل عميق بكيفية تبديل أنماط العيش والتفكير لاحقاً؛ واحتلال إسرائيلي يتفوّق على نفسه، أحياناً كثيرة، في ابتكار أسوأ أنواع العنف والبطش؛ وسلطة تنقسم على نفسها في نزاعات لا علاقة لها بالناس وحقوقهم وحاجاتهم. هذا كلّه غير كافٍ لمسؤولين فلسطينيين للبدء بتغييرٍ حقيقيّ، يُفترض به أنْ يكون عنوان المرحلة الراهنة، وخطّة مرحلة لاحقة على "كورونا". هؤلاء يُفضّلون الأسهل، لأنّه الأنجع في تسلّط واستمرارية.
فيلمٌ قصير مدّته 5 دقائق وبضع ثوانٍ لا أكثر، تُنجزه الفلسطينية آن ـ ماري جاسر بعنوان a Live، ضمن مشروع "فيلم لاب فلسطين" لتصوير لحظات يومية لمخرجات ومخرجين فلسطينيين، مُقيمين في فلسطين المحتلّة أو خارجها، مرتبطة بـ"كورونا"، وبالعزلة المنزلية المنبثقة من تفشّيه. تختار جاسر لقطات لكتّاب وفنانين فلسطينيين، أثناء مواجهتهم كاميرات هواتفهم الخلوية أو أجهزة الكمبيوتر الخاصّة بهم. يرغبون، كما يبدو، في شُكْر وزارة الثقافة الفلسطينية على تكريمٍ تريده لهم في هذا الزمن وتلك العزلة. لا شيء يحدث، باستثناء ارتباكٍ ناتجٍ من أمور تقنية تحول دون توجيه الرسالة. صمتٌ وضحك. هناك من يظنّ أنّ الكاميرا تُسجِّل وتُصوّر، لكن عكس ذلك يحدث، أو بالأحرى "عكس ذلك لا يحدث".
الفيلم مُتواضع وبسيط وعاديّ. مقاربة بصرية تعكس ارتباكات عزلة وصعوبة تقنيات في تفعيل تواصل مطلوب. يظهر الكتّاب والفنانون بعفوية أو بقلق، وبعدم معرفة تقنية. هذا طبيعي. لكنّ جهة رسمية فلسطينية في رام الله ترتئي أنّ هذا غير طبيعي وغير مقبول وغير مؤهّل للعرض، فالفيلم ـ برأيها "النقديّ" اللمّاح ـ يُسيء إلى الكتّاب والفنانين، بينما تتغاضى تلك الجهة عن أنّ المنع بحدّ ذاته إساءة إلى الثقافة والفن، وإلى صانعي الثقافة والفنّ.
فيلمٌ قصير مدّته 5 دقائق وبضع ثوانٍ لا أكثر، تُنجزه الفلسطينية آن ـ ماري جاسر بعنوان a Live، ضمن مشروع "فيلم لاب فلسطين" لتصوير لحظات يومية لمخرجات ومخرجين فلسطينيين، مُقيمين في فلسطين المحتلّة أو خارجها، مرتبطة بـ"كورونا"، وبالعزلة المنزلية المنبثقة من تفشّيه. تختار جاسر لقطات لكتّاب وفنانين فلسطينيين، أثناء مواجهتهم كاميرات هواتفهم الخلوية أو أجهزة الكمبيوتر الخاصّة بهم. يرغبون، كما يبدو، في شُكْر وزارة الثقافة الفلسطينية على تكريمٍ تريده لهم في هذا الزمن وتلك العزلة. لا شيء يحدث، باستثناء ارتباكٍ ناتجٍ من أمور تقنية تحول دون توجيه الرسالة. صمتٌ وضحك. هناك من يظنّ أنّ الكاميرا تُسجِّل وتُصوّر، لكن عكس ذلك يحدث، أو بالأحرى "عكس ذلك لا يحدث".
الفيلم مُتواضع وبسيط وعاديّ. مقاربة بصرية تعكس ارتباكات عزلة وصعوبة تقنيات في تفعيل تواصل مطلوب. يظهر الكتّاب والفنانون بعفوية أو بقلق، وبعدم معرفة تقنية. هذا طبيعي. لكنّ جهة رسمية فلسطينية في رام الله ترتئي أنّ هذا غير طبيعي وغير مقبول وغير مؤهّل للعرض، فالفيلم ـ برأيها "النقديّ" اللمّاح ـ يُسيء إلى الكتّاب والفنانين، بينما تتغاضى تلك الجهة عن أنّ المنع بحدّ ذاته إساءة إلى الثقافة والفن، وإلى صانعي الثقافة والفنّ.