وسط المعارك وبين ألغام زرعها تنظيم "داعش" وقناصة نشرهم أعلى الأبنية، ينزح سكان من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، شمالي العراق، هرباً من القتال ونقص مقومات الحياة، وأملاً في إيجاد مناطق آمنة نسبياً تخفّف من معاناتهم.
وبعد السير مسافات طويلة محفوفة بمخاطر لا حصر لها، يكتشف النازح من الموصل في مخيمات النزوح مظاهر لمعاناة من نوع آخر، أبرزها البرد القارس الذي لا يجد ما يحميه منه.
ينزح أهل الموصل إلى مخيمات أقامتها منظمة الأمم المتحدة خارج المدينة، مثل ديبكة في قضاء مخمور، وزيليكان قرب بعشيقة، وحسن شام في ناحية الخازر، والعلم في تلّ السيباط قرب تكريت. بالإضافة إلى مخيمات أنشأتها الحكومة العراقية قرب الموصل، منها: منطقة الخازر، والشيخان، والجدعة، وجمجمال بين مدينتي كركوك والسليمانية، ومخيم في كركوك نفسها.
الأوضاع المعيشية الصعبة تلاحق النازحين، ومعها برد قارس يبدو أنّ القائمين على المخيمات لم يستعدوا جيداً لحماية النازحين منه.
المرأة في الصورة مثلاً، لن تتمكن من حماية طفلتيها من البرد بأكثر من هذه الأغطية. يأتي ذلك خصوصاً مع تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية العراقية من طقس غائم وممطر، خلال الأيام القليلة المقبلة، في الأجزاء الشمالية من البلاد. وهو ما ينذر بدوره بتعرض النازحين إلى مزيد من الأمراض.
الحال سيئة على النازحين من بيوتهم وأرزاقهم في العراق، وتجتمع الظروف كلّها ضدهم، أكانت بشرية أو طبيعية.