أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقية، اليوم الاثنين، أن عدد النازحين الفارّين من المعارك والقادمين من داخل الفلوجة وضواحيها تجاوز الـ20 ألفاً منذ الأسبوع الماضي، غالبيتهم من النساء والأطفال. في حين أكدت لجنة المهجّرين البرلمانية عدم وجود أموال مخصصة لدعم النازحين الذين قالوا إنّ الحكومة كذبت عليهم مرتين بشأن الممرات الآمنة، وعندما تحدثت عن مخيمات محترمة وإنسانية.
وأوضحت جمعية الهلال الأحمر في بيان، أن "موجات النزوح تصاعدت من الفلوجة على وقع المعارك الضارية التي تدور رحاها في المدينة، وأنّ عدد النازحين من أطرافها وداخلها وصل إلى أكثر من 20 ألف نازح، استطاعوا الوصول إلى منطقة آمنة"، كاشفة عن تزايد "حجم المعاناة الإنسانية داخل الفلوجة، التي تشهد اضطرابات منذ فترة طويلة".
ولفت البيان إلى أن "تزايد أعداد النازحين أدى إلى تفاقم التحديات الإنسانية المتعلقة بالإغاثة والإيواء والغذاء والخدمات الإنسانية الأخرى".
يأتي ذلك عقب إعلان وزير الهجرة، جاسم محمد، عن ارتفاع عدد النازحين في عموم العراق إلى زهاء أربعة ملايين نازح منتشرين في محافظات مختلفة من البلاد.
وفي سياق موازٍ، دعا رئيس لجنة الهجرة والمهجرين النيابية، رعد الدهلكي، الحكومة والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى تشكيل وفود لجلب الأموال اللازمة من الدول المانحة لإغاثة النازحين العراقيين.
وقال الدهلكي في بيان، "لم يعد بإمكاننا مساعدة وإغاثة العوائل النازحة لنفاد الأموال المخصصة لهم، بعد تزايد أعدادهم في الآونة الأخيرة، بسبب العمليات العسكرية التي تشهدها مناطقهم من جهة، وكذلك لعدم عودة الكثير من العوائل إلى مناطقهم المحررة من ناحية أخرى".
وأضاف: "النازحون يتعرضون لكارثة إنسانية لفقدانهم أبسط مقومات الحياة، وما زاد الطين بلة إعلان منسقة الأمم المتحدة للإغاثة عدم امتلاكها حالياً الأموال الكافية لإغاثة النازحين، لغياب المنح اللازمة".
من جهتهم، اتهم نازحون من الفلوجة الحكومة بالكذب عليهم وتقديم وعود منافية للواقع، على غرار تلك التي أطلقها رئيس الوزراء قبل بدء المعارك.
وقال النازح محمد عبيد (65 عاماً) لـ"العربي الجديد": "غادرنا المدينة وتوجهنا إلى ما قالت عنها الحكومة إنها ممرات آمنة، فلم نجد إلا مجرمي الحشد الشعبي، والذين قتلوا وسرقوا الآخرين وانهالوا بالضرب على الجميع، وعندما وصلنا المخيمات لم نجد سوى خيام بدون فُرُش أو أغطية، ومن دون أي طعام أو شراب".
فيما قالت هالة أحمد (32 عاما)، في تصريح للموقع "هذا المخيم لا يصلح حتى للحيوانات، ويفتقر لأبسط شروط العيش، كان أهون أن نبقى في منازلنا لنموت بكرامة من أن نقف بالدور على الحمام مع عشرات النساء"، متهمة الحكومة العراقية بأنها "كاذبة وطائفية".