ويقع مخيم الساروت على بعد كيلومتر غربي مدينة سرمدا في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، على الطريق الواصل بين المدينة وبلدة كفردريان، ويعاني النازحون فيه من ظروف صعبة، فالأوحال الطينية تحاصرهم، ومياه الأمطار التي تغرق خيامهم جعلت من المخيم مكاناً يصعب العيش فيه.
وقال الناشط الإعلامي خضر العبيد لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "نحو أربعين بالمائة من الخيام غرقت بمياه الأمطار قبل يومين، خاصة تلك التي تقع في مجرى طبيعي للمياه، كذلك فإنّ أرض المخيم الترابية تحولت إلى أوحال طينية تعرقل دخول السيارات، وحتى حركة النازحين".
وأضاف أنّ "المخيم أُنشئ على أرض زراعية قبل نحو ستة أشهر، ويضم 117 عائلة تعيش أوضاعاً صعبة، إذ تتجمع فيه مياه الأمطار التي تهطل على المرتفعات القريبة من مدينة سرمدا، والخيم التي لم تغرق بمياه الأمطار حوصرت بالطين، واليوم خفّت مياه الأمطار داخل المخيم، لكن الوضع يرثى له".
ووصف مدير مخيم الساروت هجيج الجاسم لـ"العربي الجديد" الوضع داخل المخيم بـ"المأساوي"، مشيراً إلى أنّ "الطين والمياه يحاصران النازحين فيه، وهم غير قادرين على التحرك، وأغلبهم ليست لديهم وسائل تدفئة، فيما الطريق الرئيسي للمخيم مقطوع منذ نحو شهر"، لافتاً إلى أنّه "في حال وجود حالة مرضية، يضطر النازحون إلى حمل المريض إلى الطريق الرئيسي لنقله، والجرارات الزراعية بالكاد يمكنها الوصول إلى المخيم لتزويد النازحين بمياه الشرب والغسيل".
وعمل بعض النازحين على تحصين خيامهم بالتراب، بوضعه على محيط قماش الخيمة الملاصق للأرض من الخارج ورصّه لمنع تسرب المياه إلى داخل الخيام.
بدوره، قال النازح من مدينة كفرنبل، والمقيم في المخيم خالد أبو أحمد (43 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المساعدات التي تقدم للنازحين في هذا المخيم شحيحة، واليوم الوضع مأساوي"، مناشداً الجهات الإنسانية "أن تُفرَش طريق المخيم الأساسي بالحصى لنتمكن من التنقل دون أن نغرق بالطين. الأطفال لا يمكن حبسهم داخل الخيمة، ونحن أيضاً نحتاج للخروج دون أن نعود وملابسنا متسخة بالطين، وليس لدينا ما يكفي من الملابس لتخطي هذه الأزمة، في ظل قساوة البرد".
وأضاف أبو أحمد: "يومياتنا تمثل معاناة بحد ذاتها، إذا أردنا إحضار الطعام أو شراء الخبز أو نقل مريض إلى خارج المخيم، كل شيء صعب... أنا وغيري من النازحين هنا ليست لدينا أغطية تكفينا وتكفي أطفالنا، ونحن نناشد المنظمات الإنسانية أن تبادر إلى مساعدتنا".
ونال المخيم اسمه من حارس المرمى السوري عبد الباسط الساروت، الذي قضى في يونيو/ حزيران 2019، متأثراً بجراحه بعد إصابته على جبهات ريف حماة، إذ خطّ أهالي المخيم في فصل الصيف لافتة للدلالة على اسم المخيم كتب عليها "مخيم الساروت".