شارك العشرات في مؤتمر "المقاطعة وفلسطينيّو الـ48 ما بين الأصداء الدوليّة والسياقات المحليّة"، بتنظيم من لجنة المقاطعة 48 ومجموعة "متحركين" وحراك حيفا وناشطين مستقلين في مدينة الناصرة، ويهدف المؤتمر الى التباحث بالخطوات المستقبلية، وتشكيل حراك ليطلق حملات مقاطعة من الداخل الفلسطيني.
وتناول المؤتمر ثلاثة محاور مركزية لتجارب من المقاطعة ومناهضة التطبيع في أراضي الـ48، وهي التواصل الثقافي ومناهضة التطبيع في سياق الداخل الفلسطيني وحركة المقاطعة "BDS" من المحلي إلى العالمي التأثير والآفاق.
وافتتحت المؤتمر نجوان بيرقدار، من لجنة المبادرة لمؤتمر المقاطعة، واعتبرت أنه مع دخول حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS) عقدها الثاني، باتت تشكل تحديا أخلاقيا سياسيا وإعلاميا جديا أمام النظام العنصري الإسرائيلي، يعرفه أقطاب النظام أنفسهم كـ"تهديد استراتيجي"، يقضّ مضاجع ساسة الحركة الصهيونية ونخبها الاقتصادية والثقافية والأكاديمية.
وأضافت "لقد تجاوزت حركة المقاطعة مرحلة الحالة الاحتجاجية، المقصورة على الحركات الراديكالية في العالم الغربي، بل راكمت إنجازات وتجارب كمية، أهلتها لأن تكون أداة مقاومة نوعية، تصيب الحركة الصهيونية في مقاتل عدّة، وتتضافر مع غيرها من أشكال المقاومة المشروعة للنظام العنصري وسياساته الاستعمارية، تجاه الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967، وعام 1948 وفي مواقع اللجوء والشتات".
اقرأ أيضاً: صحافيون عرب في ضيافة الإسرائيليين الأكثر عنصرية
بدوره، تحدث عمر البرغوثي عن حركة المقاطعة BDS والتطوّرات الأخيرة والآفاق المستقبليّة فأوضح أن حركة المقاطعة تأسست سنة 2005، ولم تستلهم فقط من تجربة جنوب أفريقيا ومارتن لوثر كينغ، بل من عقول النضال الفلسطيني، ضد الاستعمار الاستيطاني.
ولفت إلى أن الحركة تعتمد على ثلاثة حقوق: إنهاء الاحتلال 67 وإنهاء "الابرتهايد" في أراضي الـ48 وحق العودة للاجئين الفلسطينيين كحق طبيعي وقانوني.
وعرض البرغوثي توزيع الشعب الفلسطيني بالعالم كالتالي؛ 38 بالمائة يشكلون الفلسطينيين في الـ67، و12 بالمائة يشكلون الفلسطينيين حاملي الجنسية الإسرائيلية، إضافة إلى الفلسطينيين في الشتات، ثم 40 بالمائة من الفلسطينيين بالضفة هم لاجئون و20 بالمائة من فلسطيني الداخل هم لاجئون أيضاً.
كما اعتبر أن أهم الإنجازات لحركة المقاطعة "BDS" في السنة الأخيرة، "فشركة CRH باعت كل أسهمها من شركة "نيشر" الإسرائيلية وشركة "أورانج" العالمية توقف تعاملها وتحولت الشركة إلى "بارتنر" في إسرائيل، والكنيسة "الماتوردية" الأميركية قامت بسحب كل نفوذها ومالها من جميع البنوك الإسرائيلية.
أما شركة "فيوليه" الفرنسية، فقد انسحبت بالكامل من العمل مع إسرائيل وخسرت 7 ملايين دولار، فانخفض الاستثمار في إسرائيل إلى 46 بالمائة وكذلك أيضاً في مجال السياحة".
وفي حديث مع خليل غرة، ناشط في مناهضة التطبيع، قال "نحن ننظر إلى فلسطين كنقطة واحدة دون معايير مختلفة والتعامل مع الضفة والداخل الفلسطيني بنفس المنطلق. ونرفض زيارة فنانين أو كتاب وشخصيات من العالم العربي للداخل الفلسطيني أو للضفة، لأن بأي حال الزيارة بحاجة إلى تأشيرة احتلال".
وشدد الناشط الفلسطيني على أنه في سياق فلسطينيي الداخل "يجب علينا ألا نبيض صورة إسرائيل بالعالم. بل علينا تعزيز الفلسطنة وعدم الانخراط بالأسرلة فمثلاً تقوم الجامعات بإسرائيل باستغلال الطلاب العرب من فلسطينيي الداخل، وتتعامل مثل أي طالب آخر كأنه خدم في الجيش. هدفنا أن نتحول إلى حركة جماهيرية على الأقل ويكون حولها التفاف جماهيري".
اقرأ أيضاً: فرنسا والاعتراف بدولة فلسطين... قنبلة صوتية بلا معطيات جديدة