انتقد ناشطون سياسيون مصريون خطاب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في المناورة التعبوية "بدر 2014"، التي نفذتها تشكيلات من القوات الجوية، اليوم الإثنين، ووصفوه بـ "المشوه" و"البعيد عن الواقع".
وقال عضو المكتب السياسي في حركة "الاشتراكيين الثوريين"، محمود عزت، في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن "الخطاب يكشف ديكتاتورية السيسي، الذي حرص على تمجيد نفسه بشكل مبالغ فيه، رغم فشله في القضاء على الإرهاب المزعوم، الذي تجسد في مقتل نحو 30 جندياً في الجيش في حادث استهداف كمين كرم القواديس في سيناء الجمعة قبل الماضية".
وشن عزت هجوماً على السيسي "الذي ادعى صرف تعويضات لسكان الشريط الحدودي في رفح المصرية، الذين أجبرهم على إخلاء منازلهم عقب الحادث مقابل 300 جنيه سيتم صرفها لثلاثة أشهر فقط"، مضيفاً "لم يحصل كل الأهالي المُهجرين على مستحقاتهم، كما أن المبالغ المحددة لا تتناسب مع قيمة منازلهم، التي أُجبروا على إخلائها قسراً، ولم يبال أحد بأرزاقهم التي انقطعت".
وتساءل ساخراً: "لا أعرف لماذا اعتذر السيسي لأهالي سيناء، وهو الذي تسبب في تشريدهم من دون مأوى؟"، متهماً "السلطة الحالية بالإصرار على المُضيّ قدماً في تنفيذ الحلول الأمنية، التي ثبُت فشلها لا سيما بعد وقوع انفجار على الشريط الحدودي، اليوم الإثنين، فضلاً عن حادث استهداف مدرعتين مؤخراً"، مضيفاً: "للأسف يدفع أهالي سيناء الفقراء وصغار المجندين ثمن سياسات النظام الفاشلة واتفاقية كامب ديفيد".
وحول تأكيد السيسي إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها، قال عزت: "مضى موعد الانتخابات، التي كان من المقرر إجراؤها خلال 6 شهور من الاستفتاء على دستور 2014، ورغم ذلك لم يعلن السيسي عن تاريخ إجرائها".
وأوضح أن خطاب "السيسي يكشف عن تخبط أجهزة الدولة، ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، إجراء الانتخابات مطلع العام المقبل، كشفت مصادر في اللجنة العليا للانتخابات عن أنها لن تجرى قبل مايو/أيار المقبل"، لافتاً إلى أن "ما يحدث يؤكد أن النظام اعتاد على انتهاك الدستور مما يضعه في قفص الاتهام".
ورداً على إعلان السيسي أن مصر في حاجة إلى ما بين 12 إلى 15 ألف ميجاواط كهرباء، يحتاج توفيرها إلى أكثر من 15 مليار دولار، وأن مشكلة الوقود لا تقل صعوبة عن الكهرباء، وأننا في حاجة إلى وقود تتراوح قيمته ما بين 10 إلى 15 مليار دولار، قال عزت "الغريب أنه اعترف بوجود أزمات، من دون أن يقدم حلولاً عملية لها".
من جهته، أكد القيادي في جبهة "طريق الثورة"، علي غنيم، أن "خطاب السيسي لم يقدم جديداً، وجاء مشوهاً ومنفصلاً عن الواقع، خصوصاً عندما تحدث عن ضرورة الدفع بالشباب في الانتخابات".
ودعا غنيم السيسي "إلى إجراء الانتخابات في سجون العقرب، شديد الحراسة، وطره وأبو زعبل، التي تحتجز بين جدرانها وأسوارها العالية نحو 25 ألف شاب منذ 3 يوليو/تموز قبل الماضي"، واستبعد "إجراء الانتخابات البرلمانية خلال الشهور المقبلة"، مشيراً إلى أن "السيسي ليس في حاجة إلى انتخاب مجالس تشريعية لرغبته في تمرير حزمة من القوانين منفرداً لتأمين نفسه وتثبيت أركان حكمه".
وكان السيسي قد تقدم باعتذار وشُكر لأهالي سيناء "على ما قدموه في سبيل الوطن"، خلال كلمته في المناورة التعبوية "بدر 2014"، التي نفذتها تشكيلات من القوات الجوية، اليوم الإثنين.