في أغانيه الجديدة، تحضر مفارقة عند مقارنتها ببداياته في سبعينيات القرن الماضي، فالمزداوي اليوم يقدّم "أصلك ليبي" وغيرها من الأغاني الوطنية التي تحضّ مواطنيه على العودة إليها من أجل بنائها والنهوض بها، خلافاً لتسجيلاته الأولى التي كانت تمثّل الخيبة والانكسارات وتدعو إلى الهجرة كما في أغانيه: "شنطة سفر"، و"مشينا"، و"سافر"، و"لا من يسأل عليّ" التي ضمّها ألبومه الأول المعنون بـ"غربة".
منذ بداياته اتجه المزداوي نحو مزج الموسيقى الشرقية بإيقاعات غربية، حيث تخرّج من "معهد جمال الدين الميلادي للموسيقى" في طرابلس، رغم تلقيه تعليماً أكاديمياً يستند إلى التراث الليبي، وتتلمذه على يد رجب تنكو ورجب كريمة على غناء الموشح، والدور، والمالوف.
ابتدأ بتأليف ألحانه الخاصة على آلة الغيتار، وراجت أغانيه في تلك الفترة خاصة في مصر، إلى جانب تجارب أخرى سعت إلى الخروج من "التطريب" إلى فضاءات أخرى تعتمد التجريب وتقدّم أعمالاً تقترب من اللغة المستخدمة في الحياة اليومية.
بعد ذلك أصدر الفنان الليبي ألبومات عدّة، منها: "فرقة النسور" (1976)، و"أنغام شعبية" (1983)، ثم انقطع فترة بسبب هجرته إلى أميركا على خلفية مواقفه السياسية المؤيدة لاحتجاجات شعبية حدثت عام 1984 وغنائه "ثوروا يا أهل بلادنا الحزينة"، ليعود مرة أخرى بألبوم "راجع" (1997)، و"وحداني" (2000)، وتبدو أنها "رجعة" رمزية حيث ظلّ في مغتربه حتى عاد مؤخّراً بشكل نهائي، ليقيم عدداً من الحفلات في القاهرة والإسكندرية منذ بداية العام الجاري.
إلى جانب أغانيه القديمة التي سيؤديها في حفل اليوم، تحضر أغنيته الجديدة "لا من بد من الحوار"، التي يقول فيها: "رغم كل اللي صار ورغم كل المحن/ نتصافحوا نتسامحوا/ نتصارحوا مانتجارحوا"، وهي تأتي "بعد وصوله لقناعة مفادها أن الحوار الوطني في ليبيا أصبح ضرورة لا بديل عنها بعد الانقسام والخلاف بين أبناء الوطن الواحد"، بحسب البيان الصحافي للفنان.