أعلن طرفا النزاع في إقليم ناغورني قره باغ، اليوم الأربعاء، التزامهما بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، أمس الثلاثاء، بين أذربيجان والسلطات الانفصالية في الإقليم، كمرحلة أولى من الهدوء، بعد أربعة أيام من المعارك التي خلفت 75 قتيلا على الأقل.
وأعلنت وزارة الدفاع في قره باغ، الإقليم الانفصالي الذي تدعمه أرمينيا، أنه "تم احترام وقف إطلاق النار الليلة الماضية على طول خط الجبهة".
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن قواتها "تحترم بشكل صارم وقف إطلاق النار"، الذي وقع الثلاثاء في موسكو من قبل رؤساء هيئة الأركان في أرمينيا وأذربيجان، غير أن وكالة الإعلام الروسية نقلت عن وزارة الدفاع الأذربيجانية، اليوم، قولها إن القوات المدعومة من أرمينيا انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار في الإقليم الانفصالي 115 مرة، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، دون أن يؤدي ذلك لانهيار الهدنة.
وفي سياق متصل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم، إن موسكو تأمل في أن تسفر جهودها الدبلوماسية عن وقف دائم لإطلاق النار في الإقليم، مضيفة أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تحدث مع مسؤولين كبار في أذربيجان وأرمينيا في وقت سابق اليوم.
وتابعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيزور باكو اليوم، ويريفان في وقت لاحق هذا الشهر.
وتشدد أذربيجان على السيطرة على عدة مرتفعات استراتيجية في ناغورني قره باغ، حيث أوردت أن "القوات الأذربيجانية تعمل حاليا على ترسيخ المواقع المحررة"، لكن يريفان تؤكد، من جانبها، عدم خسارة أراض في هذه المنطقة، التي يعترف المجتمع الدولي بأنها تعود إلى أذربيجان.
وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية، ارتسرون هوفانسيان، أمس، لـ"فرانس برس"، أنه "رغم أن أذربيجان سيطرت على مواقع للأرمن في وقت ما، إلا أنها عادت جميعا تحت سيطرة ناغورني قره باغ".
بدوره، أفاد مصور للوكالة موجود في قرية ماتاجيس، التي تبعد 10 كلم من خط الجبهة، أن "الليلة الماضية كانت هادئة ودون إطلاق نار".
وتقول باكو إن 31 من جنودها وأربعة مدنيين قتلوا في الاشتباكات، بينما أعلنت سلطات الإقليم الانفصالي مقتل 35 جنديا وخمسة مدنيين. وتشير آخر حصيلة إلى 75 قتيلا.
اندلعت المعارك، وهي الأسوأ منذ وقف إطلاق النار الذي أقر عام 1994، في هذه المنطقة الاستراتيجية من القوقاز ليل الجمعة السبت.
ووقع الاتفاق على وقف إطلاق النار عام 1994 بعد حرب أدت إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص وشردت مئات الآلاف خصوصا من أذربيجان، وانتهت بسيطرة القوات الانفصالية المقربة من أرمينيا على الإقليم الذي تسكنه غالبية من الأرمن.