ووفقاً لنتائج الانتخابات التي عرضتها المفوضية، خلال مؤتمر صحافي عُقد في بغداد، فإن التحالفَين حصدا 93 مقعداً من أصل 329 مقعداً في البرلمان، اذ حصل تحالف "سائرون" وفقاً للنتائج المعلنة على 54 مقعداً، في حين تكون حصة "النصر" إلى وقت إعلان النتيجة الأولية 39 مقعداً.
وأظهرت النتائج تقدم "سائرون" في العاصمة بغداد ومحافظات واسط والمثنى وذي قار (جنوب العراق)، في حين تقدم تحالف "الفتح" التابع لمليشيا "الحشد الشعبي" بمحافظتي كربلاء والقادسية (جنوباً)، وتحالف "القرار العراقي" بمحافظة ديالى (شرقاً)، وتحالف "الأنبار هويتنا" بمحافظة الأنبار غربي البلاد.
واللافت في الانتخابات العراقية هو التراجع الكبير لـ "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي نوري المالكي الذي فقد الصدارة في بغداد والمحافظات الجنوبية التي منحته 92 مقعداً في انتخابات 2014، اذ لم يحصل في انتخابات 2018 إلا على 25 مقعداً، وفقاً للنتائج الأولية.
وما إن أعلنت نتائج الانتخابات حتى شهدت ساحة التحرير وسط بغداد تظاهرة اشترك بها الآلاف من أنصار التيار الصدري للاحتفال بفوز قائمة "سائرون" في الانتخابات.
وردد المتظاهرون شعارات منددة بالنفوذ الإيراني في العراق مثل "إيران برة برة بغداد تبقى حرة"، كما رفعوا لافتات منددة بالفساد ومتوعدة بمحاسبة سرّاق المال العام.
يشار إلى أن قائمة "سائرون" التي شكلها التيار الصدري مطلع العام الحالي تضم أيضاً "الحزب الشيوعي العراقي" الذي دخل تحالفاً جماهيرياً مع الصدريين منذ عام 2015 بعد موجة الاحتجاجات والاعتصامات التي طالبت بالإصلاح في وقتها.
ووفقاً لمصدر في مفوضية الانتخابات العراقية، فإن ما تبقى من النتائج في ثماني محافظات لم تعلن نتائجها حتى الآن قد يحدث تغييراً في نسب بعض التحالفات، مؤكداً لـ "العربي الجديد" تقدم تحالف "النصر" في محافظة نينوى، وقائمة "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني في محافظتي أربيل ودهوك بإقليم كردستان، وقائمة "الاتحاد الوطني الكردستاني" بمحافظتي السليمانية وكركوك (شمالاً).
في الأثناء، حذرت وزارة الداخلية العراقية في بيان لها من إطلاق النار احتفالاً بفوز الكتل متوعدة باعتقال المخالفين، فيما أكد مسؤولون أمنيون عراقيون إعلان جهاز الشرطة في محافظات كركوك والسليمانية وبغداد وحلبجة وصلاح الدين والأنبار، حالة تأهب قصوى، تحسباً لأي أعمال عنف عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات.
وكانت كتل سياسية قد حذّرت من أزمات خطيرة بسبب تداعيات نتائج الانتخابات، داعية إلى تغليب لغة الهدوء والحوار لتلافيها، وسط حديث عن تزوير وشراء أصوات ومطالبات بإلغاء الانتخابات وتحويل الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال.
وجرت في العراق السبت، الانتخابات البرلمانية في نسختها الرابعة بعد احتلال العراق عام 2003، والتي تنافس فيها 71 تحالفاً انتخابياً.