تجاهل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة، الملف الفلسطيني ومسائل المفاوضات مع الفلسطينيين كلياً، وركز خطابه على اتهام النظام في إيران بالسعي المتواصل لبناء قوة نووية.
واستهل نتنياهو خطابه بإعلانه كشف مستودع إيراني في طهران تابع للمشروع النووي الإيراني، تخفي فيه إيران مواد متعلقة بالمشروع النووي.
وادعى نتنياهو أن الحكومة الإسرائيلية سلمت هذه المعلومات كلها للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدد من الحكومات الغربية، لكن الأخيرة لم تقم بأي تحقيق في أي من المعلومات التي سلّمتها إسرائيل، بعد اختراق الأرشيف النووي الإيراني في طهران في فبراير/ شباط من العام الحالي. واستذكر نتنياهو في الخطاب المؤتمر الصحافي الذي عقده في مايو/ أيار الماضي للكشف عن الأرشيف النووي الإيراني.
وبالرغم من أن نتنياهو لم يعرض في خطابه خططاً عملياتية، وجه تهديدات فظة للنظام في إيران بأن "إسرائيل تعرف ماذا تفعلون"، ولن تسمح لأي دولة تهدد بإبادة إسرائيل بأن تمتلك قوة نووية.
كما وجه نتنياهو تهديدات مشابهة لـ"حزب الله"، عارضاً أيضاً صوراً من الأقمار الصناعية، زعم أنها دليل على أن "حزب الله" أقام في محيط مطار بيروت الدولي ثلاثة قواعد صاروخية لمهاجمة إسرائيل.
وكرّر نتنياهو في سياق حديثه عن الملف الإيراني، اتهام أوروبا بالتساهل مع النظام الإيراني، من خلال اعتماد سياسة مصالحة توحي بأن أوروبا لم تتعلم من التاريخ، في إشارة إلى سياسة المصالحة الأوروبية تجاه تطلعات ألمانيا النازية.
في المقابل، أثنى نتنياهو على سياسة الإدارة الأميركية والرئيس ترامب في العودة لسياسة العقوبات الاقتصادية ضد إيران، معتبراً أن هذه السياسة "هي الصحيحة لمواجهة النظام الإيراني الذي استغل الأموال التي حصل عليها بعد رفع العقوبات الدولية لمزيد من السياسات العدوانية، وتمويل الإرهاب الموجه لا فقط ضد إسرائيل وإنما أيضاً ضد العالم الغربي، بما في ذلك أوروبا نفسها والولايات المتحدة الأميركية ودول عربية".
وأبرز نتنياهو أن الأمر الإيجابي الوحيد الذي نجم عن الاتفاق النووي مع إيران هو إتاحة نشوء علاقات قريبة وحميمة وتعاون مع عدد من الدول العربية، بفعل الخطر المشترك الذي تشكله إيران قائلًا: "الاتفاق قريب بين إسرائيل وعدد من الدول العربية وإقامة علاقات حميمة لم أر مثلها في حياتي، ولم يكن ممكناً تخيلها قبل سنوات. إسرائيل تقدر كثيراً هذه الصداقات".
في المقابل، شن نتنياهو هجوماً شخصياً على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مذكراً بأن الأخير أنكر في أطروحة الدكتوراه التي وضعها حدوث المحرقة النازية لليهود، وأنه يفاخر بدفع المخصصات للشهداء الذين قتلوا إسرائيليين.
وزعم نتنياهو أن قانون القومية اليهودي "ليس قانوناً عنصرياً ولا هو يكرس الأبرتهايد"، بل إنه "قانون طبيعي كما هو حال أكثر من مئة دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة".
وزعم نتنياهو أن العرب الفلسطينيين في إسرائيل يحظون بحقوق متساوية، وأنه لا يوجد أي تمييز عنصري ضدهم.