ووفقًا لتسريبات نشرتها صحيفة "هآرتس" صباح اليوم، نقلًا عن موظف إسرائيلي رفيع المستوى، فقد أبلغ نتنياهو وزراء حكومته وأعضاء "الكابينيت"، أنه سيعرض أمام ترامب موقفه القائل بتأييد حل الدولتين، لكن مع التوضيح بأن الموقف الفلسطيني الرافض للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ومواقف أخرى تحول دون الوصول إلى هذا الحل.
وكشف نتنياهو، للمرة الأولى، أنه خلال الاتصال الهاتفي، الذي جرى بينه وبين ترامب في 22 من الشهر الماضي، بعد تولي الأخير مهام منصبه، أن الأخير سأله كيف ينوي التقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين، وردّ نتنياهو على ذلك بتكرار التزامه بحل الدولتين، لكن الفلسطينيين يرفضون السلام، وبالتالي فإنه: "لا يعتقد بإمكانية تحقيقه في الوقت الحالي". لكن ترامب رد عليه بالقول: "إنهم سيرغبون بذلك وسيقدمون التنازلات".
ووفقًا لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بهذا الشأن، فقد أبلغ نتنياهو وزراءه بأن ترامب "ليس في جيب إسرائيل"، وحذر من كسر قواعد التعامل مع الولايات المتحدة، وأنه يتعين التعامل بحذر شديد مع الإدارة الأميركية الجديدة التي تؤيد، بحسب أقوال نتنياهو، حل الدولتين، وأن يأخذ الجميع بالحسبان شخصية دونالد ترامب.
وأبلغ نتنياهو وزيريه من حزب "البيت اليهودي" المتطرف، أيليت شاكيد، ونفتالي بينت، أنه لا يعتقد بأن الأمر كما يتصوران، بعد أن طالباه بإقناع ترامب بترك حل الدولتين بزعم أنه يقدر شخصية نتنياهو، مضيفًا أن "ترامب يؤمن بإبرام الصفقات وبإدارة مفاوضات للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين".
في المقابل، يتضح من مداولات "الكابينت" السياسي، كما نشر في الصحف، أن وزراء الحكومة الإسرائيلية، طالبوا نتنياهو أيضًا بمحاولة التوصل إلى تفاهمات مع ترامب بشأن السماح بالبناء الاستيطاني في المستوطنات كلها، وليس فقط في الكتل الاستيطانية الكبيرة، علمًا بأن ترامب أعلن مؤخرًا بأن البناء في المستوطنات لا يفيد في التقدم نحو حل سلمي.
ومع أن نتنياهو أقرّ بأن التعامل مع الإدارة الأميركية في عهد ترامب سيكون مريحًا لإسرائيل أكثر مما كان الوضع عليه في عهد أوباما؛ إلا أن ذلك لا يعني أنه لن تكون هناك قيود عليها.
في المقابل، يجمع المراقبون على أن نتنياهو سيحاول، خلال لقائه الأول مع ترامب، تركيز الحديث حول الملف الإيراني، والمطالبة بفرض العقوبات على طهران، فيما لفت وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى أن هذا النوع من اللقاءات، أي اللقاء الأول، يتمحور عادة حول وضع آليات لتنسيق العمل المشترك دون الخوض في القضايا الجوهرية، وهو ما سبق أن أشار إليه في الأيام الأخيرة رئيس المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، مالكوم هونلاين.
ونصح هونلاين الحكومة الإسرائيلية بالتقدم بحذر، وأن تتحلى بالصبر في تعاملها مع إدارة ترامب، وذلك بفعل الوقت المطلوب عادة لبدء نشاط أي إدارة أميركية جديدة، وهو ما ينطبق أيضًا على إدارة ترامب، التي لا تزال في طور المصادقة على تعيين الوزراء والمسؤولين الفيدراليين فيها.