ودعا نتنياهو الليلة الماضية، الإسرائيليين إلى مقاطعة قناة التلفزة "12" التي تُعدّ الأكثر مشاهدة في إسرائيل، إثر قيام مراسلها للشؤون القضائية غاي بيلغ بعرض اقتباسات من أقوال مساعدي نتنياهو السابقين المتهمين إلى جانبه في بعض هذه القضايا كما وردت في محاضر التحقيق معهم.
واتهم نتنياهو بيلغ وقناته بالعمل على المساس بفرصه في الانتخابات، عبر اقتباس أقوال موظفين سابقين عملوا معه في ديوانه ووزارة الاتصالات، وأدلوا بها لمحققي الشرطة، وتناولت الصفقة التي توصل إليها رئيس الحكومة مع شاؤول ألوفيتش، رئيس مجلس إدارة "بيزك" للاتصالات، والتي بموجبها يتم تقديم تسهيلات ضريبية واقتصادية للشركة مقابل التزام ألوفيتش بتسخير موقع "وللا" الإخباري الذي يملكه، لتقديم تغطية إيجابية عن نتنياهو وزوجته سارة وأفراد عائلته، إلى جانب تعمّد المساس بقيادات سياسية من اليمين والوسط، في حالة خصومة معه.
وقد قدّم نتنياهو التماساً للمحكمة العليا لمنع نشر محاضر التحقيق مع مساعديه السابقين، إلا أن المحكمة رفضت الطلب.
واضطرت الشرطة وشركة "كيشيت" التي تملك قناة "12" إلى توفير حارس شخصي يرافق بيلغ على مدار الساعة، بعد تلقيه تهديدات بالقتل من أشخاص ينتمون للتيار اليميني. وحظي بيلغ بتعاطف كبير من قبل زملائه في قنوات التلفزة الرئيسة وغالبية الصحافيين، الذين اتهموا نتنياهو بخلق أجواء من الرعب، بهدف تكميم الأفواه ومنع الصحافة من أداء مهمتها.
يذكر أن نتنياهو معني بأن يتم تنظيم الانتخابات على وقع الانشغال بالأوضاع الأمنية، لا سيما على خلفية الهجمات الإسرائيلية في كل من العراق ولبنان وسورية.
الصحافة ترد على نتنياهو
وأثارت تصريحات نتنياهو، أمس، ردود فعل لدى الصحافة الإسرائيلية، التي أعادت الحديث عن أجواء التحريض التي سادت إسرائيل في العام 1995 عشية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، إسحاق رابين.
وكتب مراسل الشؤون الحزبية في "هآرتس"، يوسي فيرتير، أن "نتنياهو لن يهنأ حتى يُقتل صحافي".
من جهته، قال بن كاسبيت في "معاريف"، إنّ نتنياهو على ما يبدو لا يهتم بنتائج تصريحاته ما دام قد حدد الهدف.
واستذكر بن كاسبيت أن نتنياهو، وبالرغم من تحذيرات كثيرة من كبار مستشاريه عم 1995 إلا أنه لم يوقف تحريضه ضد رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين، ولا أوقف مجموعات أنصاره التي كانت تتظاهر يومياً أمام بيته وهي تردد شعارات "رابين خائن".
بني غانتس يتقدم
إلى ذلك، شنّ نتنياهو، أمس أيضاً، هجوماً شديداً ضد لجنة الانتخابات وضد المحكمة الإسرائيلية العليا التي رفضت طلب "الليكود" بالسماح له بوضع كاميرات مراقبة في صناديق الاقتراع في البلدات والقرى العربية، بحجة محاربة عمليات لتزوير النتائج في مراكز الاقتراع.
ووفقاً للتقديرات السائدة، فإن نتنياهو سيزيد من حدّة تصريحاته وتحريضه ضد الإعلام واليسار في إسرائيل، بما في ذلك ترديد شعارات عنصرية بأن بني غانتس، زعيم حزب "كاحول لفان"، المنافس الرئيسي له، يعتزم تشكيل حكومة مع الأحزاب العربية.
وسبق لنتنياهو في انتخابات عام 2015، أن أطلق يوم الانتخابات تصريحاً عنصرياً قال فيه "إن حكم اليمين في خطر، جمعيات اليسار تنقل المصوتين العرب بالحافلات، العرب يتدفقون على صناديق الاقتراع".وعاد نتنياهو للتحريض على العرب في الداخل وأحزابهم في انتخابات التاسع من إبريل/نيسان الماضي، عندما قال إن الأحزاب العربية، لا سيما الحركة الإسلامية الجنوبية والتجمع الوطني الديمقراطي، هي أحزاب "إرهابية تعمل ضد أمن إسرائيل".
إلى جانب ذلك، دل آخر استطلاع للرأي العام على أن حزب "أزرق أبيض" المعارض، الذي يقوده بني غانتس يتقدم على حزب "الليكود" الحاكم. وحسب الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، فإنه في حال أجريت الانتخابات حالياً، فإن "أزرق أبيض" سيحصل على 32 مقعداً، "الليكود" على 30، "يسرائيل بيتنا" بقيادة وزير الحرب السابق أفيغدور ليبرمان على 11، القائمة العربية على 11، تحالف أحزاب اليمين على 10، "شاس" على 8، "يهودوت هتوراة" على 7، "المعسكر الديمقراطي" على 6، على أن يحصل حزب العمل على 5 مقاعد.