وكتب الحديدي، على "فيسبوك"، " إنه بعد مضي عام ونصف بدون السماح بزيارتها في السجن، تحيا الشاطر في زنزانة 160 سم في 160 سم بدون حمام وبدون إضاءة، حيطان منشعة عمالة تسقط، مياه مجاري 24 ساعة، أرضية متكسرة.. انفرادي بعيداً عن كل المعتقلات في القناطر".
وأضاف نجل عائشة الشاطر: "بعد مدة من الزمن قدر الله أن تصاب أمي بمرض في النخاع، كل ده واحنا لا نعلم أي شيء حتى في الجلسة أتت وقتها بعربة إسعاف. في آخر جلسة أبلغونا أن حالة أمي تسوء، الواحد يطمن علي صحة أمه ازاااااي! أمي أنهت 6 أشهر مصابة بهذا المرض ولا نعلم عنها أي شيء. هل الاطمئنان عليها يهدد استقرار البلد! ليه التعنت الرهيب ده في إخفاء أي حاجة عن أمي! حسبنا الله ونعم الوكيل. لك الله يا أمي"، مختتمًا كلماته بوسم #الحرية_لعائشة_الشاطر.
Facebook Post |
وعائشة الشاطر هي ابنة القيادي البارز في جماعة الإخوان المعتقل خيرت الشاطر، اعتقلت في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وكانت تبلغ من العمر 39 عاماً، مع ما لا يقل عن 18 آخرين، من بينهم زوجها محمد أبو هريرة، وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، مثلت أمام نيابة أمن الدولة العليا، واحتُجزت رهن الحبس الاحتياطي، ريثما يتم التحقيق معها بسبب "الانتماء إلى جماعة إرهابية".
ومنذ ذلك الحين، جددت النيابة، والقاضي فيما بعد، احتجازها في جلسات استماع شبه تلقائية.
وأدرجت الشاطر على ذمة القضية رقم 1552 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا مع 9 متهمين آخرين، على خلفية اتهامهم بالانضمام لجماعة محظورة، وتلقي تمويل بغرض إرهابي. ومعهم في نفس القضية، زوج عائشة الشاطر ومحاميها محمد أبو هريرة، والمحامية وعضو مجلس حقوق الإنسان سابقًا هدى عبد المنعم، وبهاء عودة شقيق القيادي الإخواني ووزير التموين الأسبق باسم عودة، وأحمد الهضيبي، ومحمد الهضيبي، وإبراهيم السيد، وسحر صلاح، ومروة مدبولي، وسمية ناصف.
وفي 18 أغسطس/آب 2019، بدأت عائشة الشاطر، إضرابا مفتوحا عن الطعام رفضا للانتهاكات بسجن القناطر، واحتجاجا على ما تتعرض له داخل محبسها وعدم مراعاة أبسط حقوق الإنسان.
وتحتجز عائشة الشاطر في زنزانة انفرادية منذ يومها الأول في سجن القناطر، بعد 20 يوما من الإخفاء القسري قبل عرضها على النيابة وترحيلها إلى سجن القناطر، داخل حجرة صغيرة بدون إضاءه أو تهوية أو دورة مياه.
وفضّت ابنة الشاطر إضرابها عن الطعام، بعد 14 يوما من بدئه بعد وعود من إدارة السجن بتحسين ظروف اعتقالها، ولكنه لم يحدث، وما زالت عائشة في الحبس الانفرادي في زنزانة مميتة كالقبر صغيرة المساحة بلا حمام لا تتوافر فيها أدنى المعايير الإنسانية لمعيشة شخص لعدة أيام، كما أنها ممنوعة من الزيارات، ودخلت في موجة ثانية من الإضراب عن الطعام.
وقبل اعتقال عائشة، تحدثت بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الضحايا، بما في ذلك الاختفاء القسري، والتعذيب والمعاملة السيئة في أماكن الاحتجاز. ومن المحتمل أن يكون اعتقالها مستنداً إلى هذه الأنشطة، وبالتالي يعتبر اعتقالاً تعسفياً.
نُقلت عائشة إلى سجن القناطر النسائي، عقب قرار في أواخر يناير/كانون الثاني 2019، حيث وضعتها السلطات قيد الحبس الانفرادي المطول في زنزانة صغيرة سيئة التهوية. وهي محتجزة في الزنزانة لأكثر من 23 ساعة في اليوم، دون وجود مرحاض، دلو فقط للاستخدام بدلاً من ذلك، ولا يُسمح لها بمغادرة المكان سوى مرتين في اليوم - لمدة تقل عن 30 دقيقة - لاستخدام الحمّام. ومنذ احتجازها، منعت السلطات عائشة من تلقي الزيارات العائلية، والتواصل مع أسرتها ومحاميها في السجن. وتصل هذه المعاملة إلى حد التعذيب وفقًا للقانون الدولي.
ووفقا لمصادر طبية، فهي تعاني من فقر الدم اللاتنسجي، وهي حالة نادرة وخطيرة تؤثر على الدم. وقد تدهورت صحتها بسرعة، وتم نقلها لتعرضها لنزيف حاد إلى مستشفى القصر العيني، حيث عولجت بالصفائح الدموية. ومع ذلك، تتطلب حالتها علاجا متخصصا ومكثفا ومستمرا في مرفق طبي مجهز بشكل مناسب. ففي حالتها الحالية، لا تزال حياتها عرضة لخطر شديد بسبب تعفن الدم أو النزيف.