نجوم إعلام السيسي إلى "المشروع السعودي"
إغلاق القنوات الإخبارية مقابل استمرار الرياضية والدرامية(كريس بورونكل/فرانس برس)
كشفت مصادر إعلامية مطلعة داخل قنوات "أون إي" و"دي إم سي"، المملوكتين من وراء الستار للاستخبارات المصرية، عن وجود مخطط لإغلاق مزيد من القنوات التابعة لها خلال العام الحالي، بذريعة الخسائر التي تتكبدها تلك الفضائيات، وذلك لإفساح المجال الإعلامي لشبكة القنوات المملوكة لرئيس هيئة الرياضة السعودية، تركي آل شيخ، والمرتقب صدورها خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وشهدت الساعات الأخيرة مستجدات عدة في خارطة الإعلام المصري تعكس الاتجاهات الجديدة لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي للتخفف من الأعباء المالية للقنوات الفضائية الخاسرة، بعد استحواذ الأجهزة الاستخباراتية والأمنية عليها، مقابل فتح السوق لمشروعات التنسيق المصري السعودي التي يديرها آل شيخ، المقرب من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وقالت المصادر، لـ "العربي الجديد"، إن تزامن إعلان شركة "إعلام المصريين"، المملوكة بالكامل للشركة الاستخباراتية "إيغل كابيتال"، عن إغلاق قناة "أون لايف" الإخبارية التي اشترتها الشركة قبل عامين فقط من مؤسسها السابق، الملياردير نجيب ساويرس، لم يكن وليد الصدفة مع إطلاق الإعلان الترويجي الأول لقناة نادي "بيراميدز" الرياضية الجديدة.
اقــرأ أيضاً
كانت مجموعة "إعلام المصريين" المالكة لشبكة قنوات "أون إي" قد أعلنت توقف بث قناة "أون لايف" الإخبارية بدءاً من فجر السبت، من دون سابق إنذار للعاملين فيها، بحجة "إعادة هيكلة القنوات التابعة للمجموعة، بما يتناسب مع مكانة مصر الإعلامية، ودعم الاتجاه المستقبلي لمجموعة القنوات الفضائية".
كذلك، قررت مجموعة قنوات "دي إم سي" وقف إذاعة أي برامج على الهواء مباشرة في قناة "دي إم سي سبورت"، والاكتفاء بعرض البرامج المسجلة، تمهيداً لإغلاق القناة، من دون إخطار المئات من الصحافيين والمراسلين والفنيين العاملين فيها، في الوقت الذي كشف فيه الإعلان الترويجي لقناة "بيراميدز" الجديدة عن تعاقد أغلب مقدمي برامجها مع الفضائية المملوكة لآل شيخ.
واستقطبت قناة آل شيخ الرياضية التي من المقرر أن تبدأ بثها التجريبي، الخميس المقبل، جميع نجوم الإعلام الرياضي المصري تقريباً، وعلى رأسهم: مدحت شلبي، وخالد الغندور، وأحمد حسام (ميدو)، وأحمد حسن، وحسام البدري، وهادي خشبة، وإبراهيم حسن، وعلي ماهر، وأشرف قاسم، ورضا عبد العال، وإبراهيم سعيد، وأحمد عفيفي، والصحافي حسن المستكاوي.
وانتقل النجوم الجدد إلى قناة آل شيخ التي تعد الجناح الرياضي للإمبراطورية الإعلامية السعودية في مصر من قناتي "أون سبورت" و"دي إم سي سبورت"، المملوكتين بالترتيب إلى "إيغل كابيتال" و"دي ميديا"، واللتين تداران مباشرة من قبل مدير الاستخبارات العامة ومدير مكتب السيسي السابق، اللواء عباس كامل.
اقــرأ أيضاً
وسبق أن دشن آل شيخ الجناح السياسي، حينما ضم الإعلامي المصري، عمرو أديب، قادماً من قناة "أون إي" إلى مجموعة قنوات "إم بي سي" السعودية، مع الاكتفاء بالأخيرة كبوتقة للمحتوى السياسي، في حالة الاستقرار على عدم إصدار قنوات فضائية جديدة، واستغلال إمكانيات القنوات التابعة للنظامين المصري والسعودي حالياً، بحسب المصادر.
وذكرت المصادر نفسها أن من بين الأسباب التي دفعت السعودية لصرف النظر عن تدشين شبكة جديدة، والاكتفاء بالعمل على تطوير القائمة، أن الإدارة السعودية لم تتأكد بعد من نجاح تجربتها في إطلاق قناة "إس بي سي" الجديدة، وما صاحب إطلاقها من مشاكل مع المنتجين المصريين لبعض الأعمال الفنية، وتخوف المصريين من الشروط السعودية في التعامل معهم، وفي إدارة السياسة التحريرية للشبكة المرتقبة.
وأشارت كذلك إلى حصول قناة "بيراميدز" الجديدة على حقوق بث الدوري المصري، مقابل اكتفاء "أون سبورت" بالتعاقد مع الإعلامي البارز أحمد شوبير الذي آثر عدم الانضمام إلى قناة "بيراميدز" بسبب علاقته الوطيدة برئيس النادي الأهلي، محمود الخطيب الذي دخل مع آل شيخ في خصومة استغرقت شهرين كادت تصل للقضاء، فضلاً عن تخوفه من انقلابات الأخير المزاجية، وتعرضه للإهانة تحت إدارته.
وأوضحت المصادر أن إلغاء قناة "أون لايف" وتخفيض الإنفاق العام في "أون سبورت" و"دي إم سي سبورت" يأتي استجابة لتكليفات السيسي للأجهزة بسرعة التخفف من أعبائها المالية، بناءً على دراسة أعدتها الرئيسة التنفيذية لشركة "إيغل كابيتال"، وزيرة الاستثمار السابقة، داليا خورشيد، تمهيداً لتنفيذ مخطط جديد تدرسه دائرة السيسي، بدمجها جميعاً في شبكة محلية واحدة.
اقــرأ أيضاً
ومثلت الخسائر المالية التي تكبدتها قنوات "أون إي"، تحت إدارة رجل الأعمال المقرب من النظام، أحمد أبوهشيمة، نتيجة إنفاقه مئات الملايين من الدولارات على شركة "إعلام المصريين" من دون تحقيق أي أرباح تذكر، سبباً رئيسياً لسحب الشركة منه، بعدما تسبب اندفاعه في استقدام نجوم الرياضة والفن، وإنتاج برامج خاصة، وبعض المسلسلات عالية التكلفة، في تحقيق خسائر متتالية للشركة، وقفت حائلاً أمام طرح أسهمها في البورصة.
غير أن إعدام "أون لايف"، مع وجود اتجاه لإلغاء الإصدار الورقي لبعض الصحف التي استحوذت عليها "إعلام المصريين" خلال العامين المقبلين، ومنها صحيفة "صوت الأمة"، يعبر عن رغبة النظام في خفض عدد وسائل الإعلام ذات الطابع السياسي والإخباري بصفة عامة، في مقابل استمرار القنوات الرياضية والدرامية بمحتوى أقل تكلفة.
وتسيطر أجهزة السيسي حالياً على المستويين المالي والإداري على معظم شبكات القنوات الفضائية المصرية: "أون إي"، و"دي إم سي"، و"سي بي سي"، و"النهار"، و"الحياة"، و"العاصمة"، مع بقاء شبكة "دريم" مملوكة لرجل الأعمال المديون للدولة والمتعثر، أحمد بهجت، وقناة "القاهرة والناس" لرجل الدعاية الموالي للنظام، طارق نور.
كانت "إعلام المصريين" قد استحوذت على شبكة تليفزيون "الحياة"، في الخامس من يوليو/تموز الجاري، بعد إصدار رئيس مجلس إدارتها، تامر مرسي، قراراً بتعيين ضابط الاستخبارات السابق، ياسر سليم، نائباً له، لتضاف إلى المجموعة الإعلامية التي تمتلك "راديو النيل"، وموقع وجريدة "اليوم السابع"، وشركات للإنتاج والإعلان والعلاقات العامة، والتسويق الرياضي.
اقــرأ أيضاً
وفي مايو/أيار الماضي، كشفت "العربي الجديد" على لسان مصادر مطلعة، أن نظام السيسي بدأ بعملية إعادة هيكلة لوسائل الإعلام التي يمتلكها، وتشرف عليها أجهزته الاستخباراتية، في أعقاب تعيين اللواء عباس مديراً للاستخبارات العامة، لاحتواء الخلافات التي نشبت بين القائمين على تلك القنوات من الأجهزة الأمنية، ووصلت أصداؤها إلى وسائل الإعلام.
تجدر الإشارة إلى اتفاق آل شيخ، بالنيابة عن بن سلمان، مع اللواء عباس، على تدشين شبكة بأموال سعودية، ومحتوى ترفيهي سياسي رياضي منتج في مصر، لتضم عددا من كبار الإعلاميين الذين يقدمون البرامج السياسية العامة والرياضية على قناة "أون إي"، وإذاعة "دي آر إن" المملوكة لشركة "هوم ميديا"، التابعة لشركة "فالكون" الاستخباراتية.
ووفقاً للمصادر، فإن من بين دوافع السعودية لاقتحام سوق الإعلام المصري، هو إعجاب القيادة الجديدة في الرياض بنمط التشارك بين الإمارات، والجهات الحكومية، ورجال الأعمال المصريين في مشروع شركة "بريزينتيشن للتسويق الرياضي" التي تملك حالياً حقوق الدعاية والرعاية لبطولات الاتحاد المصري لكرة القدم، وعدد من الأندية، ورغبتها في تكرار هذا النمط التشاركي مالياً وإدارياً، ولكن في مشروعات إنشائية وإعلامية كبرى.
تتزامن هذه الاستعدادات مع تصعيد أجهزة السيسي ضد مختلف وسائل الإعلام لإحكام السيطرة عليها، وآخرها كان الاستحواذ على حصة رجل الأعمال نجيب ساويرس، المقدرة بثلث إجمالي أسهم صحيفة "المصري اليوم"، ثم فرض تغيير رئيس تحريرها، على خلفية نشر الصحيفة عنواناً عن حشد الدولة الناخبين للمشاركة في انتخابات الرئاسة المنقضية، وكذلك إغلاق موقع "مصر العربية" الإلكتروني، وحبس رئيس تحريره، عادل صبري.
وكانت "العربي الجديد" قد حصلت على معلومات موثقة مفادها بأن الإنفاق الكبير على وسائل الإعلام، خلال العامين الماضيين، جاء لجذب ملايين المصريين لتلقي الخطاب الإعلامي الرسمي الموحد الصادر من مكتب السيسي مباشرة، في ظل منافسة شرسة من القنوات المحايدة أو المعارضة للنظام، خصوصاً التي تبث من تركيا، بعدما رصدت الأجهزة الأمنية زيادة نسبة مشاهدتها منزلياً خلال 2017.
وساهمت دائرة السيسي التي يقودها اللواء عباس كامل في نقل ملكيات فضائيات حالية أو إنشاء منابر جديدة، وتغيير الخرائط البرامجية، وتقليل المساحات السياسية لصالح برامج المنوعات والترفيه، بعدما أغلق النظام برامج مؤيديه و"معارضيه" من الإعلاميين، إذا ما تجرأ أحدهم وتعرّض للرئيس بالنقد (ولو الناعم).
وجاءت قوانين "تنظيم الصحافة والإعلام" التي مررها مجلس النواب أخيراً، لتفرض مزيدا من القيود على عمل الصحافيين والإعلاميين، بهدف تقنين حجب المواقع الإلكترونية المعارضة، والمدونات والصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، متى زاد عدد متابعيها عن خمسة آلاف متابع، مع فرض ضوابط مقيدة لمنحها التراخيص اللازمة، لضمان سيطرة السلطة الحاكمة عليها.
وشهدت الساعات الأخيرة مستجدات عدة في خارطة الإعلام المصري تعكس الاتجاهات الجديدة لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي للتخفف من الأعباء المالية للقنوات الفضائية الخاسرة، بعد استحواذ الأجهزة الاستخباراتية والأمنية عليها، مقابل فتح السوق لمشروعات التنسيق المصري السعودي التي يديرها آل شيخ، المقرب من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
وقالت المصادر، لـ "العربي الجديد"، إن تزامن إعلان شركة "إعلام المصريين"، المملوكة بالكامل للشركة الاستخباراتية "إيغل كابيتال"، عن إغلاق قناة "أون لايف" الإخبارية التي اشترتها الشركة قبل عامين فقط من مؤسسها السابق، الملياردير نجيب ساويرس، لم يكن وليد الصدفة مع إطلاق الإعلان الترويجي الأول لقناة نادي "بيراميدز" الرياضية الجديدة.
كانت مجموعة "إعلام المصريين" المالكة لشبكة قنوات "أون إي" قد أعلنت توقف بث قناة "أون لايف" الإخبارية بدءاً من فجر السبت، من دون سابق إنذار للعاملين فيها، بحجة "إعادة هيكلة القنوات التابعة للمجموعة، بما يتناسب مع مكانة مصر الإعلامية، ودعم الاتجاه المستقبلي لمجموعة القنوات الفضائية".
كذلك، قررت مجموعة قنوات "دي إم سي" وقف إذاعة أي برامج على الهواء مباشرة في قناة "دي إم سي سبورت"، والاكتفاء بعرض البرامج المسجلة، تمهيداً لإغلاق القناة، من دون إخطار المئات من الصحافيين والمراسلين والفنيين العاملين فيها، في الوقت الذي كشف فيه الإعلان الترويجي لقناة "بيراميدز" الجديدة عن تعاقد أغلب مقدمي برامجها مع الفضائية المملوكة لآل شيخ.
واستقطبت قناة آل شيخ الرياضية التي من المقرر أن تبدأ بثها التجريبي، الخميس المقبل، جميع نجوم الإعلام الرياضي المصري تقريباً، وعلى رأسهم: مدحت شلبي، وخالد الغندور، وأحمد حسام (ميدو)، وأحمد حسن، وحسام البدري، وهادي خشبة، وإبراهيم حسن، وعلي ماهر، وأشرف قاسم، ورضا عبد العال، وإبراهيم سعيد، وأحمد عفيفي، والصحافي حسن المستكاوي.
وانتقل النجوم الجدد إلى قناة آل شيخ التي تعد الجناح الرياضي للإمبراطورية الإعلامية السعودية في مصر من قناتي "أون سبورت" و"دي إم سي سبورت"، المملوكتين بالترتيب إلى "إيغل كابيتال" و"دي ميديا"، واللتين تداران مباشرة من قبل مدير الاستخبارات العامة ومدير مكتب السيسي السابق، اللواء عباس كامل.
وسبق أن دشن آل شيخ الجناح السياسي، حينما ضم الإعلامي المصري، عمرو أديب، قادماً من قناة "أون إي" إلى مجموعة قنوات "إم بي سي" السعودية، مع الاكتفاء بالأخيرة كبوتقة للمحتوى السياسي، في حالة الاستقرار على عدم إصدار قنوات فضائية جديدة، واستغلال إمكانيات القنوات التابعة للنظامين المصري والسعودي حالياً، بحسب المصادر.
وذكرت المصادر نفسها أن من بين الأسباب التي دفعت السعودية لصرف النظر عن تدشين شبكة جديدة، والاكتفاء بالعمل على تطوير القائمة، أن الإدارة السعودية لم تتأكد بعد من نجاح تجربتها في إطلاق قناة "إس بي سي" الجديدة، وما صاحب إطلاقها من مشاكل مع المنتجين المصريين لبعض الأعمال الفنية، وتخوف المصريين من الشروط السعودية في التعامل معهم، وفي إدارة السياسة التحريرية للشبكة المرتقبة.
وأشارت كذلك إلى حصول قناة "بيراميدز" الجديدة على حقوق بث الدوري المصري، مقابل اكتفاء "أون سبورت" بالتعاقد مع الإعلامي البارز أحمد شوبير الذي آثر عدم الانضمام إلى قناة "بيراميدز" بسبب علاقته الوطيدة برئيس النادي الأهلي، محمود الخطيب الذي دخل مع آل شيخ في خصومة استغرقت شهرين كادت تصل للقضاء، فضلاً عن تخوفه من انقلابات الأخير المزاجية، وتعرضه للإهانة تحت إدارته.
وأوضحت المصادر أن إلغاء قناة "أون لايف" وتخفيض الإنفاق العام في "أون سبورت" و"دي إم سي سبورت" يأتي استجابة لتكليفات السيسي للأجهزة بسرعة التخفف من أعبائها المالية، بناءً على دراسة أعدتها الرئيسة التنفيذية لشركة "إيغل كابيتال"، وزيرة الاستثمار السابقة، داليا خورشيد، تمهيداً لتنفيذ مخطط جديد تدرسه دائرة السيسي، بدمجها جميعاً في شبكة محلية واحدة.
ومثلت الخسائر المالية التي تكبدتها قنوات "أون إي"، تحت إدارة رجل الأعمال المقرب من النظام، أحمد أبوهشيمة، نتيجة إنفاقه مئات الملايين من الدولارات على شركة "إعلام المصريين" من دون تحقيق أي أرباح تذكر، سبباً رئيسياً لسحب الشركة منه، بعدما تسبب اندفاعه في استقدام نجوم الرياضة والفن، وإنتاج برامج خاصة، وبعض المسلسلات عالية التكلفة، في تحقيق خسائر متتالية للشركة، وقفت حائلاً أمام طرح أسهمها في البورصة.
غير أن إعدام "أون لايف"، مع وجود اتجاه لإلغاء الإصدار الورقي لبعض الصحف التي استحوذت عليها "إعلام المصريين" خلال العامين المقبلين، ومنها صحيفة "صوت الأمة"، يعبر عن رغبة النظام في خفض عدد وسائل الإعلام ذات الطابع السياسي والإخباري بصفة عامة، في مقابل استمرار القنوات الرياضية والدرامية بمحتوى أقل تكلفة.
وتسيطر أجهزة السيسي حالياً على المستويين المالي والإداري على معظم شبكات القنوات الفضائية المصرية: "أون إي"، و"دي إم سي"، و"سي بي سي"، و"النهار"، و"الحياة"، و"العاصمة"، مع بقاء شبكة "دريم" مملوكة لرجل الأعمال المديون للدولة والمتعثر، أحمد بهجت، وقناة "القاهرة والناس" لرجل الدعاية الموالي للنظام، طارق نور.
كانت "إعلام المصريين" قد استحوذت على شبكة تليفزيون "الحياة"، في الخامس من يوليو/تموز الجاري، بعد إصدار رئيس مجلس إدارتها، تامر مرسي، قراراً بتعيين ضابط الاستخبارات السابق، ياسر سليم، نائباً له، لتضاف إلى المجموعة الإعلامية التي تمتلك "راديو النيل"، وموقع وجريدة "اليوم السابع"، وشركات للإنتاج والإعلان والعلاقات العامة، والتسويق الرياضي.
وفي مايو/أيار الماضي، كشفت "العربي الجديد" على لسان مصادر مطلعة، أن نظام السيسي بدأ بعملية إعادة هيكلة لوسائل الإعلام التي يمتلكها، وتشرف عليها أجهزته الاستخباراتية، في أعقاب تعيين اللواء عباس مديراً للاستخبارات العامة، لاحتواء الخلافات التي نشبت بين القائمين على تلك القنوات من الأجهزة الأمنية، ووصلت أصداؤها إلى وسائل الإعلام.
تجدر الإشارة إلى اتفاق آل شيخ، بالنيابة عن بن سلمان، مع اللواء عباس، على تدشين شبكة بأموال سعودية، ومحتوى ترفيهي سياسي رياضي منتج في مصر، لتضم عددا من كبار الإعلاميين الذين يقدمون البرامج السياسية العامة والرياضية على قناة "أون إي"، وإذاعة "دي آر إن" المملوكة لشركة "هوم ميديا"، التابعة لشركة "فالكون" الاستخباراتية.
ووفقاً للمصادر، فإن من بين دوافع السعودية لاقتحام سوق الإعلام المصري، هو إعجاب القيادة الجديدة في الرياض بنمط التشارك بين الإمارات، والجهات الحكومية، ورجال الأعمال المصريين في مشروع شركة "بريزينتيشن للتسويق الرياضي" التي تملك حالياً حقوق الدعاية والرعاية لبطولات الاتحاد المصري لكرة القدم، وعدد من الأندية، ورغبتها في تكرار هذا النمط التشاركي مالياً وإدارياً، ولكن في مشروعات إنشائية وإعلامية كبرى.
تتزامن هذه الاستعدادات مع تصعيد أجهزة السيسي ضد مختلف وسائل الإعلام لإحكام السيطرة عليها، وآخرها كان الاستحواذ على حصة رجل الأعمال نجيب ساويرس، المقدرة بثلث إجمالي أسهم صحيفة "المصري اليوم"، ثم فرض تغيير رئيس تحريرها، على خلفية نشر الصحيفة عنواناً عن حشد الدولة الناخبين للمشاركة في انتخابات الرئاسة المنقضية، وكذلك إغلاق موقع "مصر العربية" الإلكتروني، وحبس رئيس تحريره، عادل صبري.
وكانت "العربي الجديد" قد حصلت على معلومات موثقة مفادها بأن الإنفاق الكبير على وسائل الإعلام، خلال العامين الماضيين، جاء لجذب ملايين المصريين لتلقي الخطاب الإعلامي الرسمي الموحد الصادر من مكتب السيسي مباشرة، في ظل منافسة شرسة من القنوات المحايدة أو المعارضة للنظام، خصوصاً التي تبث من تركيا، بعدما رصدت الأجهزة الأمنية زيادة نسبة مشاهدتها منزلياً خلال 2017.
وساهمت دائرة السيسي التي يقودها اللواء عباس كامل في نقل ملكيات فضائيات حالية أو إنشاء منابر جديدة، وتغيير الخرائط البرامجية، وتقليل المساحات السياسية لصالح برامج المنوعات والترفيه، بعدما أغلق النظام برامج مؤيديه و"معارضيه" من الإعلاميين، إذا ما تجرأ أحدهم وتعرّض للرئيس بالنقد (ولو الناعم).
وجاءت قوانين "تنظيم الصحافة والإعلام" التي مررها مجلس النواب أخيراً، لتفرض مزيدا من القيود على عمل الصحافيين والإعلاميين، بهدف تقنين حجب المواقع الإلكترونية المعارضة، والمدونات والصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، متى زاد عدد متابعيها عن خمسة آلاف متابع، مع فرض ضوابط مقيدة لمنحها التراخيص اللازمة، لضمان سيطرة السلطة الحاكمة عليها.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
المزيد في سياسة
